الصفحة (13) : تكملة الأبيات : ۩ صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل و المنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب و السنة
۩ تكملة الأبيات : صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل و المنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب و السنة
1- و الطين مسك خالص أو زعفران * جابد أثران مقبولان
2- ليسا بمختلفين لا تنكرهما * فهما الملاط لذلك البنيان
3- و الأرض مرمرة كخالص فضة * مثل المراة تنالها العينان
4- في مسلم تشبيهها بالدرمك الصافي * و بالمسك العظيم الشأن
5- هذا لحسن اللون لكن ذا لطيب * الريح صار هناك تشبيهان
6- حصباؤها در و ياقوت كذاك * لآلئ نثرت كنثر جمان
7- و ترابها من زعفران أو من * المسك الذي ماستل من غزلان
8- غرفاتها في الجو ينظر بطنها * من ظهرها و الظهر من بطنان
9- سكانها أهل القيام مع الصيام * و طيب الكلمات و الإحسان
* شرح الأبيات :
- البيت 1 : الأثران : هما حديث أحمد السابق، و ما روي في الصحيحين من حديث الزهري عن أنس بن مالك قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله (ص) قال : << أذخلت الجنة فإذا فيها جنابد اللؤلؤ، و إذا ترابها المسك.>> و هذا الحديث قطعة من حديث المعراج الطويل. رواه البخاري، رواه مسلم.
- البيت 2 : ملط الحائط : طلاء، و الملاط : الطين يجعل بين سافي البناء، و يملط به الحائط. القاموس.
- قال الناظم : << فهذه ثلاث صفات في تربتها [ أي أن تربة الجنة و صفت بالمسك و الزعفران، و الدرمكة، لا تعارض بينها، فذهبت طائفة من السلف إلى أن تربتها متضمنة للنوعين المسك و الزعفران... و يحتمل معنيين آخرين :
+ أحدهما : أن يكون زعفرانا بإعتبار اللون مسكا بإعتبار الرائحة... و كذلك تشبيهها بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى الصفرة مع لينها و نعومتها.>> حادي الأرواح.
+ المعنى الثاني : أن يكون التراب من زعفران، فإذا عجن بالماء صار مسكا، و الطين يسمى ترابا.
- البيت 3 : قال أبو الشيخ : حدثنا محمد بن العباس حدثنا زياد بن يحيى حدثنا عبد ربه بن بارق قال : حدثني خالي زميل بن سماك أنه سمع أباه يقول : قلت لإبن عباس : ما أرض الجنة ؟ قال : << مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة...>> الحديث. العظمة لأبي الشيخ، و المرمرة واحدة المرمر. و هو نوع من الرخام الصلب. اللسان. و ذكره المنذري في الترهيب و الترغيب و قال في آخر الحديث : رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد حسن.
- الحديث 4 : يشير إلى حديث أبي سعيد الذي أوردناه آنفا.
- البيت 6 : يشير إلى حديث أحمد السابق. و الجمان، كغراب : اللؤلؤ أو هنوات أشكال اللؤلؤ من فضة، و الواحدة جمانة. أنظر القاموس.
- البيت 8 : بطنان : جمع بطن، القاموس. يشير الناظم إلى ما رواه الترمذي قال : حدثنا علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمان بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال : قال النبي (ص) : << إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها، و بطونها من ظهورها.>> فقام أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : << لمن أطاب الكلام، و أطعم الطعام، و أدام الصيام، و صلى لله بالليل و الناس نيام.>> قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمان بن إسحاق. سنن الترمذي، باب ما جاء في قول المعروف. و رواه ابن ماجة في صحيحه، و رواه الطبراني في الكبير، و في الأوسط عن أبي بريدة، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد و قال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن سيف و هو ضعيف. و قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير و رجاله ثقات.
* تكملة الأبيات :
1- للعبد فيها خيمة من لؤلؤ * قد جوفت هي صنعة الرحمان
2- ستون ميلا طولها في الجو في * كل الزوايا أجمل النسوان
3- يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم * بعضا و هذا لإتساع مكان
4- و خيامها منصوبة برياضها * و شواطئ الأنهار ذي الجريان
5- ما في الخيام سوى التي لو قابلت * للنيرين لقلت منكسفان
6- حور حسان قد كملن خلائقا * و محاسنا من أكمل النسوان
7- و الريح مسك و الجسوم نواعم * و اللون كالياقوت و المرجان
8- و كلامها يسبي العقول بنغمة * زادت على الأوتار و العيدان
* شرح الأبيات :
- البيت 1 : " صنعة الرحمان " في بعض الكتب " صنعة الإحسان "
- يشير إلى ما روي في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري عن النبي (ص) قال : << إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا.>> رواه البخاري، باب حور مقصورات، و مسلم و اللفظ له باب في صفة خيام الجنة.
- البيت 2 : يشير إلى ما روي في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي (ص) قال : << الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون.>> رواه مسلم.
- عرضها أيضا ستون ميلا و دليل ذلك ما روي في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي (ص) قال : << الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن.>> رواه مسلم. و البخاري بزيادة في آخره.
- و في رواية عند مسلم : << في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن.>>
- قال إبن كثير في تفسيره : << قال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن القاسم بن أبي بزة عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال : إن لكل مسلم خيرة، و لكل خيرة خيمة، و لكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليه كل يوم تحفة و كرامة و هدية لم تكن قبل ذلك، لا مرحات و لا طمحات ولا بخرات و لا دفرات، حور عين كأنهن بيض مكنون.>> ذكره إبن كثير في تفسيره، و رواه إبن المبارك في الزهد و ذكره المنذري في الترغيب و الترهيب.
- البيت 3 : المعنى : أن في كل ركن من أركان الخيمة زوجة من أجمل النسوان بحيث يجامع كل واحدة منهن من غير أن يرى بعضهن بعضا و ذلك لإتساع الخيمة.
- البيت 4 : قال ابن القيم - رحمه الله - : << و هذه الخيم غير الغرف و القصور، بل هي خيام في البساتين و على شواطئ الأنهار.>> الحادي, و قوله " ذي الجريان " صفة للأنهار.
- البيت 5 : النيران : الشمس و القمر. و اللام في النيرين زائدة.
- البيت 6 : يشير إلى قوله تعالى : << و زوجناهم بحور عين >> الدخان : 54
- قال القرطبي في تفسيره : الحور : شدة بياض العين في شدة سواد.
- و قال الناظم : << و قال مجاهد : الحوراء : التي يحار فيها الطرف من رقة الجلد و صفاء اللون. حادي الأرواح، و أنظر تفسير الطبري.
- البيت 7 : يشير إلى قوله تعالى : << كأنهن الياقوت و المرجان >> الرحمان : 01
- قال إبن كثير في تفسيره : << قال مجاهد و الحسن و ابن زيد و غيرهم : في صفاء الياقوت و بياض المرجان، فجعلوا المرجان ههنا اللؤلؤ.>>
* تكملة الأبيات :
1- أشجارها نوعان منها ماله * في هذه الدنيا مثال ذان
2- كالسدر أصل النبق مخضود * مكان الشوك من ثمر ذوي ألوان
3- و كذلك الرمان و الأعناب و النخل * التي منها القطوف دوان
4- هذا و نوع ما له في هذه الدنيا * نظير كي يرى بعيان
5- يكفي من التعداد قول إلْهنا * من كل فاكهة بها زوجان
6- و أتوا به متشابها في اللون * مختلف الطعوم فذاك ذو ألوان
7- أو أنه متشابه في الإسم * مختلف الطعوم فذاك قول ثان
8- أو أنه لثمارنا شبه في * إسم و لون ليس يختلفان
9- لكن بهجتها و لذة طعمها * أمر سوى هذا الذي تجدان
10- فيلذها في الأكل عند منالها * و تلذها من قبله العينان
* شرح الأبيات :
- البيت 1 : " ذان " من الذنو، يعني : أن أشجار الجنة نوعان نوع له شبيه في الدنيا، و نوع ليس له شبيه في الدنيا، فبدأ بالنوع الذي له شبيه و هو السدر.
- البيت 2 : روى الحاكم في المستدرك قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر حدثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : كان أصحاب رسول الله يقولون : إن الله ينفعنا بالأعراب و مسائلهم. أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤدية و ما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤدي صاحبها، فقال رسول الله (ص) : << و ما هي ؟ >> قال : السدر فإن لها شوكا فقال رسول الله (ص) : << في سدر مخضود يخض الله شوكه، فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمرا تفتق الثمرة معها على على إثنين و سبعين لونا ما منها لون يشبه الآخر.>> صحيح الإسناد و لم يخرجاه. المستدرك على الصحيحين.
- البيت 3 : يدل لذلك قوله تعالى : << فيها فاكهة و نخل و رمان.>> الرحمان : 61، و قوله تعالى : << إن للمتقين مفازا (31) حدائقا و أعنابا.>> النبأ : 31، 32، و قوله تعالى : << قطوفها دانية.>> الحاقة : 23. قال الناظم : << و خص النخل و الرمان من بين الفاكهة بالذكر لفضلهما و شرفهما كما نص على حدائق النخل و الأعناب إذ هما من أفضل أنواع الفاكهة و أطيبها و أحلاها.>> الحادي.
- البيت 4 : هنا بدأ الناظم يذكر النوع الثاني الذي ليس له في هذه الدنيا نظير.
- البيت 5 : يشير إلى قوله تعالى : << فيها من كل فاكهة زوجان.>> الرحمان : 52.
- البيت 6 : يشير إلى قوله تعالى : << و بشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و أتوا به متشابها.>> البقرة : 25.
- و التشابه قد أختلف فيه على أقوال، و القول الذي ذكره المؤلف في هذا البيت مروي عن إبن عباس و ابن مسعود و عن ناس من الصحابة. أنظر تفسير إبن كثير.
- البيت 7 : روي عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم، قال : يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا، التفاح بالتفاح و الرمان بالرمان... و ليس هو مثله في الطعم. أنظر تفسير إبن كثير.
- و روي عن الحسن و قتادة و ابن جريج و جماعة. قال الحسن : خيار كله، لا رذل، ألم تروا إلى ثمار الدنيا كيف تسترذلون بعضه، و أن ذلك ليس فيه رذل. أنظر حادي الرواح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق