الثلاثاء، 10 يناير 2023

الجوع - التغذية العلاجية

 الجـوع

الجوع - التغذية العلاجية




 الجوع هو طلب أعضاء الجسم للغذاء لتعويض ما يتحلل منها ، حيث تجذب الأعضاء القصوى من الأعضاء الدنيا حتى ينتهي الجذب إلى المعدة ، فيحس الإنسان بالجوع فيطلب الطعام . وإذا كان الإنسان مريضاً اشتغلت طبيعة جسمه بمادة المرض وإنضاجها ، فينشغل عن طلب الطعام أو الشراب ، فإذا أكره المريض عليها كان ذلك سبباً في تعطيل قدرات الجسم الدفاعية لانشغالها بهضم الغذاء وتدبيره ، فيكون ذلك ضاراً بالمريض وليس نافعاً له كما يظن أهله .

 وينصح ابن القيم في حالة المرض باستعمال الأغذية والأشربة اللطيفة القوام فقط لتقوية صحة المريض مثل مرق الدجاج البلدي ، وكذلك برفع معنويات المريض عن طريق الأخبار السارة والمواقف الإيجابية ، لأن الأصل في الطب هو خدمة الطبيعة البشرية وتسهيل مهامها وليس إعاقتها .

وهناك بعض الحالات النادرة التي يحتاج معها إلى تغذية المريض وذلك في الأمراض التي يكون معها اختلاط العقل.

 و الجوع دواء فقد قال طبيب العرب الحارث : " الأزم دواء " والأزم هو الإمساك عن الأكل أي الجوع ، ويعتبره ابن القيم من أكبر الأدوية في شفاء الأمراض الامتلائية كلها ويفضل في علاجها عن المستفرغات إذا لم يخشى من كثرة الامتلاء وهيجان الأخلاط وحدتها وغليانها .

 قانون الأكل والشرب في الطب النبوي : 

قال رسول اللہ ﷺ : ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه . هذا الحديث العجيب يجب أن يكتب ويعلق في كل مكان فإنه سر كبير لمن أراد أن يحافظ على صحته ويحفظ جسده ونفسه .. وهذه بعض النفائس التي استخلصها ابن القيم من هذا الحديث : 

أنواع الأمراض :

 أمراض مادية كثيرة تنتج عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية ، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الطعام الأول ، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن ، وكذلك تناول الأغذية القليلة النفع والبطيئة الهضم ، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة . فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية ، واعتاد ذلك ، أورثته أمراضاً متنوعة ، منها بطيء الزوال ومنها سريع الزوال ، وإذا توسط في الغذاء وتناول منه قدر الحاجة ، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته ، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير .


الكتاب : التغذية العلاجية في الطب النبوي
المؤلف : السعيد الناصري



0 التعليقات:

إرسال تعليق