Mont thor

Mont thor

Montagne de lumière

Montagne de lumière

Sun Montain

Sun Montain

Gin Montain

Gin Montain

Montagne Moise

Montagne Moise

السبت، 27 أكتوبر 2018

الصفحة (41) : ۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم ۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال ۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين ۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله ۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين ۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرلآن ۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها

الصفحة (41) : ۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم ۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال  ۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين  ۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله  ۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين  ۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرلآن  ۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها
 
الصفحة (41) : ۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم ۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال  ۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين  ۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله  ۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين  ۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرلآن  ۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها
 

۩ الإستعادة و العياذة و اللياذ و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم :

- و الإستعادة هي الإلتجاء إلى الله تعالى و الإلتصاق بجانبه من شر كل ذي شر و العياذة تكون لدفع الشر و اللياذ يكون لطلب جلب الخير كما قال المتنبي :

 يامن ألوذ به فيما أؤمله                 *     و من أعوذ به ممن أحاذره
 لا يجبر الناس عظما أنت كاسره     *     و لا يهيضون عظما أنت جابره

- و معنى أعود بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجانب الله من الشيطان الرجيم أن يضربني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله و لهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس و مداراته بإسداد الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى و أمر بالإستعادة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة و لا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع و لا يكفه عنك إلا الذي خلقك. قوله تعالى : <<خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)>>. فهذا فيما يتعلق بمعاملة الأعداء من البشر ثم قال : << وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)>>. و قال تعالى : << إذفع بالتي هي أحسن نحن أعلم بما يصفون و قل ربي أعود بك من همزات الشياطين و أعود بك ربي أن يحضرون >>. و قال تعالى : << وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) >>.
 
۩ عبادة الله تعالى تكون لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال :

- بل العالي أن يعبد الله لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال، قالوا و لهذا يقول المصلي : أصلي لله، و لو كان لتحصيل الثواب و درء العقاب لبطلت الصلاة، و قد رد ذلك عليهم آخرون و قالوا : كون العبادة لله عز و جل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا و لا أن يدفع عذابا كما قال ذلك الأعرابي : أما أني لا أحسن دندنتك و لا دندنة معاذ إنما أسأل الله الجنة و أعوذ به من النار فقال (ص) : << حولها نذنذن >>.
 
۩ صراط المغضوب عليهم و صراط الضالين :

- إمتثال أوامره و نواهيه و زواجره غير سراط المغضوب عليهم و هم الذين فسذت إرادتهم فعلموا الحق و عدلوا عنه و لا صراط الضالين و هم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة و لا يهتدون إلى الحق.

- فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق و العمل به و اليهود فقدوا العمل و لهذا كان الغضب لليهود و الضلال للنصارى، لأن من علم و ترك إستحق الغضب خلاف من لم يعلم، و النصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقة لأنه لم يأتوا الأمر من بابه، و إتباع الحق، ضلوا، و كل من اليهود و النصارى ضال مغضوب عليه، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى : << مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ>>. و أخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم : << قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) >>.
 
۩ من أمن على دعاء فكأنما قاله :

- قوله تعالى : << وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)>>. فذكر الدعاء عن موسى و حده و من سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمّنّ فنزل منزلة من دعا لقوله تعالى : << قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا >>. فذل ذلك على أن من أمنّ على دعاء فكأنما قد قاله، فلهذا قال من قال : إن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها، و لهذا جاء في الحديث : << من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة >>. رواه أحمد في مسنده.
 
۩ من يقول آمين في الصلاة و مثل من لا يقول آمين :

- عن أبي هريرو (ض) قال : قال رسول الله (ص) : << إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم و لا الضالين، فقال آمين، فوافق آمين أهل الأرض آمين أهل السماء غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه و مثل من لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرجت سهامهم و لم يخرج سهمه فقال لم لم يخرج سهمي؟ فقيل إنك لم تقل آمين >>.
 
۩ مثل من تعلم القرآن فيرقد و هو في جوفه و فضل قراءة القرآن :

- قال رسول الله (ص) تعلموا القرآن و اقرؤوه فإن مثل القرآن لم تعلمه فقرأ و قام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان و مثل من تعلمه فيرقد و هو في جوفه كمثل جراب أوكى على مسك >>.

- عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله (ص) يقول : << إقرؤا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة أقرؤا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من طير طواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ثم قال إقرؤا البقرة فإن أخدها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة >>. رواه مسلم.

- عن أبي عمران أنه سمع أم الدرداء تقول : أن رجلا مما قرأ القرآن أغار على جار له فقتله و إنه أقيد به فقتل فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة و آل عمران جمعة ثم إن آل عمران إنسلت منه و أقامت البقرة جمعة فقيل لها : <<مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) >>. قال فخرجت كأنها السحابة العظيمة، قال أبو عبيد أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره يدفعان عنه و يؤنسانه فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن.
 
۩ الحروف المذكورة في أوائل السورة و رأي العلماء فيها :

- لخص بعضهم في هذا المقام فقال : لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه و تعالى عبثا و لا سدى، و من قال من الجهلة إن في القرآن تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ كبيرا، فتعين أن لها معنى في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم (الرسول) شيء قلنا به و إلا و قفنا حيث و قفنا و قلنا : << آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ>>. و لم يجمع العلماء فيها على شيء معين و إنما إختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه إتباعه و إلا فالوقف حتى يتبين هذا المقام.

الخميس، 25 أكتوبر 2018

الصفحة (40) : ۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة ۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه

الصفحة (40) : ۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة  ۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه
 
الصفحة (40) : ۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة  ۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه
 

۩ مدارس التفسير في عهد الصحابة :

- فتح الله على المسلمين كثيرا من بلاد العالم، و توزع الصحابة في البلاد المفتوحة، و حملوا معهم علومهم و جلس إليهم كثير من التابعين يتتلمدون عليهم، فقامت في هذه البلاد مدارس علمية أساتذتها الصحابة، و تلاميدها التابعون، و أشتهرت من بين هذه المدارس ثلاث هي :

+ مدرسة مكة المكرمة : أستاذها الصحابي الجليل إبن عباس، و تلاميدها : سعيد بن جبير، و مجاهد، و عكرمة، و طاوس، و عطاء...
+ مدرسة المدينة المنورة : أستادها الصحابي أبي بن كعب، و تلاميذها : زيد بن مسلم، و أبو العالية، و محمد بن كعب القرطي...
+ مدرسة العراق : أستادها الصحابي عبد الله بن مسعود، و تلاميدها : علقمة، و مسروق، و الأسود، و مرة، و عامر، و الحسن، و قتادة...
 
۩ التفسير و الإسرائيليات و حفظ الله لدينه :

- و قد أضيف للتفسير في هذا العهد أقوال التابعين، و بدأ الخلاف يظهر فيه، كما بدأ يتسرب إليه الروايات الإسرائيلية بسبب رجوع بعض المفسرين لأهل الكتابين من اليهود و النصارى.

- و أما الإسرائيليات فيمكن تعريفها بأنها الروايات المأخودة عن اليهود و النصارى في أخبار أممهم السابقة و قصص أنبيائهم، و إن كان الجانب اليهودي هو الذي إشتهر أمره، و غلب على الجانب النصراني بسبب أغلبية اليهود في ذلك الوقت و إختلاطهم مع المسلمين في بلادهم، و لقد نزل القرآن بموضوعات و ردت في التورات و الإنجيل، كقصة آدم عليه السلام و نزوله إلى الأرض، و قصة موسى مع قومه اليهود، و قصة عيسى عليه السلام و أمه مريم، كل ذلك ورد في القرآن الكريم موجز يقتصر على ذكر العضة و العبرة من قصصهم دون التعرض لتفاصيل قصصهم، و قد و جد المسلمون تفصيل هذا الإيجاز عند أهل الديانات السابقة بما لا يتعارض مع شريعتهم، فلجؤا إليه و أقتبسوا منهم، دون تحلر منهم لصحة هذه الأخبار.

- أما الوضع فقد كان مصدره أهل البدع و الأهواء و الفرق و الأقوام الذين دخلوا في الإسلام ظاهرا و هم يبطنون الكفر بقصد الكيد له و تظليل أهله، فوضعوا الروايات الباطلة في تفسير القرآن ليصلوا إلى أغراضهم، فكثرت الروايات، و ضمن مؤلفوا التفاسير هذه الروايات في كتبهم دون تحر منهم لصحة أسانيدها، لأن منهجهم في التأليف كان إيراد كل ما ورد من الروايات في الآية الواحدة تاركين أمر تمحيصها لثقافة القارىء. و لقد بذل المحدثون في هذه الفترة جهودا جبارة في مقاومة الوضع و تمييز الصحيح من الروايات عن غيره، و وضعوا في ذلك التصانيف، و أنشؤا علم مصطلح الحديث، و وضعوا قواعد دقيقة جدا لمعرفة الصحيح من غيره، حتى ميزوا الصحيح من الموضوع فحفظ الله به دينه <<وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) >>.

- فإن قال قائل : فما أحسن طرق التفسير؟ (فالجواب) إن أصح الطريق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن و موضحة له، بل قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى : << كل ما حكم به رسول الله (ص) فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى : << إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) >> و قال تعالى : << وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) >>. و قال تعالى : <<  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) >>. و لهذا قال رسول الله (ص) : << ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه >>. يعني السنة، و السنة أيضا تنزل عليهم بالوحي كما ينزل القرآن إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.

- و الغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه فإن لم تجده فمن السنة، كما قال رسول الله (ص) لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن فبم تحكم؟ قال : بكتاب الله. قال : فإن لم تجد؟ قال بسنة رسول الله، قال : فإن لم تجد؟ قال : أجتهد رأييي فضرب رسول الله (ص) في صدره و قال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله. و حينئد إذا لم نجد التفسير في القرآن و لا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن و الأحوال التي إختصوا بها، و لما لهم من الفهم التام و العلم الصحيح و العمل الصالح و لا سيما علماؤهم و كبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، و الأئمة المهتدين المهديين، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

- و لهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمان السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين، إبن مسعود و إبن عباس، و لكن في بعض الأحيان ينقل عنه ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله (ص) حيث قال : << بلغوا عني و لو آية و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و من كذب علي متعمدا فليتبؤأ مقعده من النار >>. رواه البخاري عن عبد الله بن عمر، و لهذا كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منها بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.

- و لكن هذه الأحاذيث الإسرائيلية تذكر للإستشهاد لا للإعتضاد فإنها ثلاثة أقسام.

+ أحدهما : ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
+ و الثاني : ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
+ و الثالث : ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل و لا من هذا القبيل فلا نؤمن به و لا نكذبه و يجوز حكايته.

- و غالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني و لهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرا، و يأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، و لون كلبهم، و عددهم، و عصا موسى من أي الشجر كانت، و أسماء الطيور التي أحياها الله إلى إبراهيم و تعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، و نوع الشجرة التي كلم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دينهم و لا في دنياهم.

- قال رسول الله (ص) : << من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ >>. و قد روى هذا الحديث أبو داود و الترمذي و قال الترمذي : غريب.

- فهذه الآثار الصحيحة و ما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه. فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة و شرعا فلا حرج عليه، و لهذا روي عن هؤلاء و غيرهم أقوال في التفسير و لا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه و سكتوا عما جهلوه، و هذا هو الواجب على كل واحد، فإنه كما يجب السكوت عما لا علم به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى : <<  لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ >>. و لما جاء في الحديث الذي روي من طرف من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

الصفحة (39) ۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه" ۩ مبايعة الصحابة لرسول الله ۩ الحياء مركب من جبن و عفة ۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر ۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة ۩ المنافق و أنواع النفاق ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة

الصفحة (39)  ۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه"  ۩ مبايعة الصحابة لرسول الله  ۩ الحياء مركب من جبن و عفة  ۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر  ۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل  ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة ۩ المنافق و أنواع النفاق ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة
 
الصفحة (39)  ۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه"  ۩ مبايعة الصحابة لرسول الله  ۩ الحياء مركب من جبن و عفة  ۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر  ۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل  ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة ۩ المنافق و أنواع النفاق ۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة
 
 
۩ معنى قوله (ص) "أحب إليه" :

- قوله "أحب إليه "، قال البيضاوي : المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه و إن كان على خلاف هوى النفس، كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر منه، و يميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله، فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر و لا ينهى إلا بما فيه صلاح عاجل أو خلاص آجل، و العقل يقتضي رجحان جانب ذلك، تمرن على الإئتمار بأمره بحيث يصير هواه تبعا له، و يلتذ بذلك إلتذاذا عقليا، إذ الإلتذاذ العقلي إذراك ما هو كمال و خير من حيث هو كذلك؟
 
۩ مبايعة الصحابة لرسول الله :

- أن رسول الله قال و حوله عصابة من أصحابه : << بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، و لا تسرفوا، و لا تزنوا، و لا تقتلوا أولادكم، و لا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم و أرجلكم، و لا تعصوا في معروف. فمن و فى منكم فأجره على الله، و من أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، و من أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، و إن شاء عاقبه >>. فبايعناه على ذلك>>. صحيح البخاري.
- و من حديث عبادة أيضا قال : بايعنا رسول الله (ص) على السمع و الطاعة في العسر و اليسر و المنشط و المكره... الحديث.
 
۩ الحياء مركب من جبن و عفة :

- قال الراغب : الحياء إنقباض النفس عن القبيح، و هو من خصائص الإنسان ليرتدع عن إرتكاب كل ما يشتهي فلا يكون كالبهيمة. و هو مركب من جبن وعفة فلذلك لا يكون المستحي فاسقا، و قلما يكون الشجاع مستحيا، و قد يكون لمطلق الإنقباض كما في بعض الصبيان.
- و حكي عن بعض السلف : رأيت المعاصي مذلة، فتركتها مروءة، فصارت ديانة.
- و قد يتولد الحياء من الله تعالى من التقلب في نعمه فيستحي العاقل أن يستعين بها على معصيته.
- و قد قال بعض السلف : خف الله على قدر قدرته عليك، و أستحي منه على قدر قربه منك. و الله أعلم.
 
۩ السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة :

- يمكن للسنة أن تخفى على بعض أكابر الصحابة و يطلع عليها آحادهم، و لهذا لا يلتفت إلى الآراء و لو قويت مع وجود سنة تخالفها، و لا يقال كيف خفي ذا على فلان؟ و الله الموفق.
 
۩ الإسلام معلوم بحكم الظاهر :

- رواية إن الأعرابي في معجمه فقال : << لا تقل مؤمن بل مسلم >>. و ليس معناه الإنكار بل المعنى أن إطلاق المسلم على من لا يختبر حالة الخبرة الباطنة أولى من إطلاق المؤمن، لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر، قاله الشيخ محي الدين ملخصا.

- و محصل القصة أن النبي (ص) كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفا، فلما أعطى الرهط و هم من المؤلفة و ترك جعيلا و هو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه خاطبه سعد في أمره لأنه كان يرى جعيلا أحق منهم لما إختبره منه دونهم، و لهذا راجع فيه أكثر من مرة، فأرشده النبي (ص) إلى أمرين : أحدهما إعلامه بالحكمة في إعطاء اولئك و حرمان جعيل مع كونه أحب إليه مما أعطى، لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن إرتداده فيكون من أهل النار، ثانيها إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر.
 
۩ المسلم و المؤمن و الإسلام الشرعي الكامل :

- يمكن أن يكون مراد الزهري أن المرأ يحكم بإسلامه و يسمى مسلما إذا تلفظ بالكلمة-أي كلمة الشهادة، و أنه لا يسمى مؤمنا إلا بالعمل، و العمل يشمل عمل القلب و الجوارح، و عمل الجوارح يدل على صدقه. و أما الإسلام المذكور في حديث جبريل فهو الشرعي الكامل المراد بقوله : <<وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ  >>.
 
۩ المنافق و أنواع النفاق :

- باب علامة النفاق : و قال الكراماني : مناسبة هذا الباب لكتاب الإيمان أن النفاق علامة عدم الإيمان، أو ليعلم منه بعض النفاق كفر دون بعض، و النفاق لغة مخالفة الباطن للظاهر، فإن كان في إعتقاد الإيمان فهو نفاق كفر، و إلا فهو نفاق العمل، و يدخل فيه الفعل و الترك و تتفاوت مراتبه.
 
۩ الإسلام دين يسر و الحنيفية السمحة :

- قوله : << باب الدين يسر >>. أي دين الإسلام ذو يسر، أو سمي الدين يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله، لأن الله رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم. و من أوضح الأمثلة له توبتهم كانت بقتل أنفسهم، و توبة هذه الأمة كانت بلإقلاع و العزم و النذم.

- قوله : << أحب الدين >>. أي خصال الدين، لأن خصال الدين كلها محبوبة، لكن ما كان منها سمحا أي سهلا. فهو أحب. و يدل عليه ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنه سمع رسول الله (ص) يقول : << خير دينكم أيسره >>. أي أحب الأديان إلى الله الحنيفية. و المراد بالأديان الشرائع الماضية قبل أن تبدل و تنسخ.
- و الحنيفية ملة إبراهيم، و الحنيف في اللغة من كان على ملة إبراهيم، و سمي إبراهيم حنيفا لميله عن الباطل إلى الحق لأن أصل الحنف الميل، و السمحة السهلة، أي أنها مبنية على السهولة، لقوله تعالى : << وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ >>.

- لفظ حديث بريدة عن أحمد : << إنه من شاد هذا الدين يغلبه >>. و المشادة بالتشديد المغالبة، يقال شاده يشاده مشادة إذا قاواه، و المعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية و يترك الرفق إلا عجز و إنقطع فيغلب. قال إبن المنير : في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فلقد رأينا و رأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع، و ليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراد المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله و يغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقت المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج و قت الفريضة، و في حديث محجن بن الأدرع عن أحمد : << إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمبالغة، و خير دينكم اليسر>>. و قد يستفاد من هذا بالأخد بالرخصة الشرعية، فإن الأخد بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع، كمن يترك التيمم عند العجز عن إستعمال الماء فيفضي به إستعماله إلى حصول الضرر.

- قال (ص) : << إن الدين يسر، و لن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، و قاربوا، و أبشروا، و أستعينوا بالغدوة و الروحة و شيء من الدلجة >>.

+ قوله : << فسددوا >> : أي إلزموا السداد و هو الصواب غير إفراد و لا تفريط، عن أهل اللغة : السداد التوسط في العمل.
+ قوله : << و قاربوا >> : أي إن لم تستطيعوا الأخد بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه.
+ قوله : << و أبشروا >> : أي بالثواب على العمل الدائم و إن قل، و أبهم المبشر به تعظيما له و تفخيما.
+ و قوله : << و أستعينوا بالغدوة >>: أي إستعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات النشطة، و الغدوة بالفتح سير أول النهار، و الروحة بالفتح السير بعد الزوال، و شيء من الدلجة السير آخر الليل و قيل الليل كله لأن عمل الليل أشق من عمل النهار.

الجمعة، 19 أكتوبر 2018

الصفحة (38) : ۩ و لا يظلم ربك أحدا ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا ۩ أيعني الدواء شيئا؟ ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه ۩ حكم أكل الذئب و الضبع ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا ۩ النسك على الغلام و الجارية ۩ قال أحدهم ۩ الإيمان قول و عمل ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة

الصفحة (38) :   ۩ و لا يظلم ربك أحدا  ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق  ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا  ۩ أيعني الدواء شيئا؟  ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه  ۩ حكم أكل الذئب و الضبع  ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا  ۩ النسك على الغلام و الجارية  ۩ قال أحدهم  ۩ الإيمان قول و عمل  ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة
 
الصفحة (38) :   ۩ و لا يظلم ربك أحدا  ۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق  ۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا  ۩ أيعني الدواء شيئا؟  ۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه  ۩ حكم أكل الذئب و الضبع  ۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا  ۩ النسك على الغلام و الجارية  ۩ قال أحدهم  ۩ الإيمان قول و عمل  ۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة
 

۩ و لا يظلم ربك أحدا :

- فإن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه.
 
۩ خير البقاع المساجد و شرها الأسواق :

- سئل (ص) أي البقاع شر؟ فقال : << لا أدري حتى أسأل جبريل>>. فسأل جبريل فقال : لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاء فقال : خير البقاع المساجد و شرها الأسواق.
 
۩ هل الرقى و الأدوية ترد من قدر الله شيئا :

- سئل (ص) عن الرقى و الأدوية هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال : << هي من قدر الله >>.
 
۩ أيعني الدواء شيئا؟ :

- سئل (ص) أيعني الدواء شيئا؟ فقال : << سبحان الله! و هل أنزل الله تبارك و تعالى من داء في الأرض إلا جعل له الشفاء.
 
۩ الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه :

- سئل (ص) عن الجبن و السمن و الفرا؟ فقال : << الحلال ما أحله الله في كتابه و الحرام ما حرمه الله في كتابه، و ما سكت عنه فهو مما عفا عنه >>. إبن ماجة.
 
۩ حكم أكل الذئب و الضبع :

- و سئل (ص) عن الذئب؟ فقال : << أو يأكل الذئب أحد فيه خير؟! >> الترمدي و إبن ماجة.
- و سئل عن الضبع، فقال << أو يأكل الضبع أحد؟! >> الترمدي و إبن ماجة.
 
۩ إذا شك المرأ في اللحم أذكر إسم الله عليه أم لا :

- سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله (ص) فقالت : إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر إسم الله عليه أم لا ؟ فقال : << سموا أنتم و كلوا>>. البخاري.
 
۩ النسك على الغلام و الجارية :

- قال(ص) : << من يولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتين متكافئتين و عن الجارية شاة >>. أبو داود.
 
۩ قال أحدهم :

- فال أحدهم : << لم نخطط بأن نكون أبطالا، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن >>. نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا.
 
۩ الإيمان قول و عمل :

- و هو قول و فعل، يزيد وينقص، قوله تعالى : << لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ  >>.
- كان معاد بن جبل يقول للرجل من إخوانه : إجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان فيذكران الله تعالى و يحمدانه.
- قال الكرماني : و من الإيمان أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، و لم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه إكتفاء و الله أعلم.
 
۩ الحسد و الغل و الحقد و الغش كلها خصال مذمومة :

- قال تعالى : <<تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا  >>. و لا يتم ذلك إلا بترك الحسد و الغل و الحقد و الغش، و كلها خصال مذمومة.
 

السبت، 13 أكتوبر 2018

الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله ۩ شأن بعض المفتين ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه

الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله  ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات  ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله  ۩ شأن بعض المفتين  ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي  ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق  ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه 
 
الصفحة (37) : ۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله  ۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات  ۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله  ۩ شأن بعض المفتين  ۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي  ۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق  ۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه
 
 
۩ من قال أن القرآن كلام الله و لكن لفظي هذا به مخلوق فقد جاء بلأمر كله :

- قال أبو طالب : قلت لأحمد : رجل قال : القرآن كلام الله، و ليس بمخلوق، و لكن لفظي هذا به مخلوق، قال : من قال هذا، فقد جاء بالأمر كله، إنما هو كلام الله على كل حال، و الحجة في أبي بكر رضي الله عنه <<الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)>>. فقيل له : هذا مما جاء به صاحبك؟ فقال : لا و الله و لكنه كلام الله، هذا وغيره، كلام الله. قلت : بسم الله الرحمان الرحيم : << الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)>>. هذا الذي قرأت الساعة كلام الله؟ قال أي و الله كلام الله، و من قال : << لفظي بالقرآن مخلوق فقد جاء بلأمر كله.
 
۩ القول على الله بغير علم من أعظم المحرمات :

- قال تعالى : <<  قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ >>. فجعل القول عليه بلا علم من أعظم المحرمات الأربع التي لا تباح.
-  قال تعالى : << و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله و جوههم مسودة >>. و لا أظلم ممن كذب على الله و على دينه، و إن أخبروا بما لم يعلموا، فقد كذبوا على الله جهلا، و إن أصابوا في الباطن و أخبروا بما لم يأذن الله لهم في الإخبار به، و هم أسوأ حالا من القادف إذ رأى الفاحشة و حده فأخبر بها، فإنه كاذب عند الله، و إن أخبر بالواقع، فإن الله لم يأذن له في الإخبار به فكيف بمن أخبر عن حكمه بما لم يعلم أن الله حكم به، و لم يأذن له في الإخبار به؟
 
۩ لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرم كذا إلا بنص من الله و رسوله و الإحتكام بحكم الله :

- لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله و رسوله بأنه أحل كذا أو حرمه أو أوجبه أو أحبه أو كرهه إلا لما يعلم أن الأمر فيه كذلك مما نص الله و رسوله على إباحته أو تحريمه أو إيجابه أو كراهته، و أما ما وجده في كتابه الذي تلقاه عمن قلده دينه فليس له أن يشهد على الله و رسوله به، و يغر الناس بذلك، و لا علم له بعلم الله و رسوله.
- قال غير واحد من السلف : ليحذر أحدكم أن يقول : أحل الله كذا، أو حرم كذا، فيقول الله له كذبت لم أحل كذا، و لم أحرمه.
- و سمعت شيخ الإسلام يقول : حضرت مجلسا فيه القضاة و غيرهم، فجرت حكومة حكم فيها أحدهم بقول زفر، فقلت له : ما هذه الحكومة؟ فقال هذا حكم الله، فقلت له : صار قول زفر هو حكم الله الذي حكم به و ألزم به الأمة؟! قل هذا حكم زفر، و لا تقل هذا حكم الله أو نحو هذا الكلام.
- إذا إختلف علي و ابن مسعود و ابن عمر و ابن عباس و زيد و أبي وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم و لم يتبين للمفتي القول الراجح من أقوالهم فقال : هذه مسألة أختلف فيها فلان و فلان من الصحابة، فلقد إنتهى إلى ما يقدر عليه من العلم. قال أبو إسحاق الشيرازي : سمعت شيخنا أبو الطيب الطبري يقول : سمعت أبا العباس الخضري يقول : كنت جالسا عند أبي بكر بن داود الظاهري فجاءته إمرأة فقالت : ما تقول في رجل له زوجة لا هو ممسكها و لا هو مطلقها؟ فقال لها : إختلف في ذلك أهل العلم، فقال قائلون : تؤمر بالصبر و الإحتساب و يبعث على التطلب و الإكتساب، و قال قائلون : يؤمر بالإنفاق : و لا يحمل على الطلاق، فلم تفهم المرأة قوله فأعادت المسألة فقال : يا هذه؟ قد أجبتك عن مسألتك، و أرشدتك إلى طلبك، و لست بسلطان فأمضي، و لا قاض فأقضي، و لا زوج فأرضي، إنصرفي.
 
۩ شأن بعض المفتين :

- فغلط طبع هذا المفتي و كثف فهمه و غلظ حجابه عن ذلك و لم يميز.
 
۩ الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي :

+ معرفة الناس : و أما قوله : << الخامسة معرفة الناس >>. فهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي و الحاكم، فإن لم يكن فقيها في الأمر و النهي، ثم يطبق أحدهما على الآخر و إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح، فإنه إذا لم يكن فقيها في الأمر له معرفة بالناس تصور له الظالم بصورة المظلوم و عكسه و المحقبصولاة المبطل و عكسه، و راج عليه المكر و الإحتيال و تصور له الزنديق في صورة الصديق و الكاذب في صورة الصادق و لبس كل مبطل ثوب زور تحتها الإثم و الكذب و الفجور و هو لجهله بالناس و أحوالهم و عوائدهم و عرفياتهم لا يميز هذا من هذا بل ينبغي له أن يكون فقيها في معرفة مكر الناس و خداعهم و إحتيالهم و عوائدهم و عرفياتهم، فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان و المكان و العوائد و الأحوال و ذلك كله من دين الله، و بالله التوفيق.
 
۩ إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم لفسد نظام الخلق :

- و إذا عم الفسوق و غلب على أهل الأرض و إمتنعت إمامة الفساق و شهاداتهم و أحكامهم و فتاويهم، و ولاياتهم لعطلت الأحكام، و فسد نظام الخلق و بطلت أكثر الحقوق و مع هذا فالواجب إعتبار الأصلح فالأصلح، و هذا عند القدرة و الإختيار، و أما عند الضرورة و الغلبة بالباطل فليس إلا الإصطبار بأضعف مراتب الإنكار.
 
۩ مسألة رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه :

- هناك من يسأل عمن رفع يديه عند الركوع و الرفع منه : هل صلاته مكروهة أو هي ناقصة؟ فيقول : نعم تكره صلاته، أو هي ناقصة، و ربما غلا فقال : باطلة، و قد روي بضعة و عشرون نفسا عن النبي (ص) أنه << كان يرفع يديه عند الإفتتاح و عند الركوع و عند الرفع منه >>.بأسانيد صحيحة لا مطعن فيها.

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)

الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)
 
الصفحة (36) : ۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص)
 
 
۩ طبقات العلم. و الحث على الأخد بما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص) :


- قال الشافعي رضي الله عنه : و العلم طبقات :
+ الأولى : الكتاب و السنة.
+ و الثانية : الإجماع فيما ليس كتاب و لا سنة.
+ الثالثة : أن يقول صحابي فلا يعلم له مخالف من الصحابة.
+ الرابعة : إختلاف الصحابة.
+ الخامسة القياس.
 
- ثنا إبن المبارك قال : سمعت أبا حنيفة يقول : إذا عن النبي (ص) فعلى الرأس و العين، و إذا جاء عن الصحابة نختار من قولهم، و إذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

- قال (ص) : << و ما يدريك أن الله إطلع على أهل بذر فقال : إعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم>>. بخاري-مسلم.

- و قوله تعلى : << وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا >>. و وجه الإستدلال بالآية : أنه سبحانه أنه أخبر أنه جعلهم أمة وسطا أي : خيارا عدولا، هذا حقيقة الوسط فهم خير الأمم و أعدلها في أقوالهم و أعمالهم و إراداتهم و نياتهم.

- و قال (ص) << خير القرون قرني الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلوهم، ثم الذين يلوهم>>.

- ما رواه إبن عيينة، عن عبد الله بن أبي يزيد قال : كان إبن عباس إذا سئل عن شيء، و كان في القرآن أو السنة قال به و إلا قال بما قال به أبو بكر و عمر فإن لم يكن قال برأيه.

- أن الصحابي إذا قال قولا أو حكم بحكم أو أفتى بفتيا فله مذارك ينفرد بها عنا، و مذارك نشاركه فيها، فأما ما يختص به فيجوز أن يكون سمعه من النبي (ص) شفاها أو من صحابي آخر عن رسول الله (ص) . فإن ما إنفردوا به من العلم عنا أكثر من أن يحاط به، فلم يرو كل منهم كل ما سمع، و أين ما سمعه الصديق رضي الله عنه و الفاروق و غيرهما من كبار الصحابة رضي الله عنهم إلى ما رووه؟ فلم يرو عنه صديق الأمة مئة حديث و هو لم يغب عن النبي (ص) في شيء من مشاهده، بل صحبه من حيث بعث بل قبل البعث إلى أن توفي، و كان أعلم الأمة به (ص) بقوله وفعله و هديه و سيرته، و كذلك أجلة الصحابة رواياتهم قليلة جدا بالنسبة إلى ما سمعوه من نبيهم (ص) عنهم، و شاهدوه و لو رووا كل ما سمعوه و شاهدوه لزاد على رواية أبي هريرة رضي الله عنه أضعافا مضاعفة، فإنه إنما صحبه أربع سنين، و قد روى عنه الكثير، فقول القائل : << لو كان عند الصحابي في هذه الواقعة شيء عن النبي (ص) لذكره >>. قول من لم يعرف سير القوم و أحوالهم، فإنهم كانوا يهابون الرواية عن رسول الله (ص) و يعظمونها و يقللونها خوف الزيادة و النقص، و يحدثون بالشيء الذي سمعوه من النبي (ص) مرارا، و لا يصرحون بالسماع، و لا يقول قال رسول الله (ص) فتلك الفتوى التي يفتى بها أحدهم لا تخرج عن ستة وجوه :

+ أحدها : أن يكون سمعها من النبي (ص).
+ الثاني : أن يكون سمعها ممن سمعها منه.
+ أن يكون فهمها من آية من كتاب الله فهما خفي علينا.
+ الرابع : أن يكون قد إتفق عليها ملؤهم، و لم ينقل إلينا إلا قول المفتي بها وحده.
+ الخامس : أن يكون لكمال علمه باللغة و دلالة اللفظ على اللفظ الذي إنفرد به عنا، أو لقرائن حالية إقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي (ص) و مشاهدة أفعاله و أحواله و سيرته، و سماع كلامه و العلم بمقاصده و شهود تنزيل الوحي و مشاهدة تأويله بالفعل، فيكون فهم ما لم نفهمه نحن، و على هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة يجب إتباعها.
+ السادس : أن يكون فهم ما لم يرده الرسول (ص) و أخطأ في فهمه، و المراد غير ما فهمه، و على هذا التقدير لا يكون قوله حجة، و معلوم قطعا أن و قوع إحتمال من خمسة أغلب على الضن من وقوع إحتمال واحد معين، و هذا ما لا يشك فيه عاقل من بعده، يفيد ضنا غالبا قويا على الصواب في قوله دون ما خالفه من أقوال من بعده، و ليس المطلوب إلا الضن الغالب، و العمل به متعين، و يكفي العارف هذا الوجه.

- هذا فيما إنفردوا به عنا، أما المدارك التي شاركناهم فيها من دلالات الألفاظ و الأقيسة فلا ريب أنهم كانوا أبر قلوبا، و أعمق علما و أقل تكلفا و أقرب إلى أن يوفقوا فيما لم نوفق له نحن، لما خصهم الله به من توقد الأدهان، و فصاحة اللسان، و سعة العلم، و سهولة الأخد، و حسن الإدراك و سرعته، و قلة المعارض أو عدمه، و حسن القصد، و تقوى الرب تعالى، فالعربية طبيعتهم و سليقتهم، و المعاني الصحيحة مركوزة في فطرتهم و عقولهم، و لا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد و أحوال الرواة و علل الحديث و الجرح و التعديل، و لا إلى النظر في قواعد الأصول و أوضاع الأصوليين، بل غنوا عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران :

+ أحدهما : قال الله تعالى كذا، و قال رسوله كذا.
+ و الثاني : معناه كذا و كذا.، و هم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، و أحظى الأمة بهما فقواهم متوفرة مجتمعة عليها، و أما المتأخرون فقواهم متفرقة و هممهم متشعبة، فالعربية و توابعها قد أخدت منها شعبة، و علم الإسناد و أحوال الرواة قد أخد منها شعبة، و فكرهم كلام مصنفيهم و شيوخهم على إختلافهم و ما أرادوا به قد أخد منها شعبة، إلى غير ذلك من الأمور، فإذا و صلوا إلى النصوص النبوية إن كان لهم همم تسافر إليها و صلوا إليها بقلوب و أذهان قد كلت من السير في سواها، فأدركوا من النصوص و معانيها بحسب تلك الفتوى، و هذا أمر يحسن به الناظر في مسألة إذا إستعمل قوى دهنية في غيرها، ثم صار إليها وافاها بذهن كال و قوة ضعيفة.

- و هذا شأن من إستعمل قواه في الأعمال غير المشروعة تضعف قوته عند العمل المشروع، كمن إستفرغ قوته في السماع الشيطاني فإذا جاء بقيام الليل قام إلى ورده بقوة كالة، و عزيمة باردة، و كذلك من صرف حبه و إرادته إلى الصور أو المال أو الجاه، فإذا طالب قلبه بمحبة الله فإن إنجدبت معه إنجدبت بقوة ضعيفة قد إستفرغها في محبة غيره، فمن إستفرغ قوى فكره في كلام الناس، فإذا جاء إلى كلام الله و كلام رسول الله جاء بفكرة كالة فأعطي بحسب ذلك.

- و المقصود أن الصحابة أغناهم الله تعالى عن ذلك كله، فاجتمعت قواهم على تينك المقدمتين فقط، هذا إلى ما خصوا به من قوى الأدهان و صفائها، و صحتها و سرعة إدراكها، و كماله و كثرة المعاون، و قلة المعاوق، و قرب العهد بنور النبوة و التلقي من تلك المشكاة النبوية، فإذا كان هذا حالنا و حالهم فيما تميزوا به علينا و ما شاركناهم فيه فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو من قلدناه أسعد بالصواب منهم في مسألة من المسائل؟ و من حدث نفسه بهذا فليعرها من الدين و العلم. و الله المستعان.

- قال عمر بن عبد العزيز : << قف حيث وقف القوم، و قل كما قالوا، و أسكت عما سكتوا، فإنهم على علم وقفوا، و ببصرنا قد كفوا، و هم على كشفها كانوا أقوى، و بالفضل لو كان فيها أحرى، أي فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فلقد سبقتموهم إليه، ولأن قلتم : حدث بعدهم إلا من سلك غير سبيلهم و رغب بنفسه عنهم، و إنهم هم السابقون، و لقد تكلموا منه بما يكفي، و وصفوا منه ما يشفي، فمادونهم مقصر، و لا فوقهم محسر، و لقد قصر عنهم قوم فجفوا، و طمح عنهم آخرون فغلوا، و إنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم>>.

- قال الشعبي : << ما حدثوك به عن أصحاب محمد (ص) فخده، و ما حدثوك به عن رأيهم فانبده في الحش >>.

- و قد كان السلف الطيب إذا سئل أحدهم عن مسألة يقول للسائل : هل كانت أو وقعت فإن قال : لا لم يجبه، و قال دعنا في عافية، و هذا لأن الفتوى بالرأي لا تجوز إلا عند الضرورة، فالضرورة تبيحه، كما تبيح الميتة عند الإضطرار، و هذا إنما هو في مسألة لا نص فيها و لا إجماع، فإن كان فيها نص أو إجماع فعليه تبليغه بحسب الإمكان، ف : << من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار >>. الترمدي، و هذا إذا أمن المفتي غائلة الفتوى، فإن لم يأمن غائلتها، و خاف من ترتب شر أكبر من الإمساك عنها، أمسك عنها ترجيحا لدفع أعلى المفسدتين بإحتمال أدناها، و قد أمسك النبي (ص) عن نقض الكعبة و إعادتها على قواعد إبراهيم عليه السلام، لأجل حدثان عهد قريش بالإسلام، و إن ذلك ربما نفرهم عنه بعد الدخول فيه- البخاري-مسلم، و كذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عما سأل عنه و خاف المسؤول أن يكون فتنة له أمسك عن جوابه، قال إبن عباس رضي الله عنهما لرجل سأله عن تفسير آية : و ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت به؟ أي جحدته و أنكرته و كفرت به، و لم يرد أنك تكفر بالله و رسوله.

السبت، 6 أكتوبر 2018

الصفحة (35) : ۩ رؤية الله عز و جل ۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم ۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك ۩ ويل للأتباع من عثرات العالم ۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار ۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن ۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط ۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة ۩ هل يقع طلاق المعتوه؟

الصفحة (35) : ۩ رؤية الله عز و جل  ۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم  ۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك  ۩ ويل للأتباع من عثرات العالم  ۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار  ۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن  ۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط  ۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة  ۩ هل يقع طلاق المعتوه؟
 
الصفحة (35) : ۩ رؤية الله عز و جل  ۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم  ۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك  ۩ ويل للأتباع من عثرات العالم  ۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار  ۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن  ۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط  ۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة  ۩ هل يقع طلاق المعتوه؟
 
 
۩ رؤية الله عز و جل :

- قال (ص) : << إنكم سترون ربكم عيانا، كما ترون القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، و كما ترون الشمس في الظهيرة صحوا ليس دونها سحاب، لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤيتها >>. البخاري- مسلم.
 
۩ التشبه بأهل الكتاب في عدم الصباغة و الأمر بمخالفتهم :

- نهى (ص) التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة، كقوله : << إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم >>. البخاري- مسلم.
 
۩ لا تنظر إلى عمل الفقيه و لكن سله يصدقك :

- قال إياس بن معاوية : << لا تنظر إلى عمل الفقيه، و لكن سله يصدقك >>.
 
۩ حيل اليهود في الشحوم التي حرمت عليهم :

- قال (ص) : << لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فأذابوها فباعوها و أكلوا أثمانها >>.
 
۩ ويل للأتباع من عثرات العالم :

- قال عبد الله بن المبارك : كنت في الكوفة فناظروني في النبيد المختلف فيه، فقلت لهم : تعالوا فليحتج المحتج منكم عمن شاء من أصحاب النبي (ص) بالرخصة، فإن لم نبين الرد عليه عن ذلك بشدة صحت عنه، فاحتجوا. فما جاؤوا عن أحد برخصة إلا جئناهم بشدة، فلما لم يبق في يد أحد منهم إلا عبد الله بن مسعود، و ليس إحتجاجهم عنه في شدة النبيد بشيء يصح عنه، إنما يصح عنه أنه لم ينتبد له في الجر الأخضر، قال إبن المبارك : فقلت للمحتج عنه في الرخصة : يا أحمق، عد أن إبن مسعود لو كان ها هنا جالسا فقال : هو لك حلال، و ما وصفنا عن النبي (ص) و أصحابه في الشدة كان ينبغي لك أن تحدر و تخشى، فقال قائل : يا أبا عبد الرحمان، فالنخعي و الشعبي - و سم عدة منها - كانوا يشربون الحرام؟ فقلت لهم : دعوا عند المناظرة تسمية الرجال، فرب رجل في الإسلام مناقبه كذا و كذا، و عسى أن تكون منه زلة، أفيجوز لأحد أن يحتج بها؟ فإن أبيتم فما قولكم في عطاء و طاوس و جابر بن زيد و سعيد بن جبير و عكرمة؟ قالوا كانوا خيارا، قلت : فما قولكم بالدرهم بالدرهمين يدا بيد؟ قالوا حرام فقلت : إن هؤلاء رأوه حلالا، أفماتوا وهم يأكلون الحرام، فبهتوا و أنقطعت حجتهم.
- و عن إبن عباس : << ويل للأتباع من عثرات العالم >>. قيل : كيف ذلك؟ قال : << يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله (ص) فيترك قوله ذلك ثم يمضي الأتباع >>.
- و أما إذا لم يكن في المسألة سنة و لا جماع و للإجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا.
 
۩ مسألة من مسائل الميراث في الدار :

- كما لو كان رجل حائزا دار متصرفا فيها مدة السنين الطويلة بالبناء و الهدم و الإجارة و العمارة و ينسبها إلى نفسه و يضيفها إلى ملكه و إنسان حاضر يراه و يشاهد أفعاله فيها طول هذه المدة و مع ذلك لا يعارضه فيها، و لا يذكر له فيها حقا، و لا مانع يمنع من خوف أو شركة في ميراث، و نحو ذلك، ثم جاء بعد تلك المدة فادعاها لنفسه، فدعواه غير مسموعة فضلا عن إقامة بينته.
 
۩ من فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن :

- قال النبي (ص) للصحابة لما فر ماعز من الحد : << هلا تركتموه يتوب فيتوب الله عليه >>. فإذا فر من الحد إلى التوبة فقد أحسن.
 
۩ تعليق الشيء في مسائل الشك بالشرط :

- و قال شيخنا : كان يشكل علي أحيانا حال من أصلي عليه في الجنائز، هل هو مؤمن أو منافق؟ فرأيت رسول الله (ص) في المنام فسألته عن مسائل عديدة منها هذه المسألة، فقال : << يا أحمد الشرط الشرط >>. أو قال : << علق الدعاء بالشرط >>. و كذلك أرشد أمته (ص) إلى تعليق الدعاء بالحياة و الموت بالشرط فقال : << لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به و لكن ليقل : << اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي >>.
 
۩ شذوذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة :

- و قد شد الناس كلهم زمن أحمد بن حمبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة، و كانت القضاة حينئد و المفتون و الخليفة و أتباعه كلهم هم الشاذون، و كان الإمام وحده هو الجماعة، و لما لم تحمل هذا عقول الناس قالو للخليفة : يا أمير المؤمنين، أتكون أنت و قضاتك و ولاتك و الفقهاء و المفتون كلهم على باطل و أحمد وحده هو على حق؟ فلم يتسع علمه لذلك، فأخده بالسياط و العقوبة بعد الحبس الطويل، فلا إله إلا الله، ما أشبه الليلة بالبارحة، و هل السبيل المهيع لأهل السنة و الجماعة حتى يلقوا ربهم، مضى عليها سلفهم و ينتظرها خلفهم : <<  مِّنَ المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً >>. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
۩ هل يقع طلاق المعتوه؟ :

- قالوا : لا يقع طلاق المعتوه، و هو من كان قليل الفهم مختلط الكلام فاسد التدبير، إلا أنه لا يضرب و يشتم كما يفعل المجنون.
 

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

الصفحة (34) : ۩ تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل

الصفحة (34) : ۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله  ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر  ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب  ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم  ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل
 
الصفحة (34) : ۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله  ۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر  ۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب  ۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم  ۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل
 
 
۩  تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله :

- فقد بين الله سبحانه على لسان رسوله بكلامه و كلام رسوله جميع ما أمره به و جميع ما نهى عنه و جميع ما أحله و جميع ما حرمه و جميع ما عفى عنه، و بهذا يكون دينه كاملا كما قال تعالى : <<  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي  >>. و لكن قد يقصر فهم أكثر الناس عن فهم ما دلت عليه النصوص و عن وجه الدلالة و موقعها، و تفاوت الأمة عن مراتب الفهم عن الله و رسوله، لا يحصيه إلا الله، و لو كانت الأفهام متساوية لتساوت أقدام العلماء في العلم، و لما خص الله سبحانه بفهم الحكومة في الحرث، و قد أثنى عليه و على داوود بالعلم و الحكم، و قد قال عمر لأبي موسى في كتابه إليه : << الفهم الفهم فيما أدلي إليك >>. و قال علي : << إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه >>. و قال أبو سعد : كان أبو بكر أعلمنا برسول الله (ص) و دعا النبي (ص) لعبد الله بن عباس أن يفقهه في الدين و يعلمه التأويل، و الفرق بين الفقه و التأويل أن الفقه هو فهم المعنى المراد، و التأويل إدراك الحقيقة التي يؤول إليها المعنى التي هي آخيته و أصله، و ليس كل من فقه في الدين عرف التأويل، فمعرفة التأويل يختص به الراسخون بالعلم، و ليس المراد به تأويل التحريف و تبديل المعنى، فإن الراسخين في العلم يعلمون بطلانه، و الله يعلم بطلانه.
 
۩ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه و أن حد العبد أخف من حد الحر :

- و أما الحدود فلما كان وقوع المعصية من الحر أقبح من وقوعها من العبد من جهة كمال نعمة الله تعالى عليه بالحرية، و أن جعله مالكا لا مملوكا و لم يجعله تحت قهر غيره و تصرفه فيه، و من جهة تمكنه بأسباب القدرة من الإستغناء عن المعصية، فاستحق من العقوبة أكثر مما يستحقه من هو أخفض منه رتبة و أنقص منزلة، فإن الرجل كلما كانت نعمة الله عليه أتم كانت عقوبته إذا إرتكب الجرائم أتم، و لهذا قال تعالى في حق من أتم نعمته عليهن من النساء : <<يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا(31) >>. و هذا على و فق قضايا العقول و مستحسناتها، فإن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته أكمل، و شكره له أتم، و معصيته له أقبح، و شدة العقوبة تابع لقبح المعصية، و لهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإن نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، و صدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل، فجعل حد العبد أخف من حد الحر.
 
۩ عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب :

- كما ردوا محكم الصريح من أفعالهم و إيمانهم و طاعتهم بالمتشابه، كفعل إخوانهم من الخوارج حين ردوا النصوص الصحيحة المحكمة في موالاة المؤمنين و محبتهم و إن إرتكبوا بعض الذنوب التي تقع مكفرة بالتوبة النصوح، و الإستغفار، و الحسنات الماحية، و المصائب المكفرة، و دعاء المسلمين لهم في حياتهم و بعد موتهم، و بالإمتحان في البرزخ، و في موقع يوم القيامة، و بشفاعة من يأدن الله له بالشفاعة، و بصدق التوحيد، و برحمة أرحم الراحمين، فهذه عشرة أسباب تمحق أثر الذنوب، فإن عجزت هذه الأسباب عنها فلا بد من ذخول النار.
 
۩ إذا نقلت الفساق و غيرهم إلى طاعة الله فهو المراد و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم إلى ما هو أعظم :

- فإذا رأيت أهل الفجور و الفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارهم عليهم من عدم الفقه و البصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله و رسوله كرمي النشاب و سباق الخيل و نحو ذلك، و إذا رأيت الفساق قد إجتمعو على لهو و لعب أو سماع مكاء و تصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد، و إلا كان تركهم على ذلك خيرا من تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك، و كما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون و نحوها و خفت من نقله عنها إنتقاله إلى كتب البدع و الضلال و السحر فدعه و كتبه الأولى، و هذا باب واسع، و سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه و نور ضريحه يقول : مررت أنا و بعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرت عليه، و قلت له، إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله و عن الصلاة، و هؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس و سبي الذرية و أخد الأموال فدعهم.
 
۩ عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها بخلاف المستهزىء و الهازل :

- قال لما وجد راحلته : << اللهم أنت عبدي و أنا ربك >>. أخطأ من شدة فرحه، لم يكفر بذلك و إن أتى بصريح الكفر، لكونه لم يرده، و المكره بكلمة الكفر أتى بصريح كلمته و لم يكفر لعدم إرادته.
- بخلاف المستهزىء و الهازل، فإنه يلزمه الطلاق و الكفر و إن كان هازلا لأنه قاصد للتكلم باللفظ و هزله لا يكون عذرا  له، بخلاف المكره و المخطىء و الناسي فإنه معذور مأمور بما يقوله أو مأدون له فيه، و الهازل غير مأدون له في الهزل بكلمة الكفر و العقود، فهو متكلم باللفظ مريد له و لم يصرفه عن معناه إكراه و لا خطأ و لا نسيان و لا جهل، و الهزل لم يجعله الله و رسوله عذرا صارفا، بل صاحبه أحق بالعقوبة، ألا ترى أن الله تعالى عذر المكره في تكلمه بكلمة الكفر إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان  و لم يعذر الهازل بل قال : << وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ  >>.
- و كذلك رفع المؤاخدة عن المخطىء و الناسي.
- قال (ص) : << إنما أقضي بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخده، فإنما أقطع له قطعة من نار >>. البخاري-مسلم.
- الأشياء التي لا يؤاخد الله المكلف به : << الغلط و النسيان و السهو و سبق اللسان بما لا يريد خلافه و التكلم به مكرها و غير عارف لمقتضاه من لوازم البشرية لا يكاد ينفك الإنسان من شيء منه، فلو رتب عليه الحكم لحرجت الأمة و أصابها غاية التعب و السكر، و كذلك الخطأ و النسيان و الإكراه و الجهل بالمعنى و سبق اللسان بما لم يرد و التكلم في الإغلاق و لغو اليمين، فهذه عشرة أشياء لا يؤاخد الله بها عبده بالتكلم في حال منها لعدم قصده و عقد قلبه الذي يؤاخد به.

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

الصفحة (33) : ۩ من نعيم الجنة ۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء ۩ حق العلم ۩ من قل ورعه مات قلبه ۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق ۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق

الصفحة (33) : ۩  من نعيم الجنة ۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء ۩ حق العلم ۩ من قل ورعه مات قلبه ۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق ۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق 
 
الصفحة (33) : ۩  من نعيم الجنة ۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء ۩ حق العلم ۩ من قل ورعه مات قلبه ۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق ۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق
 
 
۩  من نعيم الجنة :
 
- يقول عز و جل : أعددت لعبادي ما لا عين رأت و لا أدن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، ذخرا بله ما أطلعتكم عليه ثم قرأ : << فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) >>.
- ذخرا : إذخارا لكم.
- بله ما أطلعتكم عليه : أي دع عنك ما أطلعتكم عليه، فالذي لم يطلعكم عليه أعظم.
- و قال (ص) : << ما الدنيا في الآخرة إلا كما يذخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما ترجع >>.
 
۩ إنتزاع العلم يكون بقبض العلماء :
 
- في صحيح البخاري من حديث أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : << حج علينا عبد الله بن عمرو بن العاص فسمعته يقول : << إن الله لا ينزع العلم بعد إعطاكموهم إنتزاعا، و لكن ينزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون و يضلون>>. البخاري و مسلم.
- و قال رسول الله (ص) : << لا ينزع العلم من صدور الرجال، و لكن ينزع العلم بموت العلماء، فإذا لم يبقى عالما إتخد الناس رؤساء جهالا، فقالوا بالرأي، فضلوا و أضلوا>>.
- و قال (ص) : << إن الله لا ينزع العلم من الناس إنتزاعا، و لكن بقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، و يبقى في الناس رؤوس جهال، يفتون بغير علم فيضلون و يضلون>>.
- عن علي رضي الله عنه أنه قال : << لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه>>. أبو داوود و أحمد.
 
۩ حق العلم :
 
- إن عليك في علمك حقا كما أن لك في مالك حقا.
- لا تحدث العلم غير أهله فتجهل.
- و لا تمنع العلم أهله فتأثم.
- و لا تحدث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك، و لا تحدث بالباطل عن الحكماء فيمقتوك.
 
۩ من قل ورعه مات قلبه :

- قال الإمام الأخنق بن قيس :<< من كثر ضحكه قلت هيبته، و من مزح أستخف به، و من أكثر من شيء عرف به، و من كثر كلامه كثر سقطه، و من كثر سقطه قل حياؤه و من قل حياؤه قل ورعه و من قل ورعه مات قلبه>>.
 
۩ لا تخافن من ذي سلطان و لا تخشى من ضيق الرزق :
 
- عن النبي (ص) قال : قال الله عز وجل :
* يابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا، و سلطاني لا ينفد أبدا...
* يابن آدم لا تخش من ضيق الرزق و خزائني ملآنة، و خزائني لا تنفد أبدا، يابن آدم لا تطلب غيري و أنا لك، فإن طلبتني و جدتني، و إن فتني فتك و فاتك الخير كله...
* يابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، و قسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا و إن لم ترض بما قسمته لك، فوعزتي و جلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمته لك و كنت عندي مدموما...
* يابن آدم خلقت السماوات السبع و الأرضين السبع و لم أعي بخلقهن، أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟ يابن آدم إنني لم أنس من عصاني، فكيف من أطاعني و أنا رب رحيم و على كل شيء قدير.
* يابن آدم لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد، يابن آدم، أنا لك محب فحقي عليك كن لي محبا.
 
۩ حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين و سؤال شيخ الإسلام إبن تيمية عن هذا الحديث و صحته أو أنه كذب مختلق :

- حديث رسول الله (ص) مع إبليس اللعين :
- عن معاد بن جبل عن إبن عباس رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله (ص) في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادى منادي يا أهل المنزل أتأدنون لي بالذخول و لكم إلى حاجة، قال رسول الله (ص) : أتعلمون من المنادي، فقالوا الله و رسوله أعلم، قال رسول الله، هذا إبليس لعنه الله تعالى، فقال عمر إبن الخطاب رضي الله عنه، أتأدن لي يا رسول الله أن أقتله فقال النبي (ص) : مهلا يا عمر أما علمت أنه من المنذرين إلى يوم الوقت المعلوم، و لكن إفتحوا له الباب فإنه مأمور فافهموا عنه ما يقول و أسمعوا منه ما يحدثكم، قال إبن عباس رضي الله تعالى عنه. ففتح له الباب فذخل علينا فإذا هو شيخ أعور و في لحيته سبع شعرات كشعرات الفرس الكبير و أنيابه خارجة كأنياب الخنزير و شفتاه كشفتي الثور. فقال إبليس السلام عليك يا محمد، السلام عليكم يا جماعة المسلمين، فقال النبي (ص) السلام لله يا لعين قد سمعت حاجتك، فما هي حاجتك، فقال له إبليس ، يا محمد ما جئتك إختيارا و لكن جئتك إضطرارا، فقال النبي و مالذي إضطرك يالعين ما الذي جاء بك، فقال إبليس لرسول الله (ص) : أتاني ملك من عند رب العزة فقال الملك لإبليس : إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد و أنت صاغر دليل متواضع و تخبره كيف مكرك ببني آدم و كيف إغواءك لهم و تكون صادق معه في أي شيء يسألك فوعزتي و جلالي لإن كذبته بكذبة واحدة و لم تكن صادقا معه لأجعلنك رمادا تدروه الرياح و لأشمتن الأعداء بك و قد جئتك يا محمد كما أمرت فاسأل عما شئت فإن لم أكن صادقا معك فيما سألتني عنه شمتت بي الأعداء و ما من شيء اصعب من شماتة الأعداء يا محمد فقال رسول الله (ص) : إن كنت صادقا فاخبرني من هو أبغض الناس إليك فقال إبليس أنت يا محمد أبغض الناس إلي و من على ملتك... كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة فقال : يا محمد تلحقني الحمى و الرعدة، قال : و لما يا لعين، قال إبليس إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة... قال النبي (ص) و إذا قرأوا القرآن، قال إبليس أدوب كما يدوب الرصاص على النار... قال رسول الله (ص) الحمد لله الذي أسعد أمتي و أشقاك أنت إلى اليوم المعلوم، فقال له إبليس اللعين هيهات هيهات يا محمد و أين سعادة أمتك و أنا حي لا أموت إلى يوم معلوم و كيف تفرح على أمتك، و كيف تفرح على أمتك و أنا أدخل عليهم في مجاري الدم و اللحم و هم لا يروني أبدا فوالذي خلقني و أنظرني إلى يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين جاهلهم و عالمهم و أميهم و قارءهم و فاجرهم و عابدهم، إلا عباد الله المخلصين، قال : و ما هم المخلصون عندك يا إبليس، قال إبليس : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم و الدينار ليس بمخلص لله تعلى و إذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم و الدينار و لا يحب المدح و الثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته و أن العبد ما ذام يحب المال و الثناء و قلب متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم، أما علمت يا محمد أن حب المال من أكبر الكبائر، أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر يا محمد و أن التكبر من أكبر الكبائر يا محمد... ثم قال : يا محمد ليس في الإظلال شيء إنما هو موسوس و مزين، و لو كان الإظلال بيدي ما تركت أحدا على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله و لا صائما و لا مصليا، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول و مبلغ، و لو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرا و إنما أنت حجة الله على خلقه و أنا السبب لمن سبقت له الشقاوة و السعيد من أسعد الله في بطن أمه و الشقي من أشقاه الله في بطن أمه، فقرأ رسول الله قوله تعالى : << وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ>>. ثم قرأ قوله تعالى : <<وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38)>>. ثم قال النبي (ص) : << يا أبا مرة هل لك أن تتوب و ترجع إلى الله تعالى و أنا أضمن لك الجنة، فقال إبليس اللعين : يا رسول الله قد مضى الأمر و جف القلم إلى ما هو كائن إلى يوم القيامة، فسبحان من جعلك سيد الأنبياء و المرسلين و خطيب أهل الجنة فيها و خصك وأصطفاك و جعلني سيد الأشقياء و خطيب أهل النار و أنا شقي مطرود و هذا آخر ما أخبرتك عنه و قد كنت صادقا فيه.
 
* سئل شيخ الإسلام إبن تيمية : عن قصة إبليس و إخباره النبي (ص) و هو في المسجد مع جماعة من أصحابه و سؤال النبي (ص) له عن أمور كثيرة و الناس ينظرون إلى صورته عيانا و يسمعون كلامه جهرا، فهل ذلك حديث صحيح أم كذب مختلق؟ و هل يحل لأحد أن يروي ذلك يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعي؟
- فأجاب : الحمد لله. بل هذا حديث مختلق ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة، لا الصحاح و لا السنن و لا المسانيد، و من علم أنه كذب على النبي (ص) لم يحل له أن يرويه عنه و من قال : إنه صحيح فإنه يعلم بحاله فإن أصر عوقب على ذلك و لكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبوية فالذي كذبه و أختلقه جمعها من أحاديث بعضها كذب و بعضها صدق، فلهذا يوجد به كلمات متعددة صحيحة، و إن كان أصل الحديث و هو مجيء إبليس عيانا إلى النبي (ص) بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين و الله سبحانه و تعالى أعلم.