الثلاثاء، 17 يناير 2023

مراتب الغذاء - التغذية العلاجية في الطب النبوي

 مراتب الغذاء

مراتب الغذاء -



 للغذاء ثلاثة مراتب وهي : مرتبة الحاجة ، ومرتبة الكفاية ، والثالثة مرتبة الفضيلة . وقد أخبرنا النبي ﷺ أن الشخص تكفيه لقيمات يقمن صلبه ، وتحفظ قوته من الضعف ، وإن تجاوز هذه المرتبة الفضلى فليأكل ما يملأ ثلث معدته فقط ، وليدع ثلثين الأول للماء والثاني للهواء .. وهذا هو قانون الأكل المثالي الذي يحفظ صحة البدن والقلب . فإن المعدة المتخمة بالأكل لن تجد فيها مكاناً للماء ، فإذا أضيف لها الماء لم يبقى للهواء مكان فيشعر صاحبها بالضيق والكرب والتعب والكسل مما ينتج عنه فساد القلب والمزاج والخمول والفتور عن العمل والعبادة ، إذن فإن امتلاء المعدة بالطعام مضر للقلب والبدن ويحمل تبعات سلبية للروح والجسد والنفس ، إذا كان دائماً أو أكثرياً كما هو حال أغلب الناس في هذا الزمان . أما إذا كان في بعض الأحيان كالمناسبات والأعياد فلا يضر إن شاء الله ، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي من اللبن حتى قال : والذي بعثك بالحق ، ما أجد له مسلكا وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شبعوا .

ويخلص ابن القيم إلى أن الشبع المفرط الدائم يضعف القوى والبدن حتى وإن أدى إلى خصوبة البدن ، لأن البدن يستفيد ويتقوى بحسب ما يقبله من الطعام وليس بكثرته 

 علاج البدن بما اعتاد عليه من الغذاء والدواء :

 وهذا يعتبره ابن القيم أصلاً عظيماً من أصول العلاج ، بل أنفع شيء فيه الذي إذا أخطأه الطبيب أضر المريض ، وأكثر من ذلك وصف الطبيب الذي يترك هذا الأصل ويبحث عن البديل في كتب الطب بالجاهل ، لأن ملاءمة الغذاء والدواء للجسم يكون بحسب استعداده وقبوله ، فإذا حصل القبول كان الانتفاع لازماً بالتبعية . فهذا أصل عظيم في العلاج بالطب النبوي يجب الاعتناء به ، وقد وافقه جهابذة الطب مثل أبقراط وطبيب العرب الحارث بن كلدة الذي يقول : " الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل بدن ما اعتاد " . وهذا لأن العادة قوة عظيمة في البدن ولذلك يقال : " العادة طبع ثان " ، فالعادة كالطبيعة للإنسان ، حتى إن أمراً واحداً إذا قيس إلى أبدان مختلفة العادات ، كان مختلف التأثير في كل بدن . وإن كانت تلك الأبدان متفقة في الوجوه الأخرى مثال ذلك أبدان ثلاثة حارة المزاج في سن الشباب ، أحدها تعود على تناول الأغذية الحارة ، والثان  تعود تناول الباردة ، والثالث اعتاد تناول المتوسطة ، فإن الأول متى تناول عسلاً لم يضره . والثاني يضر به العسل ، والثالث يضره العسل قليلاً فالعادة ركن عظيم في حفظ الصحة ، ومعالجة الأمراض ، ولذلك جاء الطب النبوي بإجراء كل بدن على عاداته في استعمال الغذاء والدواء 


الكتاب : التغذية العلاجية في الطب   النبوي٠
المؤلف : السعيد الناصري



0 التعليقات:

إرسال تعليق