الصفحة (42) : ۩ لا تحقرن صغيرة ۩ الزوجة الصالحة ۩ منزلة من يؤمن بالرسول (ص) و لم يره ۩ إن و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ۩ صفات المتقين ۩ إختلاف المفسرين في قوله تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ... إلى قوله ... فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ >>
۩ لا تحقرن صغيرة :
- قال إبن المعتز :
خل الذنوب صغيرها * و كبيرها ذاك التقى
و أصنع كماش فوق * أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة * إن الجبال من الحصى
۩ الزوجة الصالحة :
- قال رسول الله (ص) : << ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة إن نظر إليها سرته، و إن أمرها أطاعته، و إن أقسم عليها أبرته، و إن غاب نصحته في نفسها و ماله >>.
۩ منزلة من يؤمن بالرسول (ص) و لم يره :
- عن إبن محيريز قال : قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (ص) قال نعم أحدثك حديثا جيدا : تغدينا مع رسول الله (ص) و معنا أبو عبيدة بن الجراح قال : يا رسول الله هل أحد خيرا منا؟ أسلمنا معك و جاهدنا معك. قال : << نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني >>.
۩ إن و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا :
- قال تعالى : << إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا >>.
۩ صفات المتقين :
- قال تعالى : << إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) >>.
۩ إختلاف المفسرين في قوله تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ... إلى قوله ... فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ >> :
- بسم الله الرحمان الرحيم : قال تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) >>.
- هذا قد ذكر غير واحد من السلف و المفسرين أن سليمان إشتغل بعرض الصافنات الجياد حتى فات و قت صلاة العصر، و الذي يقطع به أنه لم يتركها عمدا، بل نسيانا، كما إشتغل النبي صلى الله عليه و سلم يوم الخندق عن صلاة العصر، حتى صلاها بعد الغروب، و يحتمل أنه كان صائغا في ملتهم تأخير الصلاة لعذر الغزو و القتال، و الأول أقرب، لأنه قال بعدها : << رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ>>. قال الحسن البصري : لا، قال : و الله لا تشغليني عن عبادة ربي آخر ما عليك، ثم أمر بها فعقرت، و قال قتادة، و قال السدي : ضرب أعناقها و عراقيبها بالسيوف، و لهذا عوضه الله عز و جل ما هو خير منها، و هي الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، غدوها شهر و رواحها شهر، فهذا أسرع و خير من الخيل.
- و هكذا يوصف سليمان عليه السلام بأنه تلهى عن ذكر الله، و يوصف كذلك قتل الخيول البريئة المعدة للجهاد، دون سبب مسوغ معقول.
- و من ثم فقد رد حداق العلماء هذا القول بأنه عقوبة لما لا يستحق العقوبة، و بأنه إفساد للمال في غير منفعة المسلمين، و يقول الفخر الرازي أن هذا بعيد (أي عقر سليمان الخيل ) و يدل عليه وجوه :
+ أنه لو كان مسح السوق و الأعناق قطعها لكان معنى قوله تعالى : << وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ >>. قطعها، و هذا مما لا يقوله عاقل، بل لو قيل مسح رأسه بالسيف فربما فهم منه ضرب العنق، أما إذا لم يذكر لفظ السيف لم يفهم البتة من المسح العقر و الدبح.
- ولقد روى الطبري عن إبن عباس، كما روى القرطبي عنه و عن قتادة و الحسن و الزهري و ابن كيسان أن المراد بمسح سوق الخيل و أعناقها في هذه الآية هو مسح حبالها و كشفا للغبار عنها، و قال الإمام الطبري في التفسير : و هذا القول الذي ذكرناه عن إبن عباس ( أي جعله يمسح أعراف الخيل و عراقيبها حبالها ) أشبه بتأويل الآية، لأن نبي الله عليه السلام لم يكن إن شاء الله ليعذب حيوانا بالعرقبة، و يهلك مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه إشتغل عن صلاته بالنظر إليها، و لا ذنب لها بإشتغاله بالنظر إليها، و من ثم يذهب الفخر الرازي إلى أن الصواب أن نقول أن رباط الخيل كان منذوبا إليهم في دينهم، كما أنه كذلك في دين محمد (ص)، ثم إن سليمان عليه السلام إحتاج إلى الغزو فجلس و أمر بإحضار الخيل و بإجراءها، و ذكر أني لا أحبها لأجل الدنيا و نصيب النفس، و إنما أحبها لأمر الله و طلب تقوية دينه، و هو المراد في قوله : <<ذِكْرِ رَبِّي >>. ثم إنه بإعدائها و تسييرها حتى توارت بالحجاب، أي غابت عن بصره، ثم أمر الرائضين بأن يردوا تلك الخيل إليه، فلما عادت إليه طفق يمسح سوقها و أعناقها، و الغرض من ذلك المسح أمور :
+ الأول : تشريفها لها و إبانة لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في دفع العدو.
+ و الثاني : أنه أراد أن يظهر أنه في ضبط السياسة و الملك يتضح إلى حيث يباشر أكثر الأمور بنفسه.
+ و الثالث : أنه كان أعلم بأحوال الخيل و أمراضها و عيوبها، فكان يمتحنها و يمسح سوقها و أعناقها، حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض.
- و هذا فضلا عن حب الخيل من سنن الأنبياء و المرسلين، صلوات الله و سلامه عليه أجمعين، روي النسائي و أبي داوود و أحمد عن أبي وهب الحشمي عن رسول الله (ص) أنه قال : << إرتبطوا الخيل و أمسحوا بنواصيها و أكفالها >>. و روى البخاري و أصحاب السنن و مالك و أحمد عن رسول الله (ص) أنه قال : << الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة >>. و روي الصحاوي في مشكل الآثار بسنده عن جابر بن عبد الله قال رسول الله (ص) : << الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و أهلها معانون عليها، و أمسحوا نواصيها و أدعوا لها بالبركة >>.
0 التعليقات:
إرسال تعليق