الجمعة، 5 أكتوبر 2018

الصفحة (34) : ۩ تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل

الصفحة (34) : ۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله  ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر  ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب  ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم  ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل
 
الصفحة (34) : ۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله  ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر  ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب  ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم  ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل
 
 
۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله :

- فقد بين الله سبحانه على لسان رسوله بكلامه و كلام رسوله جميع ما أمره به و جميع ما نهى عنه و جميع ما أحله و جميع ما حرمه و جميع ما عفى عنه، و بهذا يكون دينه كاملا كما قال تعالى : <<  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي  >>. و لكن قد يقصر فهم أكثر الناس عن فهم ما دلت عليه النصوص و عن وجه الدلالة و موقعها، و تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله، لا يحصيه إلا الله، و لو كانت الأفهام متساوية لتساوت أقدام العلماء في العلم، و لما خص الله سبحانه بفهم الحكومة في الحرث، و قد أثنى عليه و على داوود بالعلم و الحكم، و قد قال عمر لأبي موسى في كتابه إليه : << الفهم الفهم فيما أدلي إليك >>. و قال علي : << إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه >>. و قال أبو سعد : كان أبو بكر أعلمنا برسول الله (ص) و دعا النبي (ص) لعبد الله بن عباس أن يفقهه في الدين و يعلمه التأويل، و الفرق بين الفقه و التأويل أن الفقه هو فهم المعنى المراد، و التأويل إدراك الحقيقة التي يؤول إليها المعنى التي هي آخيته و أصله، و ليس كل من فقه في الدين عرف التأويل، فمعرفة التأويل يختص به الراسخون بالعلم، و ليس المراد به تأويل التحريف و تبديل المعنى، فإن الراسخين في العلم يعلمون بطلانه، و الله يعلم بطلانه.
 
۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر :

- و أما الحدود فلما كان وقوع المعصية من الحر أقبح من وقوعها من العبد من جهة كمال نعمة الله تعالى عليه بالحرية، و أن جعله مالكا لا مملوكا و لم يجعله تحت قهر غيره و تصرفه فيه، و من جهة تمكنه بأسباب القدرة من الإستغناء عن المعصية، فاستحق من العقوبة أكثر مما يستحقه من هو أخفض منه رتبة و أنقص منزلة، فإن الرجل كلما كانت نعمة الله عليه أتم كانت عقوبته إذا إرتكب الجرائم أتم، و لهذا قال تعالى في حق من أتم نعمته عليهن من النساء : <<يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا(31) >>. و هذا على و فق قضايا العقول و مستحسناتها، فإن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته أكمل، و شكره له أتم، و معصيته له أقبح، و شدة العقوبة تابع لقبح المعصية، و لهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإن نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، و صدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل، فجعل حد العبد أخف من حد الحر.
 
۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب :

- كما ردوا محكم الصريح من أفعالهم و إيمانهم و طاعتهم بالمتشابه، كفعل إخوانهم من الخوارج حين ردوا النصوص الصحيحة المحكمة في موالاة المؤمنين و محبتهم و إن إرتكبوا بعض الذنوب التي تقع مكفرة بالتوبة النصوح، و الإستغفار، و الحسنات الماحية، و المصائب المكفرة، و دعاء المسلمين لهم في حياتهم و بعد موتهم، و بالإمتحان في البرزخ، و في موقع يوم القيامة، و بشفاعة من يأدن الله له بالشفاعة، و بصدق التوحيد، و برحمة أرحم الراحمين، فهذه عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب، فإن عجزت هذه الأسباب عنها فلا بد من ذخول النار.
 
۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم :

- فإذا رأيت أهل الفجور و الفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارهم عليهم من عدم الفقه و البصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله و رسوله كرمي النشاب و سباق الخيل و نحو ذلك، و إذا رأيت الفساق قد إجتمعو على لهو و لعب أو سماع مكاء و تصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد، و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك، و كما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون و نحوها و خفت من نقله عنها إنتقاله إلى كتب البدع و الضلال و السحر فدعه و كتبه الأولى، و هذا باب واسع، و سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه و نور ضريحه يقول : مررت أنا و بعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرت عليه، و قلت له، إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله و عن الصلاة، و هؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس و سبي الذرية و أخد الأموال فدعهم.
 
۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل :

- قال لما وجد راحلته : << اللهم أنت عبدي و أنا ربك >>. أخطأ من شدة فرحه، لم يكفر بذلك و إن أتى بصريح الكفر، لكونه لم يرده، و المكره بكلمة الكفر أتى بصريح كلمته و لم يكفر لعدم إرادته.
- بخلاف المستهزىء و الهازل، فإنه يلزمه الطلاق و الكفر و إن كان هازلا لأنه قاصد للتكلم باللفظ و هزله لا يكون عذرا  له، بخلاف المكره و المخطىء و الناسي فإنه معذور مأمور بما يقوله أو مأدون له فيه، و الهازل غير مأدون له في الهزل بكلمة الكفر و العقود، فهو متكلم باللفظ مريد له و لم يصرفه عن معناه إكراه و لا خطأ و لا نسيان و لا جهل، و الهزل لم يجعله الله و رسوله عذرا صارفا، بل صاحبه أحق بالعقوبة، ألا ترى أن الله تعالى عذر المكره في تكلمه بكلمة الكفر إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان  و لم يعذر الهازل بل قال : << وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ  >>.
- و كذلك رفع المؤاخدة عن المخطىء و الناسي.
- قال (ص) : << إنما أقضي بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخده، فإنما أقطع له قطعة من نار >>. البخاري-مسلم.
- الأشياء التي لا يؤاخد الله المكلف به : << الغلط و النسيان و السهو و سبق اللسان بما لا يريد خلافه و التكلم به مكرها و غير عارف لمقتضاه من لوازم البشرية لا يكاد ينفك الإنسان من شيء منه، فلو رتب عليه الحكم لحرجت الأمة و أصابها غاية التعب و السكر، و كذلك الخطأ و النسيان و الإكراه و الجهل بالمعنى و سبق اللسان بما لم يرد و التكلم في الإغلاق و لغو اليمين، فهذه عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها لعدم قصده و عقد قلبه الذي يؤاخد به.

0 التعليقات:

إرسال تعليق