السبت، 28 يوليو 2018

الصفحة (25) : تكملة الأبيات : ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي

الصفحة (25) : تكملة الأبيات :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
الصفحة (25) : تكملة الأبيات :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
 
۩ تكملة الأبيات : النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي  :
 
1- و النور من أسمائه أيضا و من          *       أوصافه سبحان ذي البرهان
2- نور السماوات العلى من نوره           *     و الأرض كيف النجم و القمران
3- من نور وجه الرب جل جلاله            *     وكذا حكاه الحافظ الطبراني
4- فيه أستنار العرش و الكرسي مع       *      سبع الطباق و سائر الأكوان
5- و كتابه نور كذلك شرعه                 *     نور كذا المبعوث بالفرقان
6- و كذلك الإيمان في قلب الفتى            *      نور على نور مع القرآن
7- و حجابه نور فلو كشف الحجاب        *     لأحرق السبحات للأكوان
8- و إذا أتى للفصل يشرق نوره            *     في الأرض يوم قيامة الأبدا
ن
9- و كذاك دار الرب جنات العلى            *     نور تلألأ ليس ذا بطلان
10- و النور ذو نوعين مخلوق             *    و وصف ما هما و الله متحدان
11- احذر تزل فتحت رجلك هوة            *      كم قد هوى فيها على الأزمان
12- من عابد بالجهل زلت رجله            *      فهوى إلى قعر الحضيض الداني
13- لاحت له أنوار آثار العبادة             *      ظنها الأنوار للرحمان
14- فأتى بكل مصيبة و بلية                *      ما شئت من شطح و من هذيان
 
* شرح الأبيات :
 
- البيت 1 : كما في قوله تعالى : << اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  >> النور : 35. و في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي (ص) كان يقول : << اللهم لك الحمد أنت نور السماوات و الأرض و من فيهن...>> أخرجه البخاري في التهجد، باب التهجد بالليل، و مسلم في صلاة المسافرين و قصرها، باب الدعاء في صلاة الليل و قيامه.
- قال الناظم في الصواعق : << إن النص قد ورد بتسمية الله نورا، و بأن له نورا مضافا إليه، و بأنه نور السماوات و الأرض، و بأن حجابه نور. فهذه أربعة أنواع :
+ فالأول يقال عليه سبحانه بالإطلاق فإنه النور الهادي.
+ و الثاني يضاف إليه كما يضاف إليه حياته و سمعه، و بصره و عزته.
+ و الثالث هو إضافة نوره إلى السماوات و الأرض، كقوله : << اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  >> النور : 35.
+ و الرابع كقوله : << حجابه النور >> فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة. انظر : مختصر الصواعق.
 
- البيت 3 : و أثر بن مسعود رضي الله عنه رواه الدارمي في رده على بشر المريسي، فقال : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد - هو ابن سلمة عن الزبير عن أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله الفهري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : << إن ربكم ليس عنده ليل و لا نهار، نور السماوات من نور وجهه...>> الحديث. و رواه الطبراني في الكبير من طريق حماد بن سلمة عن أبي عبد السلام عن عبد الله بن مكرز عن إبن مسعود رضي الله عنه و ذكره.
- و الحاصل : أن مدار الحديث على أبي عبد السلام، و ثقه ابن حبان ( الثقات ).
- و قال الدولابي : ضعيف. فالحديث ضعيف بسبب أبي عبد السلام هذا. و الله أعلم.
 
- البيت 5 : " كتابه نور " كما في قوله تعالى : << وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا >> الشورى : 52.
- " و شرعه نور " كما في قوله تعالى : << يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ >> التوبة : 32.
- " و رسوله نور " كما في قوله تعالى : << يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)>> الأحزاب : 45، 46.
 
- البيت 6 : كما في قوله تعالى : << اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ  >> النور : 35. قال جماعة من المفسرين : المعنى : مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة، فشبه قلب المؤمن و ما هو مفطور عليه من الهدى و ما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه. أنظر تفسير الطبري، تفسير إبن كثير.
 
- البيت 7 : إشارة إلى حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. و في آخره : << و حجابه نور، لو كشفه لأحرقت سبحات و جهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.>>
 
- البيت 8 : كما في قوله تعالى : << وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا >> الزمر : 69.
 
- البيت 9 : لعله يشير إلى ما رواه ابن ماجة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي (ص) قال ذات يوم للصحابة : << ألا مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي و رب الكعبة نور يتلألأ، و ريحانة تهتز، و قصر مشيد، و نهر مطرد، و فاكهة كثيرة نضيجة، و زوجة حسناء جميلة، و حلل كثيرة...>> الحديث. أخرجه إبن ماجه في الزهد، باب صفة الجنة. و ابن حبان في صحيحه ( الإحسان ) في كتاب إخباره (ص) عن مناقب الصحابة، باب في وصف الجنة و أهلها.
- و الحديث في إسناده مقال بسبب الضحاك المعارفي، لم يوثقه غير إبن حبان، و قال الذهبي عنه : مجهول.
- لكن مفهوم النصوص التي جاءت في وصف الجنة و أهلها يدل على أن الجنة نور يتلألأ لأصحابها، و هذا مقتضى التنعم فيها كما هو حال أهلها قبل أن يدخلوها حيث قال الله تعالى عنهم : << يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ  >> الحديد : 12.
 
- البيت 10 : النور المخلوق يكون محسوسا كالنار و نحوها، و يكون معقولا كنور الإيمان و الهدى، فهذا و إن لم يشاهد بالحس إلا أنه معنى تستنير به القلوب و الأسماع و الأبصار.
- و النور المحسوس يكون على نوعين كما قال شيخ الإسلام : << النور المخلوق محسوس لا يحتاج إلى بيان كيفية، لكنه نوعان : أعيان و أعراض :
+ فالأعيان : هو نفس جرم النار حيث كانت، نور السراج و المصباح الذي في الزجاجة و غيره، و هي النور الذي ضرب الله به المثل، و مثل القمر فإن الله سماه نورا...
+ و أعراض : مثل ما يقع من شعاع الشمس و القمر و النار على الأجسام الصقيلة و غيرها.
 
- البيت 11 : الهوة : الحفرة البعيدة القعر، و كل وهدة عميقة. اللسان.
 
- البيت 14 : و في هذا يقول رحمه الله في مدارج السالكين : << و لا ريب أن القلوب تشاهد أنوارا بحسب إستعدادها، تقوى تارة و تضعف أخرى، و لكن تلك أنوار الأعمال و الإيمان و المعارف، و صفاء البواطن و الأسرار، لا أنها أنوار الذات المقدسة، فإن الجبل لم يثبت لليسيرمن ذلك النور حتى تدكدك و خر الكليم صعقا، مع عدم تجليه له، فما الظن بغيره؟ فإياك إياك و ترهات القوم و خيالاتهم و أوهامهم، فإنها عند العارفين أعظم من حجاب النفس و أحكامها، فإن المحجوب بنفسه معترف بأنه في ذلك الحجاب، و صاحب هذه الخيالات يرى أن الحقيقة قد تجلت له أنوارها، و لم يحصل ذلك لموسى بن عمران كليم الرحمان، فحجاب هؤلاء أغلظ بلا شك من حجاب اولئك...، فالصادقون في أنوار معارفهم و عباداتهم و أحوالهم ليس إلا، و أنوار ذات الرب تبارك و تعالى وراء ذلك كله، و هذا الموضع من مقاطع الطريق، و لله كم زلت فيه أقدام، و ضلت فيه أفهام، و حارت فيه أوهام، و نجا منه صادق البصيرة، تام المعرفة، عمله متصل بمشكاة النبوة. و بالله التوفيق.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق