الأحد، 8 يوليو 2018

الصفحة (19) : ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي

الصفحة (19) :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
الصفحة (18) :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و الثبوتي
 

۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي  :
 
1- هذا ومن توحيدهم إثبات أوصاف       *    الكمال لربنا الرحمان
2- كعلوه سبحانه فوق السماوات           *    العلى بل فوق كل مكان
3- فهو العلي بذاته سبحانه                  *     إذ يستحيل خلاف ذا ببيان
4- و هو الذي حقا على العرش إستوى   *    قد قام بالتدبير للأكوان
5- حي مريد قادر متكلم                      *    ذو رحمة و إرادة و حنان
6- هو أول هو آخر هو ظاهر               *    هو باطن هي أربع بوزان
7- ما قبله شيء كذا ما بعده                *    شيء تعالى الله ذو السلطان
8- ما فوقه شيء كذا ما دونه              *    شيء و ذا تفسير ذي البرهان
9- و هو العلي فكل أنواع العلوم           *    له فثابتة له بلا نكران
10- و هو العظيم بكل معنى يوجب       *    التعظيم لا يحصيه من إنسان
11- و هو الجليل فكل أوصاف             *    الجلال له محققة بلا بطلان

* شرح الأبيات :
 
- البيت 2 : كما في قوله تعالى :<< يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ  >> النحل : 50.
 
- البيت 4 : << إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ >> يونس :3.
 
- البيت 5 :  " الْحَيُّ " : كما في قوله تعالى : << هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ  >> غافر : 65.
- " مريد " : هذا إخبار عن صفة الإرادة له تعالى، وليس من أسمائه. قال تعالى : << وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ >> البقرة : 253. و قال سبحانه : << فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ  >> البروج : 16.
- " قادر " : كما في قوله تعالى : << أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ  >> الإسراء : 99.
- " متكلم " : و هذا أيضا إخبار عن صفة الكلام له، و ليس من أسمائه، و مما يدل عليها قوله تعالى : << وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا  >> النساء : 164.
- " ذو رحمة " : كما في قوله تعالى : << وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ >> الأنعام : 133. و قوله سبحانه : << فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ  >> الأنعام : 147.
- أما " الحنان " : فكما في قوله تعالى : << وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً  >> مريم : 13.
- قال إبن جرير في تفسيره : << و رحمة منا و محبة له آتيناه الحكم صبيا ، و قد إختلف أهل التأويل في معنى الحنان، فقال بعضهم : معناه : الرحمة، و وجهوا الكلام إلى نحو المعنى الذي و جهناه إليه.>> ثم نسب ذلك بإسناده إلى مجاهد، ثم قال : << و قال آخرون : بل معنى الحنان : المحبة.>>، و نسب ذلك بإسناده إلى عكرمة و قتادة و الضحاك. ثم قال : << و قال آخرون معنى ذلك : و تعطفا من عندنا عليه، فعلنا ذلك.>> و نسب ذلك بإسناده إلى عكرمة. ثم قال : << و قال آخرون : معناه تعظيما منا له...>>، و نسب ذلك بإسناده إلى عطاء بن أبي رباح. ثم ذكر بإسناده عن إبن عباس عدم معرفة معناها، ثم قال : << و أصل ذلك - أعني الحنان - من قول القائل : حن فلان إلى كذا، و ذلك إذا إرتاح إليه و اشتاق، ثم يقال : تحنن فلان على فلان، إذا و صف بالتعطف عليه و الرقة به، و الرحمة له، كما قال الشاعر :                        تحنن علي هذاك المليك     *    فإن لكل مقام مقالا.    أنظر تفسير الطبري.
- و إن كان من المفسرين من ذهب إلى أن قوله تعالى : << وَحَنَانًا >> معطوفا على قوله : << الْحُكْمَ >> في قوله : << وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا >> و هذا ما رجحه الحافظ ابن كثير في تفسيره.
- لكن روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن النبي (ص) قال : << يوضع الصراط بي ظهري جهنم عليه حسك كحسك السعدان...>> الحديث، و في آخره قال : << ثم يتحنن الله برحمته على من فيها، فما يترك فيها عبدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها.>>. و رواه إبن جرير في تفسيره ( سورة مريم )، و ابن خزيمة في التوحيد بلفظ ( يتجلى ) بدل ( يتحنن )، لكن ذكر محققه أن نسخة مكتبة برلين : " يتحنن".
- و هو في ( الزهد ) لابن المبارك من زيادات الحسين المروزي ( راوي الزهد عن ابن المبارك )، و رواه الكاكم في المستدرك. و الحديث حسن إسناده الشيخ مقبل الوادعي في كتاب الشفاعة.
- قلت : و مما سبق نستدل على ثبوت صفة الحنان لله تعالى، أما تسميته بالحنان، فلم أقف على حديث ثابت في ذلك، و قد ورد في حديث أبي هريرة الطويل في الأسماء، و لا يصح رفعه. أنظر شأن الدعاء للخطابي، الأسماء و الصفات للبيهقي, الحجة في بيان المحبة لقوام السنة، الأسني للقرطبي،.
 
- البيت 6 : كما في قوله تعالى : << هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ >> الحديد : 3.
 
- البيت 8 : إشارة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : << كان رسول الله (ص) يأمرنا إذا أخدنا مضجعنا أن نقول : اللهم رب السماوات و الأرض، و رب العرش العظيم، ربنا و رب كل شيء فالق الحب و النوى، و منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان، أعود بك من شر كل شيء أنت آخد بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، و أنت الآخر فليس بعدك شيء،و أنت الظاهر فليس فوقك شيء، و أنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين و أغننا عن الفقر.>> أخرجه مسلم في الذكر، باب ما يقول عند النوم و أخد المضجع، و أبو داود في الأدب، باب ما يقول عند النوم، و الترمذي في الدعوات، باب من الأدعية عند النوم.
 
- البيت 9 : أنواع العلو ثلاثة : علو القهر، و علو القدر، و علو الذات، و هي كلها ثابتة لله تعالى بنصوص الكتاب و السنة، إلا أن المعطلة يثبتون النوعين الأولين دون الثالث،و هذا من تناقضهم، إذ إن إثباتهم لعلو القدر و القهرحجة عليهم في إثبات علو الذات. انظر مختصر الصواعق، و انظر : كلام الناظم عن أنواع العلو في هذه القصيدة.
 
- البيت 10 : كما في قوله تعالى : << وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ  >> البقرة : 255.
- أي أنه سبحانه و تعالى يعظم في الأحوال كلها. قال قوام السنة الأصبهاني : << و من أسمائه تعالى العظيم : العظمة صفة من صفات الله تعالى لا يقوم لها خلق. و الله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعظهم بعضا، فمن الناس من يعظم لمال، و منهم من يعظم لفضل، و منهم من يعظم لعلم، و منهم من يعظم لسلطان، و منهم من يعظم لجاه، و كل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، و الله عز و جل يعظم في الأحوال كلها..>>. الحجة في بيان المحبة.
- فالله تعالى له الكمال المطلق في التعظيم، و أما البشر فمن عظم منهم فعلى قدر ما يناسبه. و قد ذكر الشيخ ابن سعدي أن معاني التعظيم الثابتة لله تعالى و حده نوعان :
+ أحدهما : أنه موصوف بكل صفة كمال، و له من ذلك الكمال أكمله و أعظمه و أوسعه.
+ و الثاني : أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله تعالى. انظر : الحق الواضح المبين ( ضمن مجموعة من رسائل ابن سعد ).

0 التعليقات:

إرسال تعليق