التغذية العلاجية في الطب النبوي
تعريف التغذية العلاجية عند ابن القيم : يعتبر ابن القيم رحمه الله تعالى التغذية من الطب الفطري الذي جبل عليه الإنسان والحيوان لدفع الجوع والعطش ، ووصفه بكونه لا يحتاج مع هذا الطب إلى معالجة طبيب . وهو رحمه الله كان يتحدث عن زمانه حيث كان الغذاء دواء ، كان الغذاء طبيعياً موسمياً يحمل كافة العناصر الغذائية التي أودعها الخالق سبحانه فيه لحفظ الصحة والوقاية من الأمراض .. أما في زماننا هذا الذي يعتبر فيه الغذاء سما ملوناً وبراقاً ومخادعاً فإن الإنسان يحتاج فعلاً إلى أخصائي تغذية محنك لينقذه من فخاخ الأمراض الفتاكة التي تسببها " الأطعمة " التي يتناولها البشر بكل فخر في أيامنا هذه ... وقد اتفق الأطباء القدامي على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء .. أي أن كل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية لا ينبغي دفعه بالأدوية .
ويذهب ابن القيم رحمه الله إلى أن الأدوية من جنس الأغذية ، فالأمة التي غالب أغذيتها المفردات ( أي التمر فقط أو بالماء ، أو باللبن ، أو بالخبز ) تكون أمراضها قليلة جداً ، وطبها بالمفردات ( أي تتعالج بالعشب الواحد فقط ) ، أما أهل المدن حيث يغلب على طعامهم التركيب فإنه يتسبب في كثرة الأمراض ، وتكون هذه الأمراض مركبة ولا تنفع معها غالباً الأدوية المفردة بل تحتاج لأدوية مركبة . وهذه رسالة مباشرة من الطب النبوي أهديها لأغلب أطباء اليوم الذين لم يدرسوا علم التغذية جيداً ويوصون الناس بالوجبات المركبة بدعوى الرغبة في الحصول على كافة العناصر الغذائية .
الكتاب : التغذية العلاجية في الطب النبوي
المؤلف : السعيد الناصري
0 التعليقات:
إرسال تعليق