الاثنين، 2 يوليو 2018

الصفحة (17) : تكملة الأبيات : ۩ صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل و المنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب و السنة

الصفحة (17) : تكملة الأبيات : ۩ صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل و المنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب و السنة
 
 
الصفحة (17) : تكملة الأبيات : ۩ صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل و المنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب و السنة
 

 
 
۩ تكملة الأبيات :  صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل و المنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب و السنة
 
1- لله سوق قد أقامتها الملائكة              *       الكرام بكل ما إحسان
2- فيها الذي و الله لا عين رأت             *     كلا و لا سمعت به أذنان
3- كلا و لم يخطر على قلب إمرئ        *      فيكون عنه معبرا بلسان
4- فيرى امرأ من فوقه في هيئة            *    فيروعه ما تنظر العينان
5- فإذا عليه مثلها إذ ليس يلحق            *     أهلها شيء من الأحزان
6- أو ما سمعت منادي الإيمان يخبر      *     عن مناديهم بحسن بيان
7- لكم حياة ما بها موت و عافية          *    بلا سقم و لا أحزان
8- و لكم نعيم ما به بؤس و ما             *    لشبابكم هرم مدى الأزمان
9- و الجهم شيخ القوم أفناها                *    و أفنى أهلها تبا لذا الفتان
10- و أبو الهذيل يقول يفنى كل ما       *     فيها من الحركات للسكان
11- و تصير دار الخلد مع سكانها       *    و ثمارها كحجارة البنيان
12- فالقوم إما جاحدون لربهم            *     أو منكرون حقائق الإيمان
 
* شرح الأبيات :
 
- البيت 1 : من الأدلة على أن في الجنة سوقا ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال : << إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم و ثيابهم، فيزدادون حسنا و جمالا، فيرجعون إلى أهليهم و قد إزدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم : و الله لقد إزددتم بعدنا حسنا و جمالا، فيقولون : و الله و أنتم ازددتم بعدنا حسنا و جمالا.>> رواه مسلم في صحيحه. باب فيمن يود رؤية النبي (ص) بأهله و ماله.
- ويذكر الناظم في الأبيات ما جاء في حديث أبي هريرة حينما لقيه سعيد بن المسيب فقال أبو هريرة : أسأل الله أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنة فقال سعيد : أو فيها سوق؟ قال نعم أخبرني رسول الله (ص) و فيه : <<...قال : فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة، فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله، و لم تسمع الآذان، و لم يخطر على القلوب. قال : فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيها و لا يشترى، و في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا.>>
- قال : << فيقبل ذو المنزلة المرتفعة فيقبل من هو دونه - و ما فيهم دني - فيروعه ما يرى عليه من اللباس و الهيئة، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه، و ذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها. قال : ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن : مرحبا و أهلا بحبنا، لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب أفضل مما فارقتنا عليه. فنقول : جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل و بحقنا أن ننقلب بمثل ما إنقلبنا.>>
- و روى هذا أيضا ابن أبي عاصم في السنة، و سنده : قال إبن أبي عاصم : حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة. و ساق الحديث. أنظر الحادي. و قال عن هذا الحديث المنذري : رواه الترمذي وابن ماجه و كلاهما من رواية عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد. قال : و عبد الحميد مختلف فيه و بقية روات الإسناد ثقات. أنظر الترغيب و الترهيب.
 
- البيت 6 : أو ما سمعت منادي الإيمان يخبر    *    عن مناديهم بحسن بيان
- يقصد بمنادي الإيمان الرسول (ص).
 
- البيت 7 : يشير إلى الحديث الذي رواه مسلم في كتاب الجنة عن أبي سعيد الخذري و أبي هريرة عن النبي (ص) قال : << يناد مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، و إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، و إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، و إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قول الله عز و جل : << وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.>> الأعراف : 43.
 
- البيت 9 : قال شيخ الإسلام ابن تيمية : << و هذا [ أي : القول بفناء الجنة و أهلها ] قاله جهم لأصله الذي إعتقده و هو إمتناع و جود ما لا يتناهى من الحوادث، و هو عمدة أهل الكلام التي إستدلوا بها على حدوث الأجسام و حدوث ما لا يخلو من الحوادث، و جعلوا ذلك عمدتهم في حدوث العالم، فرأى جهم أن ما يمنع من حوادث لا أول لها في الماضي يمنع في المستقبل، فدوام الفعل ممتنع عنده على الرب تبارك و تعالى في المستقبل كما كما هو ممتنع عنده عليه في الماضي.
- و أبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة وافقه على هذا الأصل لكن قال : << إن هذا يقتضي فناء الحركات لكونها متعاقبة شيئا بعد شيء فقال بفناء حركات أهل الجنة و النار حتى يصيروا في سكون دائم لا يقدر أحد منهم على حركته.>> حادي الأرواح.

0 التعليقات:

إرسال تعليق