الصفحة (23) : تكملة الأبيات : ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
۩ تكملة الأبيات : النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي :
1- و هو الودود يحبهم و يحبه * أحبابه و الفضل للمنان
2- و هو الشكور فلن يضيع سعيهم * لكن يضاعفه بلا حسبان
3- ما للعباد عليه حق واجب * هو أوجب الأجر العظيم الشان
4- كلا و لا عمل لديه ضائع * إن كان بالإخلاص و الإحسان
5- إن عذبوا فبعدله أو نعموا * فبفضله سبحان ذي السلطان
6- و هو الغفور فلو أتى بقرابها * خطأ موحد ربه الرحمان
7- لأتاه بالغفران ملء قرابها * سبحانه هو واسع الغفران
8- و كذلك التواب من أوصافه * و التوب في أوصافه نوعان
9- إذن بتوبة عبده و قبولها * بعد المتاب بمنة المنان
10- و هو الإله السيد الصمد الذي * صمدت إليه الخلق بالإدعان
11- الكامل الأوصاف من كل الوجوه * كماله ما فيه من نقصان
12- و كذلك القهار من أوصافه * فالخلق مقهورون بالسلطان
13- لو لم يكن حيا عزيزا قادرا متكلما * ما كان من قهر و لا سلطان
14- و كذلك الجبار من أوصافه * و الجبر في أوصافه قسمان
15- جبر الضعيف و كل قلب قد غدا * ذا كسرة فالجبر منه دان
16- و الثاني جبر القهر بالعز الذي * لا ينبغي لسواه من إنسان
17- من قولهم جبارة للنخلة العليا * التي فاتت لكل بنان
18- و هو الحسيب كفاية و حماية * و الحسب كافي العبد كل أوان
19- و هو الرشيد فقوله و فعاله * رشد و ربك مرشد الحيران
20- و العدل من أوصافه في فعله * و مقاله و الحكم بالميزان
21- فعلى الصراط المستقيم إلهنا * قولا و فعلا ذاك في القرآن
2- و هو الشكور فلن يضيع سعيهم * لكن يضاعفه بلا حسبان
3- ما للعباد عليه حق واجب * هو أوجب الأجر العظيم الشان
4- كلا و لا عمل لديه ضائع * إن كان بالإخلاص و الإحسان
5- إن عذبوا فبعدله أو نعموا * فبفضله سبحان ذي السلطان
6- و هو الغفور فلو أتى بقرابها * خطأ موحد ربه الرحمان
7- لأتاه بالغفران ملء قرابها * سبحانه هو واسع الغفران
8- و كذلك التواب من أوصافه * و التوب في أوصافه نوعان
9- إذن بتوبة عبده و قبولها * بعد المتاب بمنة المنان
10- و هو الإله السيد الصمد الذي * صمدت إليه الخلق بالإدعان
11- الكامل الأوصاف من كل الوجوه * كماله ما فيه من نقصان
12- و كذلك القهار من أوصافه * فالخلق مقهورون بالسلطان
13- لو لم يكن حيا عزيزا قادرا متكلما * ما كان من قهر و لا سلطان
14- و كذلك الجبار من أوصافه * و الجبر في أوصافه قسمان
15- جبر الضعيف و كل قلب قد غدا * ذا كسرة فالجبر منه دان
16- و الثاني جبر القهر بالعز الذي * لا ينبغي لسواه من إنسان
17- من قولهم جبارة للنخلة العليا * التي فاتت لكل بنان
18- و هو الحسيب كفاية و حماية * و الحسب كافي العبد كل أوان
19- و هو الرشيد فقوله و فعاله * رشد و ربك مرشد الحيران
20- و العدل من أوصافه في فعله * و مقاله و الحكم بالميزان
21- فعلى الصراط المستقيم إلهنا * قولا و فعلا ذاك في القرآن
* شرح الأبيات :
- البيت 1 : كما في قوله تعالى : << وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ >> البروج : 14. و الودود من الود و هو محبة الشئ، و هو كما أشار الناظم : فعول بمعنى مفعول، و فعول بمعنى فاعل، فالله عز و جل مودود في قلوب أوليائه، و هو سبحانه يود عباده الصالحين، كما قال سبحانه : << يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ >> المائدة : 54. أنظر : المفردات.
- البيت 2 : كما في قوله تعالى : << وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ >> التغابن : 17. و شكره سبحانه لعباده بأنه لا يضيع سعيهم الصالح لوجهه، بل يجزيهم على اليسير بأضعاف مضاعفة كما أخبر أنه يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فسبحانه ما أوسعه و أرحمه.
- يقول الناظم في عدة الصابرين :" و أما شكر الرب تعالى، فله شأن آخر، كشأن صبره، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد، و يوفقه لما يشكره عليه..."
- يقول الناظم في عدة الصابرين :" و أما شكر الرب تعالى، فله شأن آخر، كشأن صبره، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد، و يوفقه لما يشكره عليه..."
- البيت 3 : كما قال سبحانه : << كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ >> الأنعام : 54.
- البيت 4 : كما قال سبحانه : << فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ >> التوبة : 120.
- البيت 5 : و الإشارة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي (ص) فيما يرويه عن الله تبارك و تعالى قال : << يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا...>> الحديث، و في آخره << يا عبادي إنما هي أعمالكم، أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن و جد خيرا فليحمد الله عز و جل، و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه >> رواه مسلم في البر و الصلة، باب تحريم الظلم.
- البيت 6 : كما في قوله تعالى : << نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ >> الحجر : 49.
- البيت 7 : كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي (ص) قال : << يقول الله عز و جل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها...>> الحديث، و آخره : << و من لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا، لقيته بمثلها مغفرة...>> أخرجه مسلم في الذكر و الدعاء، باب فضل الذكر و الدعاء و التقرب إلى الله تعالى.
- البيت 8 : كما في قوله تعالى : << وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ >> التوبة : 118.
- قال ابن جرير في تفسيره : " ثم رزقهم الإنابة إلى طاعته و الرجوع إلى ما يرضيه عنهم، لينيبوا إليه، و يرجعوا إلى طاعته و الإنتهاء إلى أمره و نهيه.".
- و يقول الناظم في مدارج السالكين : << و توبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، و توبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من ربه، سابقة و لاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا و توفيقا و إلهاما، فتاب العبد، فتاب عليه ثانيا، قبولا و إثابة... و نظير هذا هدايته لعبده قبل الإهتداء، فيهتدي بهدايته، فتوجب له تلك الهداية هداية أخرى يثيبه الله بها هداية إلى هدايته...و هذا القدر من سر اسميه " الأول و الآخر " فهو المعد و هو الممد، و منه السبب و المسبب، و هو الذي يعيذ من نفسه بنفسه، كما قال أعرف الخلق به : << و أعود بك منك >>، و العبد تواب، و الله تواب، فتوبتة : رجوعه إلى سيده بعد الإيباق. و توبة الله نوعان : إذن و توفيق، و قبول و إمداد.
- قال ابن جرير في تفسيره : " ثم رزقهم الإنابة إلى طاعته و الرجوع إلى ما يرضيه عنهم، لينيبوا إليه، و يرجعوا إلى طاعته و الإنتهاء إلى أمره و نهيه.".
- و يقول الناظم في مدارج السالكين : << و توبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، و توبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من ربه، سابقة و لاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا و توفيقا و إلهاما، فتاب العبد، فتاب عليه ثانيا، قبولا و إثابة... و نظير هذا هدايته لعبده قبل الإهتداء، فيهتدي بهدايته، فتوجب له تلك الهداية هداية أخرى يثيبه الله بها هداية إلى هدايته...و هذا القدر من سر اسميه " الأول و الآخر " فهو المعد و هو الممد، و منه السبب و المسبب، و هو الذي يعيذ من نفسه بنفسه، كما قال أعرف الخلق به : << و أعود بك منك >>، و العبد تواب، و الله تواب، فتوبتة : رجوعه إلى سيده بعد الإيباق. و توبة الله نوعان : إذن و توفيق، و قبول و إمداد.
- البيت 10 : كما في قوله تعالى : << وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ >> البقرة : 163.
- و كما في حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انطلقت في و فد بني عامر إلى رسول الله (ص) فقلنا : أنت سيدنا. فقال : " السيد الله " أخرجه أبو داود في الأدب، باب كراهية التمادح، و أحمد، و صححه الألباني في صحيح الجامع.
- و كما في قوله تعالى : << اللَّـهُ الصَّمَدُ >> الإخلاص : 2. و " الصمد " تعددت أقوال السلف في معناه، و لا تعارض بينها، بل لكل منها ما يشهد له :
- فمنهم من قال : هو الذي لا جوف له. و هذا معروف عن إبن مسعود و ابن عباس و الحسن و مجاهد و غيرهم.
- و منهم من قال : هو السيد الذي يصمد له في الحوائج، فهو السيد الذي قد كمل في سؤدده، و الشريف الذي قد كمل في شرفه،و العظيم الذي قد كمل في عظمته، و الحكيم الذي قد كمل في حكمته، و العليم الذي قد كمل في علمه، و الحليم الذي قد كمل في حلمه، و هو الذي قد كمل في أنواع الشرف و السؤدد. و هذا مروي عن ابن عباس و أبي وائل شقيق بن سلمة.
- و منهم من قال غير ذلك، لكن مرد قوله إلى أحد هذين القولين. انظر : تفسير الطبري، تفسير إبن كثير، بدائع الفوائد.
- و كما في حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انطلقت في و فد بني عامر إلى رسول الله (ص) فقلنا : أنت سيدنا. فقال : " السيد الله " أخرجه أبو داود في الأدب، باب كراهية التمادح، و أحمد، و صححه الألباني في صحيح الجامع.
- و كما في قوله تعالى : << اللَّـهُ الصَّمَدُ >> الإخلاص : 2. و " الصمد " تعددت أقوال السلف في معناه، و لا تعارض بينها، بل لكل منها ما يشهد له :
- فمنهم من قال : هو الذي لا جوف له. و هذا معروف عن إبن مسعود و ابن عباس و الحسن و مجاهد و غيرهم.
- و منهم من قال : هو السيد الذي يصمد له في الحوائج، فهو السيد الذي قد كمل في سؤدده، و الشريف الذي قد كمل في شرفه،و العظيم الذي قد كمل في عظمته، و الحكيم الذي قد كمل في حكمته، و العليم الذي قد كمل في علمه، و الحليم الذي قد كمل في حلمه، و هو الذي قد كمل في أنواع الشرف و السؤدد. و هذا مروي عن ابن عباس و أبي وائل شقيق بن سلمة.
- و منهم من قال غير ذلك، لكن مرد قوله إلى أحد هذين القولين. انظر : تفسير الطبري، تفسير إبن كثير، بدائع الفوائد.
- البيت 12 : كما في قوله تعالى : << وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ >> إبراهيم : 48. و القهر : الغلبة، و التذليل، و العلو. تفسير الطبري، المفردات.
- البيت 13 : اسمه " القهار " يدل بدلالة اللزوم على حياته و عزته و قدرته. فأسماؤه سبحانه لها دلالات بالمطابقة و التضمن و اللزوم.
- البيت 14 : كما في قوله تعالى : << الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ >> الحشر : 23.
- البيت 17 : ذكر الناظم أن إسم " الجبار " له ثلاثة معان :
+ الأول : أنه هو الذي يجبر الضعيف و كل قلب منكسر لأجله، فيجبر الكسير و يغني الفقير و ييسر على المعسر و يجبر المصاب، فحقيقة هذا الجبر إصلاح حال العبد و دفع المكاره عنه.
+ الثاني : أنه هو القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، و خضع له كل شيء.
+ الثالث : أنه العلي على كل شيء، فالجبر بمعنى العلو، من قولهم للنخلة العالية التي لا تنالها اليد طولا : الجبارة. أنظر : تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج.
+ الأول : أنه هو الذي يجبر الضعيف و كل قلب منكسر لأجله، فيجبر الكسير و يغني الفقير و ييسر على المعسر و يجبر المصاب، فحقيقة هذا الجبر إصلاح حال العبد و دفع المكاره عنه.
+ الثاني : أنه هو القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، و خضع له كل شيء.
+ الثالث : أنه العلي على كل شيء، فالجبر بمعنى العلو، من قولهم للنخلة العالية التي لا تنالها اليد طولا : الجبارة. أنظر : تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج.
- البيت 18 : كما في قوله تعالى : << إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا >> النساء : 86.
- و قوله تعالى : << وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا >> النساء : 6، الأحزاب : 39.
- و الحسيب هو الكافي، و الحفيظ، و المحاسب. أنظر تفسير الطبري، المفردات.
- و قوله تعالى : << وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا >> النساء : 6، الأحزاب : 39.
- و الحسيب هو الكافي، و الحفيظ، و المحاسب. أنظر تفسير الطبري، المفردات.
- البيت 19 : لم أقف على دليل ثابت في إثبات إسم الرشيد لله تعالى، و قد ورد ما يفيد و صف الله تعالى به في قوله (ص) : << اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤدنين >> رواه أبو داود في الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت، و الترمذي في الصلاة، و أحمد في المسند من حديث أبي هريرة (ض).
-قال أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي : و هو حديث صحيح ثابت ثم بين أوجه تصحيحه.
-قال أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي : و هو حديث صحيح ثابت ثم بين أوجه تصحيحه.
- البيت 20 : مما يدل على وصف الله تعالى بالعدل : حديث ابن مسعود رضي الله عنه في قسمة النبي (ص) يوم حنين، أن رجلا قال : و الله إن هذه القسمة ما عدل فيها و ما أريد بها وجه الله. فأخبر عبد الله بها النبي (ص) فقال النبي (ص) : << فمن يعدل إذا لم يعدل الله و رسوله؟ رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر >> رواه البخاري في فرض الخمس، باب ما كان النبي (ص) يعطي المؤلفة قلوبهم و غيرهم من الخمس و نحوه. و مسلم في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام.
- البيت 21 : إشارة إلى قوله تعالى : << إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ >> هود : 56.
0 التعليقات:
إرسال تعليق