السبت، 3 مايو 2025

بَيْنَ أَبِي الهُذَيْلِ وَيَهُودِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ

 بَيْنَ أَبِي الهُذَيْلِ وَيَهُودِيّ

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ العَطَّارُ قَالَ: رَوَى يَعْقُوبُ الشَّحَّامُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الهُذَيْلِ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا يَهُودِيًّا قَدِمَ البَصْرَةَ، وَقَدْ قَطَعَ وَغَلَبَ عَامَّةَ مُتَكَلِّمِيهِمْ، فَقُلْتُ لِعَمِّي: امْضِ إِلَى هَذَا اليَهُودِيِّ كَلِّمْهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هَذَا قَدْ غَلَبَ جَمَاعَةَ مُتَكَلِّمِي البَصْرَةِ. فَقُلْتُ: لَا بُدَّ. فَأَخَذَ بِيَدِي، فَدَخَلْنَا عَلَى اليَهُودِيِّ، فَوَجَدْنَاهُ يُقَرِّرُ النَّاسَ الَّذِينَ يُكَلِّمُونَهُ نُبُوَّةَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ يَجْحَدُ نُبُوَّةَ نَبِيِّنَا، فَيَقُولُ: نَحْنُ عَلَى مَا اتَّفَقْنَا عَلَيْهِ مِنْ نُبُوَّةِ مُوسَى إِلَى أَنْ نَتَّفِقَ عَلَى غَيْرِهِ فَنَقْبَلَهُ.




فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: أَسْأَلُكَ وَلَا تَسْأَلُنِي؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَوَ مَا تَرَى مَا أَفْعَلُهُ بِمَشَايِخِكَ؟ فَقُلْتُ: دَعْ عَنْكَ هَذَا، وَاخْتَرْ. قَالَ: بَلْ أَسْأَلُكَ، أَخْبِرْنِي أَلَيْسَ مُوسَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ قَدْ صَحَّتْ نُبُوَّتُهُ، وَثَبَتَ دَلِيلُهُ. تُقِرُّ بِهَذَا أَوْ تَجْحَدُهُ فَتُخَالِفُ أَصْحَابَكَ؟




فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ مِنْ أَمْرِ مُوسَى عِنْدِي عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: إِنِّي أُقِرُّ بِنُبُوَّةِ مُوسَى الَّذِي أَخْبَرَ بِصِحَّةِ نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَأَمَرَنَا بِاتِّبَاعِهِ وَبَشَّرَ بِنُبُوَّتِهِ، فَإِنْ كَانَ عَنْ هَذَا تَسْأَلُنِي فَأَنَا مُقِرٌّ بِنُبُوَّتِهِ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ لَا يُقِرُّ بِنُبُوَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَلَمْ يَأْمُرْ بِاتِّبَاعِهِ، وَلَا بَشَّرَ بِهِ، فَلَسْتُ أَعْرِفُهُ وَلَا أُقِرُّ بِنُبُوَّتِهِ وَهُوَ عِنْدِي شَيْطَانٌ مُخْزٍ.




فَتَحَيَّرَ مِمَّا قُلْتُ لَهُ، فَقَالَ لِي: فَمَا تَقُولُ فِي التَّوْرَاةِ؟ فَقُلْتُ: أَمْرُ التَّوْرَاةِ أَيْضًا عِنْدِي عَلَى وَجْهَيْنِ: إِنْ كَانَتِ التَّوْرَاةُ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى الَّذِي أَقَرَّ بِنُبُوَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، فَهِيَ التَّوْرَاةُ الحَقُّ، وَإِنْ كَانَتِ الَّتِي تَدَّعِيهَا فَبَاطِلٌ وَأَنَا غَيْرُ مُصَدِّقٍ بِهَا.




فَقَالَ: أَحْتَاجُ أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَقُولُ شَيْئًا مِنَ الخَيْرِ، فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ فَسَارَّنِي وَقَالَ: أُمُّكَ كَذَا وَكَذَا، وَأُمُّ الَّذِي عَلَّمَكَ لَا يُكْنَى. وَقَدْ رَأَى أَنِّي أَثِبُّ بِهِ، فَيَقُولُ: وَثِبُوا عَلَيَّ.




فَأَقْبَلْتُ عَلَى مَنْ كَانَ فِي المَجْلِسِ فَقُلْتُ: أَعِزَّكُمُ اللهُ، أَلَيْسَ قَدْ أَجَبْتُهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقُلْتُ: أَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَرُدَّ جَوَابِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَمَّا سَارَّنِي شَتَمَنِي بِالشَّتْمِ الَّذِي يُوجِبُ الحَدَّ، وَشَتَمَ مَنْ عَلَّمَنِي، وَأَنَّهُ ظَنَّ أَنِّي أَثِبُّ بِهِ فَيَدَّعِي أَنَّا أَثَبْنَاهُ، وَقَدْ عَرَفْتُمْ شَأْنَهُ.




فَأَخَذَتْهُ الأَيْدِي بِالنِّعَالِ، فَخَرَجَ هَارِبًا مِنَ البَصْرَةِ، وَقَدْ كَانَ لَهُ بِهَا دَيْنٌ كَثِيرٌ فَتَرَكَهُ وَخَرَجَ هَارِبًا لِمَا لَحِقَهُ مِنَ الاِنْقِطَاعِ.






















































0 التعليقات:

إرسال تعليق