السبت، 14 يوليو 2018

الصفحة (21) : تكملة الأبيات : ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي

الصفحة (21) : تكملة الأبيات :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
 
الصفحة (21) : تكملة الأبيات :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
۩ تكملة الأبيات : النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي  :
 
1- و هو العليم أحاط علما بالذي             *        في الكون من سر و من إعلان
2- و بكل شيء علمه سبحانه                *         فهو المحيط و ليس ذا نسيان
3- و كذاك يعلم ما يكون غذا و ما           *         قد كان و الموجود في ذا الآن
4- و كذاك أمر لم يكن لو كان                *        كيف يكون ذا إمكان
5- و هو الحميد فكل حمد واقع               *        أو كان مفروضا مدى الأزمان
6- ملأ الوجود جميعه و نظيره               *          من غير ما عد و لا حسبان
7- هو أهله سبحانه و بحمده                 *        كل المحامد و صف ذي الإحسان
8- و هو المكلم عبده موسى بتكليم          *        الخطاب و قبله الأبوان
9- كلماته جلت عن الإحصاء و التعداد     *         بل عن حصر ذي الحسبان
10- لو أن أشجار البلاد جميعها             *         الأقلام تكتبها بكل بنان
11- و البحر يلقى فيه سبعة أبحر           *         لكتابة الكلمات كل زمان
12- نفدت و لم تنفد بها كلماته               *         ليس الكلام من الإله بفان
13- و هو الحيي فليس يفضح عبده        *         عند التجاهر منه بالعصيان
14- لكنه يلقي عليه ستره                    *        فهو الستير و صاحب الغفران
15- و هو الحليم فلا يعاجل عبده           *         بعقوبة ليتوب من عصيان
16- و هو العفو فعفوه و سع الورى      *          لولاه غار الأرض بالسكان
17- و هو الصبور على أدى أعدائه       *         شتموه بل نسبوه للبهتان
18- قالوا له ولد و ليس يعيدنا             *          شتما و تكذيبا من الإنسان
 
* شرح الأبيات :
 
- البيت 1 : كما في قوله تعالى : << إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  >> فصلت : 36. و قوله تعالى : << عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ  >> الحشر : 22.
 
- البيت 2 : كما في قوله تعالى : <<  وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا  >> النساء : 126.
 
- البيت 5 : كما في قوله تعالى : << وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  >> فاطر : 15. و الحميد بمعنى المحمود على كل حال، و هو فعيل بمعنى مفعول. أنظر : اللسان.
 
- البيت 7 : معنى هذه الأبيات الثلاثة مأخود من قوله (ص) في دعائه عند الإعتدال من الركوع : << اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات و ملء الأرض و ما بينهما و ملء ما شئت من شيء بعد...>> رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع.
- قال الناظم في معناه : << فله سبحانه الحمد حمدا يملأ المخلوقات، و الفضاء الذي بين السماوات و الأرض، و يملأ ما يقدر بعد ذلك مما يشاء الله أن يملأ بحمده، و ذلك يحتمل أمرين :
+ أحدهما : أن يملأ ما يخلقه الله مبدع السماوات و الأرض، و المعنى أن الحمد ملء ما خلقته و ملء ما تخلقه بعد ذلك.
+ و الثاني : أن يكون المعنى : ملء ما شئت من شيء بعد يملؤه حمدك، أي يقدر مملؤا بحمدك، و إن لم يكن موجودا.
- و لكن يقال المعنى الأول أقوى، لأن قوله : << ما شئت من شيء بعد.>> يقتضي أنه شيء يشاؤه، و ما شاء كان، و المشيئة متعلقة بعينه لا بمجرد ملء الحمد له.>> انظر : طريق الهجرتين.
 
- البيت 10 : البنان : الأصابع أو أطرافها.
 
- البيت 12 : إشارة إلى قوله تعالى : << وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  >> لقمان : 27.
 
- البيت 13 : يدل حديث يعلى بن أهية التميمي رضي الله عنه أن رسول الله (ص) رأى رجلا يغتسل بالبراز - أي الفضاء - بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال (ص) : << إن الله عز و جل حيي ستير يحب الحياء و الستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر.>> رواه أبو داود في الحمام، باب النهي عن التعري، و النسائي في الغسل، باب الإستتار عند الإغتسال، و أحمد في المسند، و صححه الألباني في صحيح الجامع و في إرواء الغليل.
- و كذلك حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي (ص) قال : << إن ربكم تبارك و تعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا.>> رواه أبو داوود في الصلاة، باب الدعاء، و الترمدي في الدعوات في كرم الله في إستجابته دعاء عباده و قال حديث حسن غريب و رواه بعضهم و لم يرفعه. و قال الحافظ في الفتح : و سنده جيد.
 
- البيت 14 : يدل عليه حديث يعلى السابق، و "  الستِّير  " تضبط بكسر السين و تشديد التاء، أو تكون على فعيل بمعنى فاعل أي من شأنه الستر و الصون. انظر : بذل المجهود، و النهاية لإبن الأثير.
 
- البيت 15 : كما في قوله تعالى : << وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ >> الحج : 59.
 
- البيت 16 : كما في قوله تعالى : << إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ  >> الحج : 60.
- قوله : " لغار الأرض..." لكثرة من يرتكب المعاصي على ظهرها.
 
- البيت 17 : ورد الحديث في إثبات صفة الصبر لله تعالى، و أنه لا أحد أصبر منه على أذى سمعه، أما إسم الصبور فلم أقف على نص ثابت فيه، و الله أعلم. و هذا إشارة إلى حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي (ص) قال : << ليس أحد - أو ليس شيء - أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم ليدعون له و لدا، و إنه ليعافيهم و يرزقهم.>> رواه البخاري الأذب، باب الصبر في الأذى، و في التوحيد، باب قول الله تعالى : << إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ  >>، و مسلم في صفات المنافقين و أحكامهم، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز و جل.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق