أسماء الله الحسنى
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - وبعد فإنه لا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بحقيق التوحيد الذي من أجلـه خـلـق الله الأرض والسموات .. وهو محض حق الله على جميع المخلوقات ، ولأجلـه بعـث الله الرسل وجاءت جميع الرسالات. وبه القسم الناس إلى شقي وسعيد.. وقريب وبعيد ..ومقبول وطريد.. وبه انفصلت دار الكفر عن دار الإيمان، وتميزت دار النعيم من دار الجحيم!! وذلك لأن التوحيد هو أصل الدين وأساسه. ورأس أمره.. وبقيـة أركـان الـدين وفرائضه متفرعة عنه متشعبة منه مكملات له فهو دين شامل ومنهج حياة متكامل!!
ومن أعظم وأجل وأشرف أبوابه باب توحيد الأسماء والصفات، وهـو إفراد جل جلاله بأسماء الجلال وصفات الكمال، والإيمان بہا کہا جاءت في القرآن والسـة مـن غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل لأنـه جـل وعـلا ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) (الشوري 11) ، ثم التعيد بها و بمقتضياتها للملك القدير. وهذا الباب من أشرف وأجل أبواب التوحيد لأنه يتعلق بذات الله جل وعلا ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا معرفة صحيحة صادقة تدحض الشرك والتعطيل والتشيه والتمثيل والإلحاد والتأويل امثالا عمليا لقول الرب القدير (و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، سيجرون ما كانوا يعملون ) [الأعراف : 180). والحق أقول: كم ضلت في هذا الباب أفهام! وكم زلت فيه أقلام وأقـدام! والموفق من وفقه الله تعالى للفهم عن الله ورسوله .
إذ أن سوء الفهم عن الله ورسوله ﷺ أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام قديما وحديثا وما وقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والروافض وسائر طوائف أهـل الـبـدع في القـديـم والحـديـث مـا وقعـوا فـيـا وقعـوا إلا بـسوء الفهـم عـن الله ورسوله و لذا نرى الإمام البخاري يترجم في صحيحه في كتاب العلم بابا بعنوان: «باب الفهـم في العلم، وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي اللَّه عنه أن النبي ﷺ قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " .
0 التعليقات:
إرسال تعليق