الخميس، 23 أغسطس 2018

الصفحة (29) : ۩ إغتنام فترة التمهيل قبل أن تأتي سكرة الموت ۩ الحياة الدنيا متاع و الآخرة هي دار القرار ۩ مسألة الدعاء و سر إخفاءه

 الصفحة (29) : ۩ إغتنام فترة التمهيل قبل أن تأتي سكرة الموت ۩ الحياة الدنيا متاع و الآخرة هي دار القرار  ۩ مسألة الدعاء و سر إخفاءه 

 الصفحة (28) : ۩ إغتنام فترة التمهيل قبل أن تأتي سكرة الموت ۩ الحياة الدنيا متاع و الآخرة هي دار القرار  ۩ مسألة الدعاء و سر إخفاءه


۩ إغتنام فترة التمهيل قبل أن تأتي سكرة الموت :

- ما أحلم الله عني حيث أمهلني و قد تماديت في دنبي و يسترني.

- يا نفسي و يحك توبي - يا نفسي كفي عن العصيان و أغتنمي حسن الثواب من الرحمان بالغنم

- و قال تعالى : << وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ >>

۩ الحياة الدنيا متاع و الآخرة هي دار القرار :


- قال تعالى : << وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ  >>.

۩ مسألة الدعاء و سر إخفاءه :

- لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير و هم معه في السفر فقال : << إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما و لا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته >>. رواه مسلم.

- الصحابة قالوا : << يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل : << وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ >>.

- و قال (ص) : << أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد >>.

- و قال (ص) : << من تقرب مني شبرا تقربت منه دراعا و من تقرب مني دراعا تقربت منه باعا >>. فهذا قربه من عابده، و أما قربه من داعيه و سائله، فكما قال تعالى : << وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ >>.

- و قال تعالى عن عبده زكرياء : << إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا >>.

- و قال تعالى : << ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً >>.

- أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع و المشوشات و المضعفات فإن الداعي إذا أخفى دعاءه لم يدر به أحد فلا يحصل له هناك تشويش و لا غيره، و إذا جهر به تفطنت له الأرواح الشريرة و الباطولية من الجن و الإنس، فتشوش عليه و لا بد، و عارضة و لو لم يكن من ذلك إلا أن تعلقها به يفرق عليه همته فيضعف أثر الدعاء لكفى، و من له تجربة يعرف هذا، فإذا أسر الدعاء و أخفاه أمن من هذه المفسدة.

- و أن أعظم النعم الإقبال على الله، و التعبد له، و الإنقطاع إليه و التبتل إليه، و لكل نعمة حاسد على قدرها، دقتت و جلت، و لا نعمة أعظم من هذه النعمة، فأنفس الحاسدين المنقطعين متعلقة بها، و ليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته على الحاسد و أن لا يقصد إظهارها له، و قال يعقوب ليوسف عليهما السلام : << لا تقصص رؤياك  مبين >>. و كم من صاحب قلب و جمعيته و حاله مع الله قد تحدث بها و أخبر بها فسلبه إياها الأغيار، فأصبح يقلب كفيه، و لهذا يوصي العارفون و الشيوخ بحفظ السر مع الله و أن لا يطلعوا عليه أحد و يتكتمون به غاية التكتم كما أنشد بعضهم في ذلك :
- من ساوروه فأبدى السر مجتهدا    *     لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
- و أبعدوه فلم يظفر بقربهم            *    و أبدلوه مكان الأنس إيحاشا
- لا يأمنون مذيعا بعد سرهم           *   حاشا و دادهم من ذلك حاشا

- و القوم أعظم شيء كتمانا لأحوالهم مع الله و ما و هب الله لهم من محبته و الأنس به و جمعية القلب عليه، و لا سيما للمبتدئ السالك، فإذا تمكن أحدهم و قوى و ثبتت أصول تلك الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء في قلبه بحيث لا يخشى من العواصف، فإنه إذا أبدى حاله و شأنه مع الله ليقتدى به و يؤتم به لم يبال، و هذا باب عظيم النفع و إنما يعرفه أهله.

- و إذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمن دعاء الطلب و الثناء و المحبة و الإقبال على الله فهو من أعظم الكنوز التي هي أحق بالإخفاء و الستر عن أعين الحاسدين و هذه فائدة شريفة نافعة.

- و أن الدعاء هو ذكر للمدعو سبحانه متضمن للطلب  منه و الثناء عليه بأسمائه و أوصافه، فهو ذكر و زيادة، كما أن الذكر سمي دعاء لتضمنه الطلب كما قال (ص) : << أفضل الدعاء الحمد لله >>. رواه الترمدي و... و قال الترمدي حسن غريب، سمي الحمد لله دعاءا، و هو ثناء محض، لأن الحمد يتضمن الحب و الثناء، و الحب على أنواع الطلب للمحبوب، فالحامد طالب لمحبوبه، فهو أحق أن يسمى داعيا من السائل الطالب من ربه حاجة.

- و من حديث أبي موسى رضي الله عنه : << كنا مع النبي (ص) في سفر فارتفعت أصواتنا بالتكبير فقال (ص) : << أيها الناس إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما و لا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته >>.
+ إربعوا : أي ترفقوا بأنفسكم.

- و قال تعالى : << وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ >>.

0 التعليقات:

إرسال تعليق