Mont thor

Mont thor

Montagne de lumière

Montagne de lumière

Sun Montain

Sun Montain

Gin Montain

Gin Montain

Montagne Moise

Montagne Moise

الجمعة، 19 أكتوبر 2018

الصفحة (38) : ۩ و لا يظلم ربك أحدا ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا ۩ أيعني الدواء شيئا؟ ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه ۩ حكم أكل الذئب و الضبع ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا ۩ النسك على الغلام و الجارية ۩ قال أحدهم ۩ الإيمان قول و عمل ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة

الصفحة (38) :   ۩ و لا يظلم ربك أحدا  ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق  ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا  ۩ أيعني الدواء شيئا؟  ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه  ۩ حكم أكل الذئب و الضبع  ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا  ۩ النسك على الغلام و الجارية  ۩ قال أحدهم  ۩ الإيمان قول و عمل  ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة
 
الصفحة (38) :   ۩ و لا يظلم ربك أحدا  ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق  ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا  ۩ أيعني الدواء شيئا؟  ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه  ۩ حكم أكل الذئب و الضبع  ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا  ۩ النسك على الغلام و الجارية  ۩ قال أحدهم  ۩ الإيمان قول و عمل  ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة
 

۩ و لا يظلم ربك أحدا :

- فإن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه.
 
۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق :

- سئل (ص) أي البقاع شر؟ فقال : << لا أدري حتى أسأل جبريل>>. فسأل جبريل فقال : لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاء فقال : خير البقاع المساجد و شرها الأسواق.
 
۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا :

- سئل (ص) عن الرقى و الأدوية هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال : << هي من قدر الله >>.
 
۩ أيعني الدواء شيئا؟ :

- سئل (ص) أيعني الدواء شيئا؟ فقال : << سبحان الله! و هل أنزل الله تبارك و تعالى من داء في الأرض إلا جعل له الشفاء.
 
۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه :

- سئل (ص) عن الجبن و السمن و الفرا؟ فقال : << الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه، و ما سكت عنه فهو مما عفا عنه >>. إبن ماجة.
 
۩ حكم أكل الذئب و الضبع :

- و سئل (ص) عن الذئب؟ فقال : << أو يأكل الذئب أحد فيه خير؟! >> الترمدي و إبن ماجة.
- و سئل عن الضبع، فقال << أو يأكل الضبع أحد؟! >> الترمدي و إبن ماجة.
 
۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا :

- سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله (ص) فقالت : إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر إسم الله عليه أم لا ؟ فقال : << سموا أنتم و كلوا>>. البخاري.
 
۩ النسك على الغلام و الجارية :

- قال(ص) : << من يولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتين متكافئتين و عن الجارية شاة >>. أبو داود.
 
۩ قال أحدهم :

- فال أحدهم : << لم نخطط بأن نكون أبطالا، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن >>. نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا.
 
۩ الإيمان قول و عمل :

- و هو قول و فعل، يزيد وينقص، قوله تعالى : << لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ  >>.
- كان معاد بن جبل يقول للرجل من إخوانه : إجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان فيذكران الله تعالى و يحمدانه.
- قال الكرماني : و من الإيمان أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، و لم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه إكتفاء و الله أعلم.
 
۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة :

- قال تعالى : <<تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا  >>. و لا يتم ذلك إلا بترك الحسد و الغل و الحقد و الغش، و كلها خصال مذمومة.
 

السبت، 13 أكتوبر 2018

الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله ۩ شأن بعض المفتين ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه

الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله  ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات  ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله  ۩ شأن بعض المفتين  ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي  ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق  ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه 
 
الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله  ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات  ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله  ۩ شأن بعض المفتين  ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي  ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق  ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه
 
 
۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله :

- قال أبو طالب : قلت لأحمد : رجل قال : القرآن كلام الله، و ليس بمخلوق، و لكن لفظي هذا به مخلوق، قال : من قال هذا، فقد جاء بالأمر كله، إنما هو كلام الله على كل حال، و الحجة في أبي بكر رضي الله عنه <<الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)>>. فقيل له : هذا مما جاء به صاحبك؟ فقال : لا و الله و لكنه كلام الله، هذا وغيره، كلام الله. قلت : بسم الله الرحمان الرحيم : << الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)>>. هذا الذي قرأت الساعة كلام الله؟ قال أي و الله كلام الله، و من قال : << لفظي بالقرآن مخلوق فقد جاء بلأمر كله.
 
۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات :

- قال تعالى : <<  قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ >>. فجعل القول عليه بلا علم من أعظم المحرمات الأربع التي لا تباح.
-  قال تعالى : << و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله و جوههم مسودة >>. و لا أظلم ممن كذب على الله و على دينه، و إن أخبروا بما لم يعلموا، فقد كذبوا على الله جهلا، و إن أصابوا في الباطن و أخبروا بما لم يأذن الله لهم في الإخبار به، و هم أسوأ حالا من القادف إذ رأى الفاحشة و حده فأخبر بها، فإنه كاذب عند الله، و إن أخبر بالواقع، فإن الله لم يأذن له في الإخبار به فكيف بمن أخبر عن حكمه بما لم يعلم أن الله حكم به، و لم يأذن له في الإخبار به؟
 
۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله :

- لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرمه أو أوجبه أو أحبه أو كرهه إلا لما يعلم أن الأمر فيه كذلك مما نص الله و رسوله على إباحته أو تحريمه أو إيجابه أو كراهته، و أما ما وجده في كتابه الذي تلقاه عمن قلده دينه فليس له أن يشهد على الله و رسوله به، و يغر الناس بذلك، و لا علم له بعلم الله و رسوله.
- قال غير واحد من السلف : ليحذر أحدكم أن يقول : أحل الله كذا، أو حرم كذا، فيقول الله له كذبت لم أحل كذا، و لم أحرمه.
- و سمعت شيخ الإسلام يقول : حضرت مجلسا فيه القضاة و غيرهم، فجرت حكومة حكم فيها أحدهم بقول زفر، فقلت له : ما هذه الحكومة؟ فقال هذا حكم الله، فقلت له : صار قول زفر هو حكم الله الذي حكم به و ألزم به الأمة؟! قل هذا حكم زفر، و لا تقل هذا حكم الله أو نحو هذا الكلام.
- إذا إختلف علي و ابن مسعود و ابن عمر و ابن عباس و زيد و أبي وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم و لم يتبين للمفتي القول الراجح من أقوالهم فقال : هذه مسألة أختلف فيها فلان و فلان من الصحابة، فلقد إنتهى إلى ما يقدر عليه من العلم. قال أبو إسحاق الشيرازي : سمعت شيخنا أبو الطيب الطبري يقول : سمعت أبا العباس الخضري يقول : كنت جالسا عند أبي بكر بن داود الظاهري فجاءته إمرأة فقالت : ما تقول في رجل له زوجة لا هو ممسكها و لا هو مطلقها؟ فقال لها : إختلف في ذلك أهل العلم، فقال قائلون : تؤمر بالصبر و الإحتساب و يبعث على التطلب و الإكتساب، و قال قائلون : يؤمر بالإنفاق : و لا يحمل على الطلاق، فلم تفهم المرأة قوله فأعادت المسألة فقال : يا هذه؟ قد أجبتك عن مسألتك، و أرشدتك إلى طلبك، و لست بسلطان فأمضي، و لا قاض فأقضي، و لا زوج فأرضي، إنصرفي.
 
۩ شأن بعض المفتين :

- فغلط طبع هذا المفتي و كثف فهمه و غلظ حجابه عن ذلك و لم يميز.
 
۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي :

+ معرفة الناس : و أما قوله : << الخامسة معرفة الناس >>. فهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي و الحاكم، فإن لم يكن فقيها في الأمر و النهي، ثم يطبق أحدهما على الآخر و إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح، فإنه إذا لم يكن فقيها في الأمر له معرفة بالناس تصور له الظالم بصورة المظلوم و عكسه و المحقبصولاة المبطل و عكسه، و راج عليه المكر و الإحتيال و تصور له الزنديق في صورة الصديق و الكاذب في صورة الصادق و لبس كل مبطل ثوب زور تحتها الإثم و الكذب و الفجور و هو لجهله بالناس و أحوالهم و عوائدهم و عرفياتهم لا يميز هذا من هذا بل ينبغي له أن يكون فقيها في معرفة مكر الناس و خداعهم و إحتيالهم و عوائدهم و عرفياتهم، فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان و المكان و العوائد و الأحوال و ذلك كله من دين الله، و بالله التوفيق.
 
۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق :

- و إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم و أحكامهم و فتاويهم، و ولاياتهم لعطلت الأحكام، و فسد نظام الخلق و بطلت أكثر الحقوق و مع هذا فالواجب إعتبار الأصلح فالأصلح، و هذا عند القدرة و الإختيار، و أما عند الضرورة و الغلبة بالباطل فليس إلا الإصطبار بأضعف مراتب الإنكار.
 
۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه :

- هناك من يسأل عمن رفع يديه عند الركوع و الرفع منه : هل صلاته مكروهة أو هي ناقصة؟ فيقول : نعم تكره صلاته، أو هي ناقصة، و ربما غلا فقال : باطلة، و قد روي بضعة و عشرون نفسا عن النبي (ص) أنه << كان يرفع يديه عند الإفتتاح و عند الركوع و عند الرفع منه >>.بأسانيد صحيحة لا مطعن فيها.

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)

الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)
 
الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)
 
 
۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص) :


- قال الشافعي رضي الله عنه : و العلم طبقات :
+ الأولى : الكتاب و السنة.
+ و الثانية : الإجماع فيما ليس كتاب و لا سنة.
+ الثالثة : أن يقول صحابي فلا يعلم له مخالف من الصحابة.
+ الرابعة : إختلاف الصحابة.
+ الخامسة القياس.
 
- ثنا إبن المبارك قال : سمعت أبا حنيفة يقول : إذا عن النبي (ص) فعلى الرأس و العين، و إذا جاء عن الصحابة نختار من قولهم، و إذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

- قال (ص) : << و ما يدريك أن الله إطلع على أهل بذر فقال : إعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم>>. بخاري-مسلم.

- و قوله تعلى : << وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا >>. و وجه الإستدلال بالآية : أنه سبحانه أنه أخبر أنه جعلهم أمة وسطا أي : خيارا عدولا، هذا حقيقة الوسط فهم خير الأمم و أعدلها في أقوالهم و أعمالهم و إراداتهم و نياتهم.

- و قال (ص) << خير القرون قرني الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلوهم، ثم الذين يلوهم>>.

- ما رواه إبن عيينة، عن عبد الله بن أبي يزيد قال : كان إبن عباس إذا سئل عن شيء، و كان في القرآن أو السنة قال به و إلا قال بما قال به أبو بكر و عمر فإن لم يكن قال برأيه.

- أن الصحابي إذا قال قولا أو حكم بحكم أو أفتى بفتيا فله مذارك ينفرد بها عنا، و مذارك نشاركه فيها، فأما ما يختص به فيجوز أن يكون سمعه من النبي (ص) شفاها أو من صحابي آخر عن رسول الله (ص) . فإن ما إنفردوا به من العلم عنا أكثر من أن يحاط به، فلم يرو كل منهم كل ما سمع، و أين ما سمعه الصديق رضي الله عنه و الفاروق و غيرهما من كبار الصحابة رضي الله عنهم إلى ما رووه؟ فلم يرو عنه صديق الأمة مئة حديث و هو لم يغب عن النبي (ص) في شيء من مشاهده، بل صحبه من حيث بعث بل قبل البعث إلى أن توفي، و كان أعلم الأمة به (ص) بقوله وفعله و هديه و سيرته، و كذلك أجلة الصحابة رواياتهم قليلة جدا بالنسبة إلى ما سمعوه من نبيهم (ص) عنهم، و شاهدوه و لو رووا كل ما سمعوه و شاهدوه لزاد على رواية أبي هريرة رضي الله عنه أضعافا مضاعفة، فإنه إنما صحبه أربع سنين، و قد روى عنه الكثير، فقول القائل : << لو كان عند الصحابي في هذه الواقعة شيء عن النبي (ص) لذكره >>. قول من لم يعرف سير القوم و أحوالهم، فإنهم كانوا يهابون الرواية عن رسول الله (ص) و يعظمونها و يقللونها خوف الزيادة و النقص، و يحدثون بالشيء الذي سمعوه من النبي (ص) مرارا، و لا يصرحون بالسماع، و لا يقول قال رسول الله (ص) فتلك الفتوى التي يفتى بها أحدهم لا تخرج عن ستة وجوه :

+ أحدها : أن يكون سمعها من النبي (ص).
+ الثاني : أن يكون سمعها ممن سمعها منه.
+ أن يكون فهمها من آية من كتاب الله فهما خفي علينا.
+ الرابع : أن يكون قد إتفق عليها ملؤهم، و لم ينقل إلينا إلا قول المفتي بها وحده.
+ الخامس : أن يكون لكمال علمه باللغة و دلالة اللفظ على اللفظ الذي إنفرد به عنا، أو لقرائن حالية إقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي (ص) و مشاهدة أفعاله و أحواله و سيرته، و سماع كلامه و العلم بمقاصده و شهود تنزيل الوحي و مشاهدة تأويله بالفعل، فيكون فهم ما لم نفهمه نحن، و على هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة يجب إتباعها.
+ السادس : أن يكون فهم ما لم يرده الرسول (ص) و أخطأ في فهمه، و المراد غير ما فهمه، و على هذا التقدير لا يكون قوله حجة، و معلوم قطعا أن و قوع إحتمال من خمسة أغلب على الضن من وقوع إحتمال واحد معين، و هذا ما لا يشك فيه عاقل من بعده، يفيد ضنا غالبا قويا على الصواب في قوله دون ما خالفه من أقوال من بعده، و ليس المطلوب إلا الضن الغالب، و العمل به متعين، و يكفي العارف هذا الوجه.

- هذا فيما إنفردوا به عنا، أما المدارك التي شاركناهم فيها من دلالات الألفاظ و الأقيسة فلا ريب أنهم كانوا أبر قلوبا، و أعمق علما و أقل تكلفا و أقرب إلى أن يوفقوا فيما لم نوفق له نحن، لما خصهم الله به من توقد الأدهان، و فصاحة اللسان، و سعة العلم، و سهولة الأخد، و حسن الإدراك و سرعته، و قلة المعارض أو عدمه، و حسن القصد، و تقوى الرب تعالى، فالعربية طبيعتهم و سليقتهم، و المعاني الصحيحة مركوزة في فطرتهم و عقولهم، و لا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد و أحوال الرواة و علل الحديث و الجرح و التعديل، و لا إلى النظر في قواعد الأصول و أوضاع الأصوليين، بل غنوا عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران :

+ أحدهما : قال الله تعالى كذا، و قال رسوله كذا.
+ و الثاني : معناه كذا و كذا.، و هم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، و أحظى الأمة بهما فقواهم متوفرة مجتمعة عليها، و أما المتأخرون فقواهم متفرقة و هممهم متشعبة، فالعربية و توابعها قد أخدت منها شعبة، و علم الإسناد و أحوال الرواة قد أخد منها شعبة، و فكرهم كلام مصنفيهم و شيوخهم على إختلافهم و ما أرادوا به قد أخد منها شعبة، إلى غير ذلك من الأمور، فإذا و صلوا إلى النصوص النبوية إن كان لهم همم تسافر إليها و صلوا إليها بقلوب و أذهان قد كلت من السير في سواها، فأدركوا من النصوص و معانيها بحسب تلك الفتوى، و هذا أمر يحسن به الناظر في مسألة إذا إستعمل قوى دهنية في غيرها، ثم صار إليها وافاها بذهن كال و قوة ضعيفة.

- و هذا شأن من إستعمل قواه في الأعمال غير المشروعة تضعف قوته عند العمل المشروع، كمن إستفرغ قوته في السماع الشيطاني فإذا جاء بقيام الليل قام إلى ورده بقوة كالة، و عزيمة باردة، و كذلك من صرف حبه و إرادته إلى الصور أو المال أو الجاه، فإذا طالب قلبه بمحبة الله فإن إنجدبت معه إنجدبت بقوة ضعيفة قد إستفرغها في محبة غيره، فمن إستفرغ قوى فكره في كلام الناس، فإذا جاء إلى كلام الله و كلام رسول الله جاء بفكرة كالة فأعطي بحسب ذلك.

- و المقصود أن الصحابة أغناهم الله تعالى عن ذلك كله، فاجتمعت قواهم على تينك المقدمتين فقط، هذا إلى ما خصوا به من قوى الأدهان و صفائها، و صحتها و سرعة إدراكها، و كماله و كثرة المعاون، و قلة المعاوق، و قرب العهد بنور النبوة و التلقي من تلك المشكاة النبوية، فإذا كان هذا حالنا و حالهم فيما تميزوا به علينا و ما شاركناهم فيه فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو من قلدناه أسعد بالصواب منهم في مسألة من المسائل؟ و من حدث نفسه بهذا فليعرها من الدين و العلم. و الله المستعان.

- قال عمر بن عبد العزيز : << قف حيث وقف القوم، و قل كما قالوا، و أسكت عما سكتوا، فإنهم على علم وقفوا، و ببصرنا قد كفوا، و هم على كشفها كانوا أقوى، و بالفضل لو كان فيها أحرى، أي فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فلقد سبقتموهم إليه، ولأن قلتم : حدث بعدهم إلا من سلك غير سبيلهم و رغب بنفسه عنهم، و إنهم هم السابقون، و لقد تكلموا منه بما يكفي، و وصفوا منه ما يشفي، فمادونهم مقصر، و لا فوقهم محسر، و لقد قصر عنهم قوم فجفوا، و طمح عنهم آخرون فغلوا، و إنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم>>.

- قال الشعبي : << ما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص) فخده، و ما حدثوك به عن رأيهم فانبده في الحش >>.

- و قد كان السلف الطيب إذا سئل أحدهم عن مسألة يقول للسائل : هل كانت أو وقعت فإن قال : لا لم يجبه، و قال دعنا في عافية، و هذا لأن الفتوى بالرأي لا تجوز إلا عند الضرورة، فالضرورة تبيحه، كما تبيح الميتة عند الإضطرار، و هذا إنما هو في مسألة لا نص فيها و لا إجماع، فإن كان فيها نص أو إجماع فعليه تبليغه بحسب الإمكان، ف : << من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار >>. الترمدي، و هذا إذا أمن المفتي غائلة الفتوى، فإن لم يأمن غائلتها، و خاف من ترتب شر أكبر من الإمساك عنها، أمسك عنها ترجيحا لدفع أعلى المفسدتين بإحتمال أدناها، و قد أمسك النبي (ص) عن نقض الكعبة و إعادتها على قواعد إبراهيم عليه السلام، لأجل حدثان عهد قريش بالإسلام، و إن ذلك ربما نفرهم عنه بعد الدخول فيه- البخاري-مسلم، و كذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عما سأل عنه و خاف المسؤول أن يكون فتنة له أمسك عن جوابه، قال إبن عباس رضي الله عنهما لرجل سأله عن تفسير آية : و ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت به؟ أي جحدته و أنكرته و كفرت به، و لم يرد أنك تكفر بالله و رسوله.

السبت، 6 أكتوبر 2018

الصفحة (35) : ۩ رؤية الله عز و جل ۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم ۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك ۩ ويل للأتباع من عثرات العالم ۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار ۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن ۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط ۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة ۩ هل يقع طلاق المعتوه؟

الصفحة (35) : ۩ رؤية الله عز و جل  ۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم  ۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك  ۩ ويل للأتباع من عثرات العالم  ۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار  ۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن  ۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط  ۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة  ۩ هل يقع طلاق المعتوه؟
 
الصفحة (35) : ۩ رؤية الله عز و جل  ۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم  ۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك  ۩ ويل للأتباع من عثرات العالم  ۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار  ۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن  ۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط  ۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة  ۩ هل يقع طلاق المعتوه؟
 
 
۩ رؤية الله عز و جل :

- قال (ص) : << إنكم سترون ربكم عيانا، كما ترون القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، و كما ترون الشمس في الظهيرة صحوا ليس دونها سحاب، لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤيتها >>. البخاري- مسلم.
 
۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم :

- نهى (ص) التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة، كقوله : << إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم >>. البخاري- مسلم.
 
۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك :

- قال إياس بن معاوية : << لا تنظر إلى عمل الفقيه، و لكن سله يصدقك >>.
 
۩ حيل اليهود في الشحوم التي حرمت عليهم :

- قال (ص) : << لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فأذابوها فباعوها و أكلوا أثمانها >>.
 
۩ ويل للأتباع من عثرات العالم :

- قال عبد الله بن المبارك : كنت في الكوفة فناظروني في النبيد المختلف فيه، فقلت لهم : تعالوا فليحتج المحتج منكم عمن شاء من أصحاب النبي (ص) بالرخصة، فإن لم نبين الرد عليه عن ذلك بشدة صحت عنه، فاحتجوا. فما جاؤوا عن أحد برخصة إلا جئناهم بشدة، فلما لم يبق في يد أحد منهم إلا عبد الله بن مسعود، و ليس إحتجاجهم عنه في شدة النبيد بشيء يصح عنه، إنما يصح عنه أنه لم ينتبد له في الجر الأخضر، قال إبن المبارك : فقلت للمحتج عنه في الرخصة : يا أحمق، عد أن إبن مسعود لو كان ها هنا جالسا فقال : هو لك حلال، و ما وصفنا عن النبي (ص) و أصحابه في الشدة كان ينبغي لك أن تحدر و تخشى، فقال قائل : يا أبا عبد الرحمان، فالنخعي و الشعبي - و سم عدة منها - كانوا يشربون الحرام؟ فقلت لهم : دعوا عند المناظرة تسمية الرجال، فرب رجل في الإسلام مناقبه كذا و كذا، و عسى أن تكون منه زلة، أفيجوز لأحد أن يحتج بها؟ فإن أبيتم فما قولكم في عطاء و طاوس و جابر بن زيد و سعيد بن جبير و عكرمة؟ قالوا كانوا خيارا، قلت : فما قولكم بالدرهم بالدرهمين يدا بيد؟ قالوا حرام فقلت : إن هؤلاء رأوه حلالا، أفماتوا وهم يأكلون الحرام، فبهتوا و أنقطعت حجتهم.
- و عن إبن عباس : << ويل للأتباع من عثرات العالم >>. قيل : كيف ذلك؟ قال : << يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله (ص) فيترك قوله ذلك ثم يمضي الأتباع >>.
- و أما إذا لم يكن في المسألة سنة و لا جماع و للإجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا.
 
۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار :

- كما لو كان رجل حائزا دار متصرفا فيها مدة السنين الطويلة بالبناء و الهدم و الإجارة و العمارة و ينسبها إلى نفسه و يضيفها إلى ملكه و إنسان حاضر يراه و يشاهد أفعاله فيها طول هذه المدة و مع ذلك لا يعارضه فيها، و لا يذكر له فيها حقا، و لا مانع يمنع من خوف أو شركة في ميراث، و نحو ذلك، ثم جاء بعد تلك المدة فادعاها لنفسه، فدعواه غير مسموعة فضلا عن إقامة بينته.
 
۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن :

- قال النبي (ص) للصحابة لما فر ماعز من الحد : << هلا تركتموه يتوب فيتوب الله عليه >>. فإذا فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن.
 
۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط :

- و قال شيخنا : كان يشكل علي أحيانا حال من أصلي عليه في الجنائز، هل هو مؤمن أو منافق؟ فرأيت رسول الله (ص) في المنام فسألته عن مسائل عديدة منها هذه المسألة، فقال : << يا أحمد الشرط الشرط >>. أو قال : << علق الدعاء بالشرط >>. و كذلك أرشد أمته (ص) إلى تعليق الدعاء بالحياة و الموت بالشرط فقال : << لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به و لكن ليقل : << اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي >>.
 
۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة :

- و قد شد الناس كلهم زمن أحمد بن حمبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة، و كانت القضاة حينئد و المفتون و الخليفة و أتباعه كلهم هم الشاذون، و كان الإمام وحده هو الجماعة، و لما لم تحمل هذا عقول الناس قالو للخليفة : يا أمير المؤمنين، أتكون أنت و قضاتك و ولاتك و الفقهاء و المفتون كلهم على باطل و أحمد وحده هو على حق؟ فلم يتسع علمه لذلك، فأخده بالسياط و العقوبة بعد الحبس الطويل، فلا إله إلا الله، ما أشبه الليلة بالبارحة، و هل السبيل المهيع لأهل السنة و الجماعة حتى يلقوا ربهم، مضى عليها سلفهم و ينتظرها خلفهم : <<  مِّنَ المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً >>. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
۩ هل يقع طلاق المعتوه؟ :

- قالوا : لا يقع طلاق المعتوه، و هو من كان قليل الفهم مختلط الكلام فاسد التدبير، إلا أنه لا يضرب و يشتم كما يفعل المجنون.
 

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

الصفحة (34) : ۩ تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل

الصفحة (34) : ۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله  ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر  ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب  ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم  ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل
 
الصفحة (34) : ۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله  ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر  ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب  ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم  ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل
 
 
۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله :

- فقد بين الله سبحانه على لسان رسوله بكلامه و كلام رسوله جميع ما أمره به و جميع ما نهى عنه و جميع ما أحله و جميع ما حرمه و جميع ما عفى عنه، و بهذا يكون دينه كاملا كما قال تعالى : <<  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي  >>. و لكن قد يقصر فهم أكثر الناس عن فهم ما دلت عليه النصوص و عن وجه الدلالة و موقعها، و تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله، لا يحصيه إلا الله، و لو كانت الأفهام متساوية لتساوت أقدام العلماء في العلم، و لما خص الله سبحانه بفهم الحكومة في الحرث، و قد أثنى عليه و على داوود بالعلم و الحكم، و قد قال عمر لأبي موسى في كتابه إليه : << الفهم الفهم فيما أدلي إليك >>. و قال علي : << إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه >>. و قال أبو سعد : كان أبو بكر أعلمنا برسول الله (ص) و دعا النبي (ص) لعبد الله بن عباس أن يفقهه في الدين و يعلمه التأويل، و الفرق بين الفقه و التأويل أن الفقه هو فهم المعنى المراد، و التأويل إدراك الحقيقة التي يؤول إليها المعنى التي هي آخيته و أصله، و ليس كل من فقه في الدين عرف التأويل، فمعرفة التأويل يختص به الراسخون بالعلم، و ليس المراد به تأويل التحريف و تبديل المعنى، فإن الراسخين في العلم يعلمون بطلانه، و الله يعلم بطلانه.
 
۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر :

- و أما الحدود فلما كان وقوع المعصية من الحر أقبح من وقوعها من العبد من جهة كمال نعمة الله تعالى عليه بالحرية، و أن جعله مالكا لا مملوكا و لم يجعله تحت قهر غيره و تصرفه فيه، و من جهة تمكنه بأسباب القدرة من الإستغناء عن المعصية، فاستحق من العقوبة أكثر مما يستحقه من هو أخفض منه رتبة و أنقص منزلة، فإن الرجل كلما كانت نعمة الله عليه أتم كانت عقوبته إذا إرتكب الجرائم أتم، و لهذا قال تعالى في حق من أتم نعمته عليهن من النساء : <<يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا(31) >>. و هذا على و فق قضايا العقول و مستحسناتها، فإن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته أكمل، و شكره له أتم، و معصيته له أقبح، و شدة العقوبة تابع لقبح المعصية، و لهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإن نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، و صدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل، فجعل حد العبد أخف من حد الحر.
 
۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب :

- كما ردوا محكم الصريح من أفعالهم و إيمانهم و طاعتهم بالمتشابه، كفعل إخوانهم من الخوارج حين ردوا النصوص الصحيحة المحكمة في موالاة المؤمنين و محبتهم و إن إرتكبوا بعض الذنوب التي تقع مكفرة بالتوبة النصوح، و الإستغفار، و الحسنات الماحية، و المصائب المكفرة، و دعاء المسلمين لهم في حياتهم و بعد موتهم، و بالإمتحان في البرزخ، و في موقع يوم القيامة، و بشفاعة من يأدن الله له بالشفاعة، و بصدق التوحيد، و برحمة أرحم الراحمين، فهذه عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب، فإن عجزت هذه الأسباب عنها فلا بد من ذخول النار.
 
۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم :

- فإذا رأيت أهل الفجور و الفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارهم عليهم من عدم الفقه و البصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله و رسوله كرمي النشاب و سباق الخيل و نحو ذلك، و إذا رأيت الفساق قد إجتمعو على لهو و لعب أو سماع مكاء و تصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد، و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك، و كما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون و نحوها و خفت من نقله عنها إنتقاله إلى كتب البدع و الضلال و السحر فدعه و كتبه الأولى، و هذا باب واسع، و سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه و نور ضريحه يقول : مررت أنا و بعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرت عليه، و قلت له، إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله و عن الصلاة، و هؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس و سبي الذرية و أخد الأموال فدعهم.
 
۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل :

- قال لما وجد راحلته : << اللهم أنت عبدي و أنا ربك >>. أخطأ من شدة فرحه، لم يكفر بذلك و إن أتى بصريح الكفر، لكونه لم يرده، و المكره بكلمة الكفر أتى بصريح كلمته و لم يكفر لعدم إرادته.
- بخلاف المستهزىء و الهازل، فإنه يلزمه الطلاق و الكفر و إن كان هازلا لأنه قاصد للتكلم باللفظ و هزله لا يكون عذرا  له، بخلاف المكره و المخطىء و الناسي فإنه معذور مأمور بما يقوله أو مأدون له فيه، و الهازل غير مأدون له في الهزل بكلمة الكفر و العقود، فهو متكلم باللفظ مريد له و لم يصرفه عن معناه إكراه و لا خطأ و لا نسيان و لا جهل، و الهزل لم يجعله الله و رسوله عذرا صارفا، بل صاحبه أحق بالعقوبة، ألا ترى أن الله تعالى عذر المكره في تكلمه بكلمة الكفر إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان  و لم يعذر الهازل بل قال : << وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ  >>.
- و كذلك رفع المؤاخدة عن المخطىء و الناسي.
- قال (ص) : << إنما أقضي بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخده، فإنما أقطع له قطعة من نار >>. البخاري-مسلم.
- الأشياء التي لا يؤاخد الله المكلف به : << الغلط و النسيان و السهو و سبق اللسان بما لا يريد خلافه و التكلم به مكرها و غير عارف لمقتضاه من لوازم البشرية لا يكاد ينفك الإنسان من شيء منه، فلو رتب عليه الحكم لحرجت الأمة و أصابها غاية التعب و السكر، و كذلك الخطأ و النسيان و الإكراه و الجهل بالمعنى و سبق اللسان بما لم يرد و التكلم في الإغلاق و لغو اليمين، فهذه عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها لعدم قصده و عقد قلبه الذي يؤاخد به.

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

الصفحة (33) : ۩ من نعيم الجنة ۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء ۩ حق العلم ۩ من قل ورعه مات قلبه ۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق ۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق

الصفحة (33) : ۩  من نعيم الجنة ۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء ۩ حق العلم ۩ من قل ورعه مات قلبه ۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق ۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق 
 
الصفحة (33) : ۩  من نعيم الجنة ۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء ۩ حق العلم ۩ من قل ورعه مات قلبه ۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق ۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق
 
 
۩  من نعيم الجنة :
 
- يقول عز و جل : أعددت لعبادي ما لا عين رأت و لا أدن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، ذخرا بله ما أطلعتكم عليه ثم قرأ : << فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) >>.
- ذخرا : إذخارا لكم.
- بله ما أطلعتكم عليه : أي دع عنك ما أطلعتكم عليه، فالذي لم يطلعكم عليه أعظم.
- و قال (ص) : << ما الدنيا في الآخرة إلا كما يذخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما ترجع >>.
 
۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء :
 
- في صحيح البخاري من حديث أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : << حج علينا عبد الله بن عمرو بن العاص فسمعته يقول : << إن الله لا ينزع العلم بعد إعطاكموهم إنتزاعا، و لكن ينزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون و يضلون>>. البخاري و مسلم.
- و قال رسول الله (ص) : << لا ينزع العلم من صدور الرجال، و لكن ينزع العلم بموت العلماء، فإذا لم يبقى عالما إتخد الناس رؤساء جهالا، فقالوا بالرأي، فضلوا و أضلوا>>.
- و قال (ص) : << إن الله لا ينزع العلم من الناس إنتزاعا، و لكن بقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، و يبقى في الناس رؤوس جهال، يفتون بغير علم فيضلون و يضلون>>.
- عن علي رضي الله عنه أنه قال : << لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه>>. أبو داوود و أحمد.
 
۩ حق العلم :
 
- إن عليك في علمك حقا كما أن لك في مالك حقا.
- لا تحدث العلم غير أهله فتجهل.
- و لا تمنع العلم أهله فتأثم.
- و لا تحدث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك، و لا تحدث بالباطل عن الحكماء فيمقتوك.
 
۩ من قل ورعه مات قلبه :

- قال الإمام الأخنق بن قيس :<< من كثر ضحكه قلت هيبته، و من مزح أستخف به، و من أكثر من شيء عرف به، و من كثر كلامه كثر سقطه، و من كثر سقطه قل حياؤه و من قل حياؤه قل ورعه و من قل ورعه مات قلبه>>.
 
۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق :
 
- عن النبي (ص) قال : قال الله عز وجل :
* يابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا، و سلطاني لا ينفد أبدا...
* يابن آدم لا تخش من ضيق الرزق و خزائني ملآنة، و خزائني لا تنفد أبدا، يابن آدم لا تطلب غيري و أنا لك، فإن طلبتني و جدتني، و إن فتني فتك و فاتك الخير كله...
* يابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، و قسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا و إن لم ترض بما قسمته لك، فوعزتي و جلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمته لك و كنت عندي مدموما...
* يابن آدم خلقت السماوات السبع و الأرضين السبع و لم أعي بخلقهن، أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟ يابن آدم إنني لم أنس من عصاني، فكيف من أطاعني و أنا رب رحيم و على كل شيء قدير.
* يابن آدم لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد، يابن آدم، أنا لك محب فحقي عليك كن لي محبا.
 
۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق :

- حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين :
- عن معاد بن جبل عن إبن عباس رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله (ص) في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادى منادي يا أهل المنزل أتأدنون لي بالذخول و لكم إلى حاجة، قال رسول الله (ص) : أتعلمون من المنادي، فقالوا الله و رسوله أعلم، قال رسول الله، هذا إبليس لعنه الله تعالى، فقال عمر إبن الخطاب رضي الله عنه، أتأدن لي يا رسول الله أن أقتله فقال النبي (ص) : مهلا يا عمر أما علمت أنه من المنذرين إلى يوم الوقت المعلوم، و لكن إفتحوا له الباب فإنه مأمور فافهموا عنه ما يقول و أسمعوا منه ما يحدثكم، قال إبن عباس رضي الله تعالى عنه. ففتح له الباب فذخل علينا فإذا هو شيخ أعور و في لحيته سبع شعرات كشعرات الفرس الكبير و أنيابه خارجة كأنياب الخنزير و شفتاه كشفتي الثور. فقال إبليس السلام عليك يا محمد، السلام عليكم يا جماعة المسلمين، فقال النبي (ص) السلام لله يا لعين قد سمعت حاجتك، فما هي حاجتك، فقال له إبليس ، يا محمد ما جئتك إختيارا و لكن جئتك إضطرارا، فقال النبي و مالذي إضطرك يالعين ما الذي جاء بك، فقال إبليس لرسول الله (ص) : أتاني ملك من عند رب العزة فقال الملك لإبليس : إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد و أنت صاغر دليل متواضع و تخبره كيف مكرك ببني آدم و كيف إغواءك لهم و تكون صادق معه في أي شيء يسألك فوعزتي و جلالي لإن كذبته بكذبة واحدة و لم تكن صادقا معه لأجعلنك رمادا تدروه الرياح و لأشمتن الأعداء بك و قد جئتك يا محمد كما أمرت فاسأل عما شئت فإن لم أكن صادقا معك فيما سألتني عنه شمتت بي الأعداء و ما من شيء اصعب من شماتة الأعداء يا محمد فقال رسول الله (ص) : إن كنت صادقا فاخبرني من هو أبغض الناس إليك فقال إبليس أنت يا محمد أبغض الناس إلي و من على ملتك... كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة فقال : يا محمد تلحقني الحمى و الرعدة، قال : و لما يا لعين، قال إبليس إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة... قال النبي (ص) و إذا قرأوا القرآن، قال إبليس أدوب كما يدوب الرصاص على النار... قال رسول الله (ص) الحمد لله الذي أسعد أمتي و أشقاك أنت إلى اليوم المعلوم، فقال له إبليس اللعين هيهات هيهات يا محمد و أين سعادة أمتك و أنا حي لا أموت إلى يوم معلوم و كيف تفرح على أمتك، و كيف تفرح على أمتك و أنا أدخل عليهم في مجاري الدم و اللحم و هم لا يروني أبدا فوالذي خلقني و أنظرني إلى يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين جاهلهم و عالمهم و أميهم و قارءهم و فاجرهم و عابدهم، إلا عباد الله المخلصين، قال : و ما هم المخلصون عندك يا إبليس، قال إبليس : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم و الدينار ليس بمخلص لله تعلى و إذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم و الدينار و لا يحب المدح و الثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته و أن العبد ما ذام يحب المال و الثناء و قلب متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم، أما علمت يا محمد أن حب المال من أكبر الكبائر، أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر يا محمد و أن التكبر من أكبر الكبائر يا محمد... ثم قال : يا محمد ليس في الإظلال شيء إنما هو موسوس و مزين، و لو كان الإظلال بيدي ما تركت أحدا على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله و لا صائما و لا مصليا، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول و مبلغ، و لو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرا و إنما أنت حجة الله على خلقه و أنا السبب لمن سبقت له الشقاوة و السعيد من أسعد الله في بطن أمه و الشقي من أشقاه الله في بطن أمه، فقرأ رسول الله قوله تعالى : << وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ>>. ثم قرأ قوله تعالى : <<وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38)>>. ثم قال النبي (ص) : << يا أبا مرة هل لك أن تتوب و ترجع إلى الله تعالى و أنا أضمن لك الجنة، فقال إبليس اللعين : يا رسول الله قد مضى الأمر و جف القلم إلى ما هو كائن إلى يوم القيامة، فسبحان من جعلك سيد الأنبياء و المرسلين و خطيب أهل الجنة فيها و خصك وأصطفاك و جعلني سيد الأشقياء و خطيب أهل النار و أنا شقي مطرود و هذا آخر ما أخبرتك عنه و قد كنت صادقا فيه.
 
* سئل شيخ الإسلام إبن تيمية : عن قصة إبليس و إخباره النبي (ص) و هو في المسجد مع جماعة من أصحابه و سؤال النبي (ص) له عن أمور كثيرة و الناس ينظرون إلى صورته عيانا و يسمعون كلامه جهرا، فهل ذلك حديث صحيح أم كذب مختلق؟ و هل يحل لأحد أن يروي ذلك يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعي؟
- فأجاب : الحمد لله. بل هذا حديث مختلق ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة، لا الصحاح و لا السنن و لا المسانيد، و من علم أنه كذب على النبي (ص) لم يحل له أن يرويه عنه و من قال : إنه صحيح فإنه يعلم بحاله فإن أصر عوقب على ذلك و لكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبوية فالذي كذبه و أختلقه جمعها من أحاديث بعضها كذب و بعضها صدق، فلهذا يوجد به كلمات متعددة صحيحة، و إن كان أصل الحديث و هو مجيء إبليس عيانا إلى النبي (ص) بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين و الله سبحانه و تعالى أعلم.

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

الصفحة (32) : ۩ طول الأمد يقسي القلوب ۩ ثمرة الصبر و الإيقان بآيات الله ۩ الله سبحانه و تعالى هو الذي أهلك قوم عاد و ثمود الأولى إلحاق الدرية بالآباء في الجنة ۩ إجتناب كبائر الإثم و الفواحش ۩ رحمة الله تغلب غضبه ۩ نبأ الذي آتاه الله آياته و إنسلاخه منها و خلوده إلى الأرض ۩ الإستجابة إلى الله و رسوله إدا دعانا لما يحيينا ۩ أكثر الناس للحق كارهون ۩ من أهوال يوم القيامة

الصفحة (32) : ۩  طول الأمد يقسي القلوب  ۩  ثمرة الصبر و الإيقان بآيات الله  ۩  الله سبحانه و تعالى هو الذي أهلك قوم عاد و ثمود الأولى  إلحاق الدرية بالآباء في الجنة  ۩  إجتناب كبائر الإثم و الفواحش   ۩  رحمة الله تغلب غضبه  ۩ نبأ الذي آتاه الله آياته  و إنسلاخه منها و خلوده إلى الأرض  ۩ الإستجابة إلى الله و رسوله إدا دعانا لما يحيينا  ۩ أكثر الناس للحق كارهون  ۩ من أهوال يوم القيامة

 
الصفحة (32) : ۩  طول الأمد يقسي القلوب  ۩  ثمرة الصبر و الإيقان بآيات الله  ۩  الله سبحانه و تعالى هو الذي أهلك قوم عاد و ثمود الأولى  إلحاق الدرية بالآباء في الجنة  ۩  إجتناب كبائر الإثم و الفواحش   ۩  رحمة الله تغلب غضبه  ۩ نبأ الذي آتاه الله آياته  و إنسلاخه منها و خلوده إلى الأرض  ۩ الإستجابة إلى الله و رسوله إدا دعانا لما يحيينا  ۩ أكثر الناس للحق كارهون  ۩ من أهوال يوم القيامة
 
۩  طول الأمد يقسي القلوب :
 
- قال تعالى : << أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ >>
 
۩  ثمرة الصبر و الإيقان بآيات الله :
 
- قال تعالى : <<وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ >>
 
۩  الله سبحانه و تعالى هو الذي أهلك قوم عاد و ثمود الأولى :
 
- قال تعالى : <<وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى {50} وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى {51}>>
 
۩  إلحاق الذرية بالآباء في الجنة :
 
- قال تعالى : <<وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ >>
 
۩  إجتناب كبائر الإثم و الفواحش :
 
- قال تعالى : << الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ >> قال تعالى : << ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ >>
 
۩  رحمة الله تغلب غضبه :
 
- قال تعالى : << وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ  >>
- قال رسول الله (ص) فيما حكى عن ربه : << إن رحمتي غلبت أو سبقت غضبي.>> حديث قدسي رواه البخاري.
- و في صحيح البخاري و مسلم في كتابه التوبة : من حديث أبي هريرة يرفعه بلفظ :<< لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق عرشه- إن رحمتي غلبت غضبي.>>
 
۩ نبأ الذي آتاه الله آياته  و إنسلاخه منها و خلوده إلى الأرض :
 
- قال تعالى : << وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) >>.
 
۩ الإستجابة إلى الله و رسوله إدا دعانا لما يحيينا :
 
- قال تعالى : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ >>
- قال تعالى : <<أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا >> قال إبن عباس رضي الله عنه و جميع المفسرين كان كافرا ضالا فهذيناه.
 
۩ أكثر الناس للحق كارهون :
 
- قال تعالى : << لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ  >>.
 
۩ من أهوال يوم القيامة :
 
- قال تعالى : << هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ  >>.
- و قال تعالى : << يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا  >>.
- و قال أيضا : << وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ  >>.