Mont thor

Mont thor

Montagne de lumière

Montagne de lumière

Sun Montain

Sun Montain

Gin Montain

Gin Montain

Montagne Moise

Montagne Moise

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

تعلم الفرنسية عند بائع الزهور

تعلم الفرنسية عند بائع الزهور 
تعلم الفرنسية عند بائع الزهور
عند بائع الزهور
Chez le fleuriste
بائعة الزهور: مرحبا ، سيدي ، هل يمكنني مساعدتك؟
La fleuriste : Bonjour, monsieur, je peux vous aider?

...لويس: نعم ، أود الحصول على باقة ، لكني لا أعرف ماذا أختار
Louis : Oui, je voudrais un bouquet, mais je ne sais pas trop quoi choisir...

بائعة الزهور: أنت تريد أن تدفع كم ، بالتقريب؟
La fleuriste : Vous voulez mettre combien, à peu prés?
...لويس: لا أعرف ، ربما 15 ، 20 يورو
Louis : Je ne sais pas, Peut-être 15, 20€...
.بائعة الزهور: انظر ، يمكننا أن نعمل باقة حمراء وبيضاء ، انها جميلة جدا. أو يمكنك أيضًا اختيار باقة حمراء
La fleuriste : Regardez, on peut faire un bouquet rouge et blanc, c'est très joli. Ou alors, vous pouvez aussi choisir un bouquet tout rouge.

لويس: أنا متردد قليلاً ... بماذا تنصحينني؟
Louis : J'hésite un peu... Qu'est-ce que vous me conseillez?
بائعة الزهور: يعتمد ذلك على الشخص. هل هي للعرض؟
La fleuriste : Ҫa dépend de la personne. C'est pour offrir?
!لويس: نعم ، إنها لجدتي
Louis : Oui, c'est pour ma grand-mère!

.بائعة الزهور: إذا ، أنصحك بباقة من الورود الحمراء
La fleuriste : Alors, je vous conseille un bouquet de roses rouges.

لويس: هل تعتقدين ذلك؟
Louis : Vous croyez?
!بائعة الزهور: نعم ، سترى ، ستكون جدتك سعيدة للغاية
La fleuriste : Oui, vous allez voir, votre grand-mère va être très contente!
.لويس: حسنًا
Louis : D'accord.
فيديو vidéo

تحدث الفرنسية بطلاقة عند بائع الزهور

تحدث الفرنسية بطلاقة عند بائع الزهور






الأحد، 25 نوفمبر 2018

تعلم الفرنسية في متجر للأحذية

تعلم الفرنسية  في متجر للأحذية 

تعلم الفرنسية  في متجر للأحذية

 Dans un magasin de chaussures
في متجر للأحذية

الزبونة : هل يمكنني تجربة الصنادل الموجودة في واجهة العرض الزجاجية؟
La cliente : Est-ce que je peux essayer les sandales qui sont dans la vitrine?

البائعة: نعم يا سيدتي ، ما هو مقاس حذائك؟
La vendeuse : Oui, madame, quelle pointure faites-vous?

.الزبونة : مقاسي 38
La cliente : Je fais du 38.
البائعة: ها هو. ( بعد مرور بضع دقائق .) إذا ، هل هو جيد؟

La vendeuse : Voilà. (quelques minutes plus tard.) Alors, ça va?

الزبونة : لا ، إنه صغير جدًا. هل لذيك نفس الطراز في 39؟
La cliente : Non, c'est trop petit. Est-ce que vous avez le même modèle en 39?
البائعة: لا ، آسفة ، لكن لديّ طراز آخر بنفس النمط. هل تريدين أن تجربيه؟

La vendeuse : Non, désolée, mais j'ai un autre modèle dans le même style. Vous voulez l'essayer?
الزبونة : نعم ، لم لا؟ (بعد مرور بضع دقائق.)

La cliente : Oui, pourquoi pas? (Quelques minutes plus tard.)
البائعة: إذن ، هل يعجبك؟

La vendeuse : Alors, ça vous plaît?

.الزبونة : لا ، ليس حقاً. أشكرك ، سوف أفكر
La cliente : Non, pas vraiment. je vous remercie, je vais réfléchire.
    vidéo فيديو

الأحد، 4 نوفمبر 2018

الصفحة (43) : ۩ أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر ۩ سبب هلاك الأمم كثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم ۩ الناس يقرءون هذه الآية و يضعونها غير موضعها، قال تعالى : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ >> ۩ لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه و لا ينزلهم جنة أو نارا ۩ تفسير قوله تعالى : << وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)>> ۩ هل في الجن رسلا ۩ من إستاك و هو صائم ۩ القيء للصائم ۩ العزلة راحة من خلطاء السوء ۩ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ

الصفحة (43) : ۩ أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر   ۩ سبب هلاك الأمم كثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم  ۩ الناس يقرءون هذه الآية و يضعونها غير موضعها، قال تعالى : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ >> ۩ لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه و لا ينزلهم جنة أو نارا  ۩ تفسير قوله تعالى : << وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)>>   ۩ هل في الجن رسلا   ۩ من إستاك و هو صائم   ۩ القيء للصائم  ۩ العزلة راحة من خلطاء السوء  ۩ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ  
 
الصفحة (43) : ۩ أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر   ۩ سبب هلاك الأمم كثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم  ۩ الناس يقرءون هذه الآية و يضعونها غير موضعها، قال تعالى : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ >> ۩ لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه و لا ينزلهم جنة أو نارا  ۩ تفسير قوله تعالى : << وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)>>   ۩ هل في الجن رسلا   ۩ من إستاك و هو صائم   ۩ القيء للصائم  ۩ العزلة راحة من خلطاء السوء  ۩ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ
 

۩ أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر :

- عن زيد بن زائد، عن عبد الله بن مسعود، قال : قال رسول الله (ص) عليه وسلم لأصحابه : << لا يبلغني أحد عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر >>. الحديث وقد رواه أبو داود و الترمذي من حديث إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أبي هاشم به، ثم قال الترمذي : غريب.
 
۩ سبب هلاك الأمم كثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم :

- في الصحيح عن رسول الله (ص) أنه قال : << ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم و إختلافهم على أنبيائهم >>. و في االحديث الصحيح أيضا : << أن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، و حد حدودا فلا تعتدوها، و حرم أشياء فلا تنتهكوها، و سكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها >>.
 
۩ الناس يقرءون هذه الآية و يضعونها غير موضعها، قال تعالى : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ  >>.:

- و قد قال الإمام أحمد رحمه الله : حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا زهير يعني إبن معاوية، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا قيس قال : قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية : <<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ >>. و إنكم تضعونها على غير موضعها، و إني سمعت رسول الله (ص) يقول : << إن الناس إذا رأوا المنكر و لا يغيرونه، يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه >>. قال : سمعت أبا بكر يقول : يا أيها الناس إياكم و الكذب، فإن الكذب مجانب لللإيمان، و قد روي هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة، و ابن حبان في صحيحه، و غيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة، عن إسماعيل بن أبي خالد به، متصلا مرفوعا، و منهم من رواه عنه به موقوفا على الصديق، و قد رجح رفعه الدارقطني و غيره.

- و قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا عتبة بن أبي حكيم، حدثنا عمرو بن جارية اللحمي عن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخنشي فقلت له : كيف تصنع في هذه الآية؟ قال أية آية؟ قلت : قول الله تعالى : <<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ   >>. قال : أما و الله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله (ص) فقال : << بل إئتمروا بالمعروف و تناهوا عن النكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، و هوى متبعا، و دنيا مؤثرة، و إعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، و دع العوام، فإن من ورائكم أياما، الصابر فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم >>. قال عبد الله بن المبارك : و زاد غير عتبة، قيل : يا رسول الله، أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال : << بل أجر خمسين منكم >>. ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح، و كذا رواه أبو داود من طريق إبن المبارك، و رواه ابن ماجه و ابن جرير و ابن حاتم عن عتبة بن أبي حكيم.

- و قال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن الحسن أن ابن مسعود رضي الله عنه، سأله لرجل عن قول الله : <<  عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ  >>. فقال : إن هذا ليس بزماننا، إنها اليوم مقبولة، و لكنه قد أوشك أن يأتي زمانها، تأمرون فيصنع بكم كذا و كذا، أو قال : فلا يقبل منكم، فحينئد عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل، و رواه أبو جعفر الرازي عن الربيع، عن أبي العالية، عن إبن مسعود في قوله : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ  >>. الآية، قال : كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسا، فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس، حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه، فقال رجل من جلساء عبد الله : ألا أقوم فآمرهما بالمعروف، و أنهاهما عن المنكر؟ فقال آخر إلى جنبه : عليك بنفسك، فإن الله يقول : <<  عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ   >>. الآية. قال : فسمعها إبن مسعود، فقال : مه لم يجىء تأويل هذه بعد، إن القرآن أنزل حيث أنزل، و منه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزل، و منه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي (ص) بيسير، و منه آي يقع تأويلهن بعد اليوم، و منه آي يقع تأويلهن عند الساعة على ما ذكر من الساعة، و منه آي يقع تأويلهن يوم الحساب على ما ذكر من الحساب و الجنة و النار، فمادامت قلوبكم واحدة، و أهواؤكم واحدة، و لم تلبسوا شيعا و لم يذق بعضكم بأس بعض، فأمروا و انهوا، و إذا إختلفت القلوب و الأهواء، و ألبستم شيعا، و ذاق بعضكم بأس بعض، فامرؤ و نفسه، و عند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية، و رواه ابن جرير.

- و قال ابن جرير : حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا الربيع بن صبيح، عن سفيان بن عقال قال : قيل لابن عمر : لو جلست في هذه الأيام، فلم تأمر و لم تنه فإن الله قال : << عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ >>. فقال إبن عمر : إنها ليست لي و لا لأصحابي، لأن رسول الله (ص) قال : << ألا فليبلغ الشاهد الغائب >>. فكنا نحن الشهود و أنتم الغيب، و لكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم.
 
۩ لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه و لا ينزلهم جنة أو نارا :

- و قد روى ابن جرير و ابن أبي حاتم في تفسيره هذه الآية، من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي حاتم بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال : <<النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)>>. قال : إن هذه الآية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه و لا ينزلهم جنة أو نارا.
 
۩ تفسير قوله تعالى : << وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) >> :

- قوله تعالى : <<وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) >>.

- قال سعيد بن قتادة في تفسيرها : إنما يولي الله الناس بأعمالهم، فالمؤمن ولي المؤمن أين كان و حيث كان، و الكافر و لي الكافر أينما كان و حيثما كان، و ليس الإيمان بالتمني و بالتحلي و اختاره ابن جرير، و قال معمر عن قتادة في تفسير الآية : يولي الله بعض الضالمين بعضا في النار، يتبع بعضهم بعضا، و قال مالك بن دينار : قرأت في الزبور، إني أنتقم من المنافقين بالمنافقين، ثم أنتقم من المنافقين جميعا، و ذلك في كتاب الله قوله تعالى : << وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا  >>. و قال عبد الرحمان بن زيد بن أسلم : في قوله : << وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا >>. قال ظالمي الجن وظالمي الإنس، و قرأ : <<وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ  >>. الزخرف : 36. قال : و نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس، و قد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الباقي بن أحمد، من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن ذر، عن ابن مسعود، مرفوعا : << من أعان ظالما سلطه الله عليه >>. هذا حديث غريب.
 
۩ هل في الجن رسلا :

- قال تعالى : << يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ  >>.

- و هذا أيضا مما يقرع الله به كافري الجن و الإنس يوم القيامة، حيث يسألهم و هو أعلم هل بلغتهم الرسل رسللاته؟ و هذا إستفهام تقرير <<يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ>>. أي من جملتكم، و الرسل من الإنس فقط و ليس من الجن رسل، كما قد نص على ذلك مجاهد و ابن جريج و غير واحد من الأئمة من السلف و الخلف، و قال ابن عباس : الرسل من بني آدم و من الجن نذر. و حكى إبن جرير عن الضحاك بن مزاحم : أنه زعم أنه في الجن رسلا و احتج بهذه الآية الكريمة، و فيه نظر، لأنها محتملة و ليست بصريحة، و هي -و الله أعلم- كقوله : << مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان >>. الرحمان : 19-21. إلى أن قال : يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان >>. الرحمان : 22. و معلوم أن اللؤلؤ و المرجان إنما يستخرجان من الملح لا من الحلو، و هذا واضح و لله الحمد، و قد ذكر هذا الجواب بعينه ابن جرير، و الدليل على أن الرسل إنما هم من الإنس، قوله تعالى : << إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ >>. النساء : 163. إلى قوله : << رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ  >>. النساء : 165.

- و قوله تعالى عن إبراهيم : << وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ  >>. فحصر النبوة و الكتاب بعد إبراهيم في ذريته، و لم يقل أحد من الناس : إن النبوة كانت في الجن قبل إبراهيم الخليل، ثم إنقطعت عنه ببعثته، و قال تعالى : << وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأسْوَاقِ  >>. الفرقان : 20. و قال : << وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْل الْقُرَى  >>. يوسف : 109. و معلوم أن الجن تبع للإنس في هذا الباب، و لهذا قال تعالى إخبارا عنهم : <<وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (32) >>. الأحقاف : 29-32. و قد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي و غيره : أن رسول الله (ص) تلا عليهم سورة الرحمان و فيها قوله تعالى : << سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) >>. الرحمان : 31-32.
 
۩ من إستاك و هو صائم :

- قوله : في باب إغتسال الصائم عن النبي (ص) أنه إستاك و هو صائم، و في باب السواك للصائم و يذكر عن عامر بن ربيعة قال رأيت النبي (ص) يستاك و هو صائم، و صله أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن خزيمة و الدارقطني و غيرهم من طريق عاصم بن عبيد الله و هو ضعيف عن عبد الله بن عامر عن أبيه و وقع لنا بعلو في مسند عبد بن حميد، و حديث أبي هريرة واه بن خزيمة بهذا اللفظ، و حديث جابر ابن عدي في الكامل، و حديث زيد بن خالد رواه أحمد و أصحاب السنن الثلاثة و حكى الترمذي عن البخاري أنه صححه، و حديث عائشة رواه النسائي و ابن حبان و غيرهما.
 
۩ القيء للصائم :

- قوله في باب الحجامة للصائم و يذكر عن أبي هريرة إذا قاء يفطر، يشير إلى حديث هشام بن حسان بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا من درعه القيء و هو صائم فليس عليه قضاء و من إستقاء فليقض.
 
۩ العزلة راحة من خلطاء السوء :

- العزلة راحة من خلطاء السوء.
 
۩ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ  :

- حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد في قوله : وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ، قال العدل بالرومية.
 

الصفحة (42) : ۩ لا تحقرن صغيرة ۩ الزوجة الصالحة ۩ منزلة من يؤمن بالرسول (ص) و لم يره ۩ إن و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ۩ صفات المتقين ۩ إختلاف المفسرين في قوله تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ... إلى قوله ... فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ >>

الصفحة (42) :  ۩ لا تحقرن صغيرة  ۩ الزوجة الصالحة  ۩ منزلة من يؤمن بالرسول (ص) و لم يره  ۩ إن و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا  ۩ صفات المتقين  ۩ إختلاف المفسرين في قوله تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ... إلى قوله ... فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ >>
 
الصفحة (42) :  ۩ لا تحقرن صغيرة  ۩ الزوجة الصالحة  ۩ منزلة من يؤمن بالرسول (ص) و لم يره  ۩ إن و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا  ۩ صفات المتقين  ۩ إختلاف المفسرين في قوله تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ... إلى قوله ... فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ >>
 

۩ لا تحقرن صغيرة :

- قال إبن المعتز :

خل الذنوب صغيرها     *     و كبيرها ذاك التقى
و أصنع كماش فوق      *    أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة         *     إن الجبال من الحصى  
 
۩ الزوجة الصالحة : 

- قال رسول الله (ص) : << ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة إن نظر إليها سرته، و إن أمرها أطاعته، و إن أقسم عليها أبرته، و إن غاب نصحته في نفسها و ماله >>.
 
۩ منزلة من يؤمن بالرسول (ص) و لم يره :

- عن إبن محيريز قال : قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (ص) قال نعم أحدثك حديثا جيدا : تغدينا مع رسول الله (ص) و معنا أبو عبيدة بن الجراح قال : يا رسول الله هل أحد خيرا منا؟ أسلمنا معك و جاهدنا معك. قال : << نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني >>.
 
۩ إن و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا :

- قال تعالى : << إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا  >>.
 
۩ صفات المتقين :

- قال تعالى : <<  إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) >>.
 
۩ إختلاف المفسرين في قوله تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ... إلى قوله ... فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ >> :

- بسم الله الرحمان الرحيم : قال تعالى : << وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) >>.

- هذا قد ذكر غير واحد من السلف و المفسرين أن سليمان إشتغل بعرض الصافنات الجياد حتى فات و قت صلاة العصر، و الذي يقطع به أنه لم يتركها عمدا، بل نسيانا، كما إشتغل النبي صلى الله عليه و سلم يوم الخندق عن صلاة العصر، حتى صلاها بعد الغروب، و يحتمل أنه كان صائغا في ملتهم تأخير الصلاة لعذر الغزو و القتال، و الأول أقرب، لأنه قال بعدها : << رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ>>. قال الحسن البصري : لا، قال : و الله لا تشغليني عن عبادة ربي آخر ما عليك، ثم أمر بها فعقرت، و قال قتادة، و قال السدي : ضرب أعناقها و عراقيبها بالسيوف، و لهذا عوضه الله عز و جل ما هو خير منها، و هي الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، غدوها شهر و رواحها شهر، فهذا أسرع و خير من الخيل.

- و هكذا يوصف سليمان عليه السلام بأنه تلهى عن ذكر الله، و يوصف كذلك قتل الخيول البريئة المعدة للجهاد، دون سبب مسوغ معقول.

- و من ثم فقد رد حداق العلماء هذا القول بأنه عقوبة لما لا يستحق العقوبة، و بأنه إفساد للمال في غير منفعة المسلمين، و يقول الفخر الرازي أن هذا بعيد (أي عقر سليمان الخيل ) و يدل عليه وجوه :

+ أنه لو كان مسح السوق و الأعناق قطعها لكان معنى قوله تعالى : << وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ >>. قطعها، و هذا مما لا يقوله عاقل، بل لو قيل مسح رأسه بالسيف فربما فهم منه ضرب العنق، أما إذا لم يذكر لفظ السيف لم يفهم البتة من المسح العقر و الدبح.

- ولقد روى الطبري عن إبن عباس، كما روى القرطبي عنه و عن قتادة و الحسن و الزهري و ابن كيسان أن المراد بمسح سوق الخيل و أعناقها في هذه الآية هو مسح حبالها و كشفا للغبار عنها، و قال الإمام الطبري في التفسير : و هذا القول الذي ذكرناه عن إبن عباس ( أي جعله يمسح أعراف الخيل و عراقيبها حبالها ) أشبه بتأويل الآية، لأن نبي الله عليه السلام لم يكن إن شاء الله ليعذب حيوانا بالعرقبة، و يهلك مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه إشتغل عن صلاته بالنظر إليها، و لا ذنب لها بإشتغاله بالنظر إليها، و من ثم يذهب الفخر الرازي إلى أن الصواب أن نقول أن رباط الخيل كان منذوبا إليهم في دينهم، كما أنه كذلك في دين محمد (ص)، ثم إن سليمان عليه السلام إحتاج إلى الغزو فجلس و أمر بإحضار الخيل و بإجراءها، و ذكر أني لا أحبها لأجل الدنيا و نصيب النفس، و إنما أحبها لأمر الله و طلب تقوية دينه، و هو المراد في قوله : <<ذِكْرِ رَبِّي >>. ثم إنه بإعدائها و تسييرها حتى توارت بالحجاب، أي غابت عن بصره، ثم أمر الرائضين بأن يردوا تلك الخيل إليه، فلما عادت إليه طفق يمسح سوقها و أعناقها، و الغرض من ذلك المسح أمور :

+ الأول : تشريفها لها و إبانة لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في دفع العدو.
+ و الثاني : أنه أراد أن يظهر أنه في ضبط السياسة و الملك يتضح إلى حيث يباشر أكثر الأمور بنفسه.
+ و الثالث : أنه كان أعلم بأحوال الخيل و أمراضها و عيوبها، فكان يمتحنها و يمسح سوقها و أعناقها، حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض.

- و هذا فضلا عن حب الخيل من سنن الأنبياء و المرسلين، صلوات الله و سلامه عليه أجمعين، روي النسائي و أبي داوود و أحمد عن أبي وهب الحشمي عن رسول الله (ص) أنه قال : << إرتبطوا الخيل و أمسحوا بنواصيها و أكفالها >>. و روى البخاري و أصحاب السنن و مالك و أحمد عن رسول الله (ص) أنه قال : << الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة >>. و روي الصحاوي في مشكل الآثار بسنده عن جابر بن عبد الله قال رسول الله (ص) : << الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و أهلها معانون عليها، و أمسحوا نواصيها و أدعوا لها بالبركة >>.

السبت، 27 أكتوبر 2018

الصفحة (41) : ۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم ۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال ۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين ۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله ۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين ۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرلآن ۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها

الصفحة (41) : ۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم ۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال  ۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين  ۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله  ۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين  ۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرلآن  ۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها
 
الصفحة (41) : ۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم ۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال  ۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين  ۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله  ۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين  ۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرلآن  ۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها
 

۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم :

- و الإستعادة هي الإلتجاء إلى الله تعالى و الإلتصاق بجانبه من شر كل ذي شر و العياذة تكون لدفع الشر و اللياذ يكون لطلب جلب الخير كما قال المتنبي :

 يامن ألوذ به فيما أؤمله                 *     و من أعوذ به ممن أحاذره
 لا يجبر الناس عظما أنت كاسره     *     و لا يهيضون عظما أنت جابره

- و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجانب الله من الشيطان الرجيم أن يضربني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله و لهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس و مداراته بإسداد الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى و أمر بالإستعادة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة و لا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع و لا يكفه عنك إلا الذي خلقك. قوله تعالى : <<خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)>>. فهذا فيما يتعلق بمعاملة الأعداء من البشر ثم قال : << وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)>>. و قال تعالى : << إذفع بالتي هي أحسن نحن أعلم بما يصفون و قل ربي أعود بك من همزات الشياطين و أعود بك ربي أن يحضرون >>. و قال تعالى : << وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) >>.
 
۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال :

- بل العالي أن يعبد الله لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال، قالوا و لهذا يقول المصلي : أصلي لله، و لو كان لتحصيل الثواب و درء العقاب لبطلت الصلاة، و قد رد ذلك عليهم آخرون و قالوا : كون العبادة لله عز و جل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا و لا أن يدفع عذابا كما قال ذلك الأعرابي : أما أني لا أحسن دندنتك و لا دندنة معاذ إنما أسأل الله الجنة و أعوذ به من النار فقال (ص) : << حولها نذنذن >>.
 
۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين :

- إمتثال أوامره و نواهيه و زواجره غير سراط المغضوب عليهم و هم الذين فسذت إرادتهم فعلموا الحق و عدلوا عنه و لا صراط الضالين و هم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة و لا يهتدون إلى الحق.

- فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق و العمل به و اليهود فقدوا العمل و لهذا كان الغضب لليهود و الضلال للنصارى، لأن من علم و ترك إستحق الغضب خلاف من لم يعلم، و النصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقة لأنه لم يأتوا الأمر من بابه، و إتباع الحق، ضلوا، و كل من اليهود و النصارى ضال مغضوب عليه، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى : << مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ>>. و أخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم : << قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) >>.
 
۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله :

- قوله تعالى : << وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)>>. فذكر الدعاء عن موسى و حده و من سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمّنّ فنزل منزلة من دعا لقوله تعالى : << قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا >>. فذل ذلك على أن من أمنّ على دعاء فكأنما قد قاله، فلهذا قال من قال : إن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها، و لهذا جاء في الحديث : << من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة >>. رواه أحمد في مسنده.
 
۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين :

- عن أبي هريرو (ض) قال : قال رسول الله (ص) : << إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم و لا الضالين، فقال آمين، فوافق آمين أهل الأرض آمين أهل السماء غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه و مثل من لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرجت سهامهم و لم يخرج سهمه فقال لم لم يخرج سهمي؟ فقيل إنك لم تقل آمين >>.
 
۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرآن :

- قال رسول الله (ص) تعلموا القرآن و اقرؤوه فإن مثل القرآن لم تعلمه فقرأ و قام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان و مثل من تعلمه فيرقد و هو في جوفه كمثل جراب أوكى على مسك >>.

- عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله (ص) يقول : << إقرؤا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة أقرؤا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من طير طواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ثم قال إقرؤا البقرة فإن أخدها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة >>. رواه مسلم.

- عن أبي عمران أنه سمع أم الدرداء تقول : أن رجلا مما قرأ القرآن أغار على جار له فقتله و إنه أقيد به فقتل فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة و آل عمران جمعة ثم إن آل عمران إنسلت منه و أقامت البقرة جمعة فقيل لها : <<مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) >>. قال فخرجت كأنها السحابة العظيمة، قال أبو عبيد أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره يدفعان عنه و يؤنسانه فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن.
 
۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها :

- لخص بعضهم في هذا المقام فقال : لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه و تعالى عبثا و لا سدى، و من قال من الجهلة إن في القرآن تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ كبيرا، فتعين أن لها معنى في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم (الرسول) شيء قلنا به و إلا و قفنا حيث و قفنا و قلنا : << آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ>>. و لم يجمع العلماء فيها على شيء معين و إنما إختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه إتباعه و إلا فالوقف حتى يتبين هذا المقام.

الخميس، 25 أكتوبر 2018

الصفحة (40) : ۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة ۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه

الصفحة (40) : ۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة  ۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه
 
الصفحة (40) : ۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة  ۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه
 

۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة :

- فتح الله على المسلمين كثيرا من بلاد العالم، و توزع الصحابة في البلاد المفتوحة، و حملوا معهم علومهم و جلس إليهم كثير من التابعين يتتلمدون عليهم، فقامت في هذه البلاد مدارس علمية أساتذتها الصحابة، و تلاميدها التابعون، و أشتهرت من بين هذه المدارس ثلاث هي :

+ مدرسة مكة المكرمة : أستاذها الصحابي الجليل إبن عباس، و تلاميدها : سعيد بن جبير، و مجاهد، و عكرمة، و طاوس، و عطاء...
+ مدرسة المدينة المنورة : أستادها الصحابي أبي بن كعب، و تلاميذها : زيد بن مسلم، و أبو العالية، و محمد بن كعب القرطي...
+ مدرسة العراق : أستادها الصحابي عبد الله بن مسعود، و تلاميدها : علقمة، و مسروق، و الأسود، و مرة، و عامر، و الحسن، و قتادة...
 
۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه :

- و قد أضيف للتفسير في هذا العهد أقوال التابعين، و بدأ الخلاف يظهر فيه، كما بدأ يتسرب إليه الروايات الإسرائيلية بسبب رجوع بعض المفسرين لأهل الكتابين من اليهود و النصارى.

- و أما الإسرائيليات فيمكن تعريفها بأنها الروايات المأخودة عن اليهود و النصارى في أخبار أممهم السابقة و قصص أنبيائهم، و إن كان الجانب اليهودي هو الذي إشتهر أمره، و غلب على الجانب النصراني بسبب أغلبية اليهود في ذلك الوقت و إختلاطهم مع المسلمين في بلادهم، و لقد نزل القرآن بموضوعات و ردت في التورات و الإنجيل، كقصة آدم عليه السلام و نزوله إلى الأرض، و قصة موسى مع قومه اليهود، و قصة عيسى عليه السلام و أمه مريم، كل ذلك ورد في القرآن الكريم موجز يقتصر على ذكر العضة و العبرة من قصصهم دون التعرض لتفاصيل قصصهم، و قد و جد المسلمون تفصيل هذا الإيجاز عند أهل الديانات السابقة بما لا يتعارض مع شريعتهم، فلجؤا إليه و أقتبسوا منهم، دون تحلر منهم لصحة هذه الأخبار.

- أما الوضع فقد كان مصدره أهل البدع و الأهواء و الفرق و الأقوام الذين دخلوا في الإسلام ظاهرا و هم يبطنون الكفر بقصد الكيد له و تظليل أهله، فوضعوا الروايات الباطلة في تفسير القرآن ليصلوا إلى أغراضهم، فكثرت الروايات، و ضمن مؤلفوا التفاسير هذه الروايات في كتبهم دون تحر منهم لصحة أسانيدها، لأن منهجهم في التأليف كان إيراد كل ما ورد من الروايات في الآية الواحدة تاركين أمر تمحيصها لثقافة القارىء. و لقد بذل المحدثون في هذه الفترة جهودا جبارة في مقاومة الوضع و تمييز الصحيح من الروايات عن غيره، و وضعوا في ذلك التصانيف، و أنشؤا علم مصطلح الحديث، و وضعوا قواعد دقيقة جدا لمعرفة الصحيح من غيره، حتى ميزوا الصحيح من الموضوع فحفظ الله به دينه <<وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) >>.

- فإن قال قائل : فما أحسن طرق التفسير؟ (فالجواب) إن أصح الطريق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن و موضحة له، بل قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى : << كل ما حكم به رسول الله (ص) فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى : << إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) >> و قال تعالى : << وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) >>. و قال تعالى : <<  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) >>. و لهذا قال رسول الله (ص) : << ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه >>. يعني السنة، و السنة أيضا تنزل عليهم بالوحي كما ينزل القرآن إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.

- و الغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه فإن لم تجده فمن السنة، كما قال رسول الله (ص) لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن فبم تحكم؟ قال : بكتاب الله. قال : فإن لم تجد؟ قال بسنة رسول الله، قال : فإن لم تجد؟ قال : أجتهد رأييي فضرب رسول الله (ص) في صدره و قال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله. و حينئد إذا لم نجد التفسير في القرآن و لا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن و الأحوال التي إختصوا بها، و لما لهم من الفهم التام و العلم الصحيح و العمل الصالح و لا سيما علماؤهم و كبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، و الأئمة المهتدين المهديين، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

- و لهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمان السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين، إبن مسعود و إبن عباس، و لكن في بعض الأحيان ينقل عنه ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله (ص) حيث قال : << بلغوا عني و لو آية و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و من كذب علي متعمدا فليتبؤأ مقعده من النار >>. رواه البخاري عن عبد الله بن عمر، و لهذا كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منها بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.

- و لكن هذه الأحاذيث الإسرائيلية تذكر للإستشهاد لا للإعتضاد فإنها ثلاثة أقسام.

+ أحدهما : ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
+ و الثاني : ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
+ و الثالث : ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل و لا من هذا القبيل فلا نؤمن به و لا نكذبه و يجوز حكايته.

- و غالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني و لهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرا، و يأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، و لون كلبهم، و عددهم، و عصا موسى من أي الشجر كانت، و أسماء الطيور التي أحياها الله إلى إبراهيم و تعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، و نوع الشجرة التي كلم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دينهم و لا في دنياهم.

- قال رسول الله (ص) : << من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ >>. و قد روى هذا الحديث أبو داود و الترمذي و قال الترمذي : غريب.

- فهذه الآثار الصحيحة و ما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه. فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة و شرعا فلا حرج عليه، و لهذا روي عن هؤلاء و غيرهم أقوال في التفسير و لا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه و سكتوا عما جهلوه، و هذا هو الواجب على كل واحد، فإنه كما يجب السكوت عما لا علم به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى : <<  لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ >>. و لما جاء في الحديث الذي روي من طرف من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

الصفحة (39) ۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه" ۩ مبايعة الصحابة لرسول الله ۩ الحياء مركب من جبن و عفة ۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر ۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة ۩ المنافق و أنواع النفاق ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة

الصفحة (39)  ۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه"  ۩ مبايعة الصحابة لرسول الله  ۩ الحياء مركب من جبن و عفة  ۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر  ۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل  ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة ۩ المنافق و أنواع النفاق ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة
 
الصفحة (39)  ۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه"  ۩ مبايعة الصحابة لرسول الله  ۩ الحياء مركب من جبن و عفة  ۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر  ۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل  ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة ۩ المنافق و أنواع النفاق ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة
 
 
۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه" :

- قوله "أحب إليه "، قال البيضاوي : المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه و إن كان على خلاف هوى النفس، كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر منه، و يميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله، فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر و لا ينهى إلا بما فيه صلاح عاجل أو خلاص آجل، و العقل يقتضي رجحان جانب ذلك، تمرن على الإئتمار بأمره بحيث يصير هواه تبعا له، و يلتذ بذلك إلتذاذا عقليا، إذ الإلتذاذ العقلي إذراك ما هو كمال و خير من حيث هو كذلك؟
 
۩ مبايعة الصحابة لرسول الله :

- أن رسول الله قال و حوله عصابة من أصحابه : << بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، و لا تسرفوا، و لا تزنوا، و لا تقتلوا أولادكم، و لا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم و أرجلكم، و لا تعصوا في معروف. فمن و فى منكم فأجره على الله، و من أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، و من أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، و إن شاء عاقبه >>. فبايعناه على ذلك>>. صحيح البخاري.
- و من حديث عبادة أيضا قال : بايعنا رسول الله (ص) على السمع و الطاعة في العسر و اليسر و المنشط و المكره... الحديث.
 
۩ الحياء مركب من جبن و عفة :

- قال الراغب : الحياء إنقباض النفس عن القبيح، و هو من خصائص الإنسان ليرتدع عن إرتكاب كل ما يشتهي فلا يكون كالبهيمة. و هو مركب من جبن وعفة فلذلك لا يكون المستحي فاسقا، و قلما يكون الشجاع مستحيا، و قد يكون لمطلق الإنقباض كما في بعض الصبيان.
- و حكي عن بعض السلف : رأيت المعاصي مذلة، فتركتها مروءة، فصارت ديانة.
- و قد يتولد الحياء من الله تعالى من التقلب في نعمه فيستحي العاقل أن يستعين بها على معصيته.
- و قد قال بعض السلف : خف الله على قدر قدرته عليك، و أستحي منه على قدر قربه منك. و الله أعلم.
 
۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة :

- يمكن للسنة أن تخفى على بعض أكابر الصحابة و يطلع عليها آحادهم، و لهذا لا يلتفت إلى الآراء و لو قويت مع وجود سنة تخالفها، و لا يقال كيف خفي ذا على فلان؟ و الله الموفق.
 
۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر :

- رواية إن الأعرابي في معجمه فقال : << لا تقل مؤمن بل مسلم >>. و ليس معناه الإنكار بل المعنى أن إطلاق المسلم على من لا يختبر حالة الخبرة الباطنة أولى من إطلاق المؤمن، لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر، قاله الشيخ محي الدين ملخصا.

- و محصل القصة أن النبي (ص) كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفا، فلما أعطى الرهط و هم من المؤلفة و ترك جعيلا و هو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه خاطبه سعد في أمره لأنه كان يرى جعيلا أحق منهم لما إختبره منه دونهم، و لهذا راجع فيه أكثر من مرة، فأرشده النبي (ص) إلى أمرين : أحدهما إعلامه بالحكمة في إعطاء اولئك و حرمان جعيل مع كونه أحب إليه مما أعطى، لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن إرتداده فيكون من أهل النار، ثانيها إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر.
 
۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل :

- يمكن أن يكون مراد الزهري أن المرأ يحكم بإسلامه و يسمى مسلما إذا تلفظ بالكلمة-أي كلمة الشهادة، و أنه لا يسمى مؤمنا إلا بالعمل، و العمل يشمل عمل القلب و الجوارح، و عمل الجوارح يدل على صدقه. و أما الإسلام المذكور في حديث جبريل فهو الشرعي الكامل المراد بقوله : <<وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ  >>.
 
۩ المنافق و أنواع النفاق :

- باب علامة النفاق : و قال الكراماني : مناسبة هذا الباب لكتاب الإيمان أن النفاق علامة عدم الإيمان، أو ليعلم منه بعض النفاق كفر دون بعض، و النفاق لغة مخالفة الباطن للظاهر، فإن كان في إعتقاد الإيمان فهو نفاق كفر، و إلا فهو نفاق العمل، و يدخل فيه الفعل و الترك و تتفاوت مراتبه.
 
۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة :

- قوله : << باب الدين يسر >>. أي دين الإسلام ذو يسر، أو سمي الدين يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله، لأن الله رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم. و من أوضح الأمثلة له توبتهم كانت بقتل أنفسهم، و توبة هذه الأمة كانت بلإقلاع و العزم و النذم.

- قوله : << أحب الدين >>. أي خصال الدين، لأن خصال الدين كلها محبوبة، لكن ما كان منها سمحا أي سهلا. فهو أحب. و يدل عليه ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنه سمع رسول الله (ص) يقول : << خير دينكم أيسره >>. أي أحب الأديان إلى الله الحنيفية. و المراد بالأديان الشرائع الماضية قبل أن تبدل و تنسخ.
- و الحنيفية ملة إبراهيم، و الحنيف في اللغة من كان على ملة إبراهيم، و سمي إبراهيم حنيفا لميله عن الباطل إلى الحق لأن أصل الحنف الميل، و السمحة السهلة، أي أنها مبنية على السهولة، لقوله تعالى : << وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ >>.

- لفظ حديث بريدة عن أحمد : << إنه من شاد هذا الدين يغلبه >>. و المشادة بالتشديد المغالبة، يقال شاده يشاده مشادة إذا قاواه، و المعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية و يترك الرفق إلا عجز و إنقطع فيغلب. قال إبن المنير : في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فلقد رأينا و رأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع، و ليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراد المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله و يغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقت المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج و قت الفريضة، و في حديث محجن بن الأدرع عن أحمد : << إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمبالغة، و خير دينكم اليسر>>. و قد يستفاد من هذا بالأخد بالرخصة الشرعية، فإن الأخد بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع، كمن يترك التيمم عند العجز عن إستعمال الماء فيفضي به إستعماله إلى حصول الضرر.

- قال (ص) : << إن الدين يسر، و لن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، و قاربوا، و أبشروا، و أستعينوا بالغدوة و الروحة و شيء من الدلجة >>.

+ قوله : << فسددوا >> : أي إلزموا السداد و هو الصواب غير إفراد و لا تفريط، عن أهل اللغة : السداد التوسط في العمل.
+ قوله : << و قاربوا >> : أي إن لم تستطيعوا الأخد بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه.
+ قوله : << و أبشروا >> : أي بالثواب على العمل الدائم و إن قل، و أبهم المبشر به تعظيما له و تفخيما.
+ و قوله : << و أستعينوا بالغدوة >>: أي إستعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات النشطة، و الغدوة بالفتح سير أول النهار، و الروحة بالفتح السير بعد الزوال، و شيء من الدلجة السير آخر الليل و قيل الليل كله لأن عمل الليل أشق من عمل النهار.

الجمعة، 19 أكتوبر 2018

الصفحة (38) : ۩ و لا يظلم ربك أحدا ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا ۩ أيعني الدواء شيئا؟ ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه ۩ حكم أكل الذئب و الضبع ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا ۩ النسك على الغلام و الجارية ۩ قال أحدهم ۩ الإيمان قول و عمل ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة

الصفحة (38) :   ۩ و لا يظلم ربك أحدا  ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق  ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا  ۩ أيعني الدواء شيئا؟  ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه  ۩ حكم أكل الذئب و الضبع  ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا  ۩ النسك على الغلام و الجارية  ۩ قال أحدهم  ۩ الإيمان قول و عمل  ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة
 
الصفحة (38) :   ۩ و لا يظلم ربك أحدا  ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق  ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا  ۩ أيعني الدواء شيئا؟  ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه  ۩ حكم أكل الذئب و الضبع  ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا  ۩ النسك على الغلام و الجارية  ۩ قال أحدهم  ۩ الإيمان قول و عمل  ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة
 

۩ و لا يظلم ربك أحدا :

- فإن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه.
 
۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق :

- سئل (ص) أي البقاع شر؟ فقال : << لا أدري حتى أسأل جبريل>>. فسأل جبريل فقال : لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاء فقال : خير البقاع المساجد و شرها الأسواق.
 
۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا :

- سئل (ص) عن الرقى و الأدوية هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال : << هي من قدر الله >>.
 
۩ أيعني الدواء شيئا؟ :

- سئل (ص) أيعني الدواء شيئا؟ فقال : << سبحان الله! و هل أنزل الله تبارك و تعالى من داء في الأرض إلا جعل له الشفاء.
 
۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه :

- سئل (ص) عن الجبن و السمن و الفرا؟ فقال : << الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه، و ما سكت عنه فهو مما عفا عنه >>. إبن ماجة.
 
۩ حكم أكل الذئب و الضبع :

- و سئل (ص) عن الذئب؟ فقال : << أو يأكل الذئب أحد فيه خير؟! >> الترمدي و إبن ماجة.
- و سئل عن الضبع، فقال << أو يأكل الضبع أحد؟! >> الترمدي و إبن ماجة.
 
۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا :

- سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله (ص) فقالت : إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر إسم الله عليه أم لا ؟ فقال : << سموا أنتم و كلوا>>. البخاري.
 
۩ النسك على الغلام و الجارية :

- قال(ص) : << من يولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتين متكافئتين و عن الجارية شاة >>. أبو داود.
 
۩ قال أحدهم :

- فال أحدهم : << لم نخطط بأن نكون أبطالا، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن >>. نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا.
 
۩ الإيمان قول و عمل :

- و هو قول و فعل، يزيد وينقص، قوله تعالى : << لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ  >>.
- كان معاد بن جبل يقول للرجل من إخوانه : إجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان فيذكران الله تعالى و يحمدانه.
- قال الكرماني : و من الإيمان أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، و لم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه إكتفاء و الله أعلم.
 
۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة :

- قال تعالى : <<تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا  >>. و لا يتم ذلك إلا بترك الحسد و الغل و الحقد و الغش، و كلها خصال مذمومة.
 

السبت، 13 أكتوبر 2018

الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله ۩ شأن بعض المفتين ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه

الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله  ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات  ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله  ۩ شأن بعض المفتين  ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي  ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق  ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه 
 
الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله  ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات  ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله  ۩ شأن بعض المفتين  ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي  ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق  ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه
 
 
۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله :

- قال أبو طالب : قلت لأحمد : رجل قال : القرآن كلام الله، و ليس بمخلوق، و لكن لفظي هذا به مخلوق، قال : من قال هذا، فقد جاء بالأمر كله، إنما هو كلام الله على كل حال، و الحجة في أبي بكر رضي الله عنه <<الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)>>. فقيل له : هذا مما جاء به صاحبك؟ فقال : لا و الله و لكنه كلام الله، هذا وغيره، كلام الله. قلت : بسم الله الرحمان الرحيم : << الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)>>. هذا الذي قرأت الساعة كلام الله؟ قال أي و الله كلام الله، و من قال : << لفظي بالقرآن مخلوق فقد جاء بلأمر كله.
 
۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات :

- قال تعالى : <<  قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ >>. فجعل القول عليه بلا علم من أعظم المحرمات الأربع التي لا تباح.
-  قال تعالى : << و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله و جوههم مسودة >>. و لا أظلم ممن كذب على الله و على دينه، و إن أخبروا بما لم يعلموا، فقد كذبوا على الله جهلا، و إن أصابوا في الباطن و أخبروا بما لم يأذن الله لهم في الإخبار به، و هم أسوأ حالا من القادف إذ رأى الفاحشة و حده فأخبر بها، فإنه كاذب عند الله، و إن أخبر بالواقع، فإن الله لم يأذن له في الإخبار به فكيف بمن أخبر عن حكمه بما لم يعلم أن الله حكم به، و لم يأذن له في الإخبار به؟
 
۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله :

- لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرمه أو أوجبه أو أحبه أو كرهه إلا لما يعلم أن الأمر فيه كذلك مما نص الله و رسوله على إباحته أو تحريمه أو إيجابه أو كراهته، و أما ما وجده في كتابه الذي تلقاه عمن قلده دينه فليس له أن يشهد على الله و رسوله به، و يغر الناس بذلك، و لا علم له بعلم الله و رسوله.
- قال غير واحد من السلف : ليحذر أحدكم أن يقول : أحل الله كذا، أو حرم كذا، فيقول الله له كذبت لم أحل كذا، و لم أحرمه.
- و سمعت شيخ الإسلام يقول : حضرت مجلسا فيه القضاة و غيرهم، فجرت حكومة حكم فيها أحدهم بقول زفر، فقلت له : ما هذه الحكومة؟ فقال هذا حكم الله، فقلت له : صار قول زفر هو حكم الله الذي حكم به و ألزم به الأمة؟! قل هذا حكم زفر، و لا تقل هذا حكم الله أو نحو هذا الكلام.
- إذا إختلف علي و ابن مسعود و ابن عمر و ابن عباس و زيد و أبي وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم و لم يتبين للمفتي القول الراجح من أقوالهم فقال : هذه مسألة أختلف فيها فلان و فلان من الصحابة، فلقد إنتهى إلى ما يقدر عليه من العلم. قال أبو إسحاق الشيرازي : سمعت شيخنا أبو الطيب الطبري يقول : سمعت أبا العباس الخضري يقول : كنت جالسا عند أبي بكر بن داود الظاهري فجاءته إمرأة فقالت : ما تقول في رجل له زوجة لا هو ممسكها و لا هو مطلقها؟ فقال لها : إختلف في ذلك أهل العلم، فقال قائلون : تؤمر بالصبر و الإحتساب و يبعث على التطلب و الإكتساب، و قال قائلون : يؤمر بالإنفاق : و لا يحمل على الطلاق، فلم تفهم المرأة قوله فأعادت المسألة فقال : يا هذه؟ قد أجبتك عن مسألتك، و أرشدتك إلى طلبك، و لست بسلطان فأمضي، و لا قاض فأقضي، و لا زوج فأرضي، إنصرفي.
 
۩ شأن بعض المفتين :

- فغلط طبع هذا المفتي و كثف فهمه و غلظ حجابه عن ذلك و لم يميز.
 
۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي :

+ معرفة الناس : و أما قوله : << الخامسة معرفة الناس >>. فهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي و الحاكم، فإن لم يكن فقيها في الأمر و النهي، ثم يطبق أحدهما على الآخر و إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح، فإنه إذا لم يكن فقيها في الأمر له معرفة بالناس تصور له الظالم بصورة المظلوم و عكسه و المحقبصولاة المبطل و عكسه، و راج عليه المكر و الإحتيال و تصور له الزنديق في صورة الصديق و الكاذب في صورة الصادق و لبس كل مبطل ثوب زور تحتها الإثم و الكذب و الفجور و هو لجهله بالناس و أحوالهم و عوائدهم و عرفياتهم لا يميز هذا من هذا بل ينبغي له أن يكون فقيها في معرفة مكر الناس و خداعهم و إحتيالهم و عوائدهم و عرفياتهم، فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان و المكان و العوائد و الأحوال و ذلك كله من دين الله، و بالله التوفيق.
 
۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق :

- و إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم و أحكامهم و فتاويهم، و ولاياتهم لعطلت الأحكام، و فسد نظام الخلق و بطلت أكثر الحقوق و مع هذا فالواجب إعتبار الأصلح فالأصلح، و هذا عند القدرة و الإختيار، و أما عند الضرورة و الغلبة بالباطل فليس إلا الإصطبار بأضعف مراتب الإنكار.
 
۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه :

- هناك من يسأل عمن رفع يديه عند الركوع و الرفع منه : هل صلاته مكروهة أو هي ناقصة؟ فيقول : نعم تكره صلاته، أو هي ناقصة، و ربما غلا فقال : باطلة، و قد روي بضعة و عشرون نفسا عن النبي (ص) أنه << كان يرفع يديه عند الإفتتاح و عند الركوع و عند الرفع منه >>.بأسانيد صحيحة لا مطعن فيها.

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)

الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)
 
الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)
 
 
۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص) :


- قال الشافعي رضي الله عنه : و العلم طبقات :
+ الأولى : الكتاب و السنة.
+ و الثانية : الإجماع فيما ليس كتاب و لا سنة.
+ الثالثة : أن يقول صحابي فلا يعلم له مخالف من الصحابة.
+ الرابعة : إختلاف الصحابة.
+ الخامسة القياس.
 
- ثنا إبن المبارك قال : سمعت أبا حنيفة يقول : إذا عن النبي (ص) فعلى الرأس و العين، و إذا جاء عن الصحابة نختار من قولهم، و إذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

- قال (ص) : << و ما يدريك أن الله إطلع على أهل بذر فقال : إعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم>>. بخاري-مسلم.

- و قوله تعلى : << وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا >>. و وجه الإستدلال بالآية : أنه سبحانه أنه أخبر أنه جعلهم أمة وسطا أي : خيارا عدولا، هذا حقيقة الوسط فهم خير الأمم و أعدلها في أقوالهم و أعمالهم و إراداتهم و نياتهم.

- و قال (ص) << خير القرون قرني الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلوهم، ثم الذين يلوهم>>.

- ما رواه إبن عيينة، عن عبد الله بن أبي يزيد قال : كان إبن عباس إذا سئل عن شيء، و كان في القرآن أو السنة قال به و إلا قال بما قال به أبو بكر و عمر فإن لم يكن قال برأيه.

- أن الصحابي إذا قال قولا أو حكم بحكم أو أفتى بفتيا فله مذارك ينفرد بها عنا، و مذارك نشاركه فيها، فأما ما يختص به فيجوز أن يكون سمعه من النبي (ص) شفاها أو من صحابي آخر عن رسول الله (ص) . فإن ما إنفردوا به من العلم عنا أكثر من أن يحاط به، فلم يرو كل منهم كل ما سمع، و أين ما سمعه الصديق رضي الله عنه و الفاروق و غيرهما من كبار الصحابة رضي الله عنهم إلى ما رووه؟ فلم يرو عنه صديق الأمة مئة حديث و هو لم يغب عن النبي (ص) في شيء من مشاهده، بل صحبه من حيث بعث بل قبل البعث إلى أن توفي، و كان أعلم الأمة به (ص) بقوله وفعله و هديه و سيرته، و كذلك أجلة الصحابة رواياتهم قليلة جدا بالنسبة إلى ما سمعوه من نبيهم (ص) عنهم، و شاهدوه و لو رووا كل ما سمعوه و شاهدوه لزاد على رواية أبي هريرة رضي الله عنه أضعافا مضاعفة، فإنه إنما صحبه أربع سنين، و قد روى عنه الكثير، فقول القائل : << لو كان عند الصحابي في هذه الواقعة شيء عن النبي (ص) لذكره >>. قول من لم يعرف سير القوم و أحوالهم، فإنهم كانوا يهابون الرواية عن رسول الله (ص) و يعظمونها و يقللونها خوف الزيادة و النقص، و يحدثون بالشيء الذي سمعوه من النبي (ص) مرارا، و لا يصرحون بالسماع، و لا يقول قال رسول الله (ص) فتلك الفتوى التي يفتى بها أحدهم لا تخرج عن ستة وجوه :

+ أحدها : أن يكون سمعها من النبي (ص).
+ الثاني : أن يكون سمعها ممن سمعها منه.
+ أن يكون فهمها من آية من كتاب الله فهما خفي علينا.
+ الرابع : أن يكون قد إتفق عليها ملؤهم، و لم ينقل إلينا إلا قول المفتي بها وحده.
+ الخامس : أن يكون لكمال علمه باللغة و دلالة اللفظ على اللفظ الذي إنفرد به عنا، أو لقرائن حالية إقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي (ص) و مشاهدة أفعاله و أحواله و سيرته، و سماع كلامه و العلم بمقاصده و شهود تنزيل الوحي و مشاهدة تأويله بالفعل، فيكون فهم ما لم نفهمه نحن، و على هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة يجب إتباعها.
+ السادس : أن يكون فهم ما لم يرده الرسول (ص) و أخطأ في فهمه، و المراد غير ما فهمه، و على هذا التقدير لا يكون قوله حجة، و معلوم قطعا أن و قوع إحتمال من خمسة أغلب على الضن من وقوع إحتمال واحد معين، و هذا ما لا يشك فيه عاقل من بعده، يفيد ضنا غالبا قويا على الصواب في قوله دون ما خالفه من أقوال من بعده، و ليس المطلوب إلا الضن الغالب، و العمل به متعين، و يكفي العارف هذا الوجه.

- هذا فيما إنفردوا به عنا، أما المدارك التي شاركناهم فيها من دلالات الألفاظ و الأقيسة فلا ريب أنهم كانوا أبر قلوبا، و أعمق علما و أقل تكلفا و أقرب إلى أن يوفقوا فيما لم نوفق له نحن، لما خصهم الله به من توقد الأدهان، و فصاحة اللسان، و سعة العلم، و سهولة الأخد، و حسن الإدراك و سرعته، و قلة المعارض أو عدمه، و حسن القصد، و تقوى الرب تعالى، فالعربية طبيعتهم و سليقتهم، و المعاني الصحيحة مركوزة في فطرتهم و عقولهم، و لا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد و أحوال الرواة و علل الحديث و الجرح و التعديل، و لا إلى النظر في قواعد الأصول و أوضاع الأصوليين، بل غنوا عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران :

+ أحدهما : قال الله تعالى كذا، و قال رسوله كذا.
+ و الثاني : معناه كذا و كذا.، و هم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، و أحظى الأمة بهما فقواهم متوفرة مجتمعة عليها، و أما المتأخرون فقواهم متفرقة و هممهم متشعبة، فالعربية و توابعها قد أخدت منها شعبة، و علم الإسناد و أحوال الرواة قد أخد منها شعبة، و فكرهم كلام مصنفيهم و شيوخهم على إختلافهم و ما أرادوا به قد أخد منها شعبة، إلى غير ذلك من الأمور، فإذا و صلوا إلى النصوص النبوية إن كان لهم همم تسافر إليها و صلوا إليها بقلوب و أذهان قد كلت من السير في سواها، فأدركوا من النصوص و معانيها بحسب تلك الفتوى، و هذا أمر يحسن به الناظر في مسألة إذا إستعمل قوى دهنية في غيرها، ثم صار إليها وافاها بذهن كال و قوة ضعيفة.

- و هذا شأن من إستعمل قواه في الأعمال غير المشروعة تضعف قوته عند العمل المشروع، كمن إستفرغ قوته في السماع الشيطاني فإذا جاء بقيام الليل قام إلى ورده بقوة كالة، و عزيمة باردة، و كذلك من صرف حبه و إرادته إلى الصور أو المال أو الجاه، فإذا طالب قلبه بمحبة الله فإن إنجدبت معه إنجدبت بقوة ضعيفة قد إستفرغها في محبة غيره، فمن إستفرغ قوى فكره في كلام الناس، فإذا جاء إلى كلام الله و كلام رسول الله جاء بفكرة كالة فأعطي بحسب ذلك.

- و المقصود أن الصحابة أغناهم الله تعالى عن ذلك كله، فاجتمعت قواهم على تينك المقدمتين فقط، هذا إلى ما خصوا به من قوى الأدهان و صفائها، و صحتها و سرعة إدراكها، و كماله و كثرة المعاون، و قلة المعاوق، و قرب العهد بنور النبوة و التلقي من تلك المشكاة النبوية، فإذا كان هذا حالنا و حالهم فيما تميزوا به علينا و ما شاركناهم فيه فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو من قلدناه أسعد بالصواب منهم في مسألة من المسائل؟ و من حدث نفسه بهذا فليعرها من الدين و العلم. و الله المستعان.

- قال عمر بن عبد العزيز : << قف حيث وقف القوم، و قل كما قالوا، و أسكت عما سكتوا، فإنهم على علم وقفوا، و ببصرنا قد كفوا، و هم على كشفها كانوا أقوى، و بالفضل لو كان فيها أحرى، أي فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فلقد سبقتموهم إليه، ولأن قلتم : حدث بعدهم إلا من سلك غير سبيلهم و رغب بنفسه عنهم، و إنهم هم السابقون، و لقد تكلموا منه بما يكفي، و وصفوا منه ما يشفي، فمادونهم مقصر، و لا فوقهم محسر، و لقد قصر عنهم قوم فجفوا، و طمح عنهم آخرون فغلوا، و إنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم>>.

- قال الشعبي : << ما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص) فخده، و ما حدثوك به عن رأيهم فانبده في الحش >>.

- و قد كان السلف الطيب إذا سئل أحدهم عن مسألة يقول للسائل : هل كانت أو وقعت فإن قال : لا لم يجبه، و قال دعنا في عافية، و هذا لأن الفتوى بالرأي لا تجوز إلا عند الضرورة، فالضرورة تبيحه، كما تبيح الميتة عند الإضطرار، و هذا إنما هو في مسألة لا نص فيها و لا إجماع، فإن كان فيها نص أو إجماع فعليه تبليغه بحسب الإمكان، ف : << من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار >>. الترمدي، و هذا إذا أمن المفتي غائلة الفتوى، فإن لم يأمن غائلتها، و خاف من ترتب شر أكبر من الإمساك عنها، أمسك عنها ترجيحا لدفع أعلى المفسدتين بإحتمال أدناها، و قد أمسك النبي (ص) عن نقض الكعبة و إعادتها على قواعد إبراهيم عليه السلام، لأجل حدثان عهد قريش بالإسلام، و إن ذلك ربما نفرهم عنه بعد الدخول فيه- البخاري-مسلم، و كذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عما سأل عنه و خاف المسؤول أن يكون فتنة له أمسك عن جوابه، قال إبن عباس رضي الله عنهما لرجل سأله عن تفسير آية : و ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت به؟ أي جحدته و أنكرته و كفرت به، و لم يرد أنك تكفر بالله و رسوله.