الأربعاء، 25 يوليو 2018

الصفحة (22) : تكملة الأبيات : ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي

الصفحة (22) : تكملة الأبيات :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
الصفحة (22) : تكملة الأبيات :  ۩ النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي
 
 
۩  تكملة الأبيات : النوع الثاني من توحيد الأنبياء و المرسلين من النوع الأول و هو الثبوتي  :
 
1- و هو القوي له القوى جمعا                   *     تعالى رب ذي الأكوان
2- و هو الغني بذاته فغناه                         *    ذاتي له كالجود و الإحسان
3- و هو العزيز فلن يرام جنابه                  *    أنى يرام جناب ذي السلطان
4- و هو الرقيب على الخواطر و اللواحظ      *   كيف بالأفعال بالأركان
5- و هو الحفيظ عليهم و هو الكفيل             *    بحفظهم من كل أمر عان
6- و هو اللطيف بعبده و لعبده                   *    و اللطف في أوصافه نوعان
7- إدراك أسرار الأمور بخبرة                   *   و اللطف عند مواقع الإحسان
8- فيريك عزته و يبدي لطفه                    *    و العبد في الغفلات عن ذا الشان
9- و هو الرفيق يحب أهل الرفق               *    بل يعطيهم بالرفق فوق أماني
10- و هو القريب و قربه المختص            *    بالداعي و عابده على الإيمان
11- و هو المجيب يقول من يدعو أجبه       *    أنا المجيب لكل من ناداني
12- و هو الجواد فجوده عم الوجود          *    جميعه بالفضل و الإحسان
13- و هو الجواد فلا يخيب سائلا             *    و لو أنه من أمة الكفران
14- و هو المغيث لكل مخلوقاته               *   و لذا يحب إغاثة اللهفان
 
* شرح الأبيات :
 
- البيت 1 : كما في قوله تعالى : << وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ  >> الشورى : 19
 
- البيت 2 : كما في قوله تعالى : << فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  >> الحديد : 24.
 
- البيت 3 : كما في قوله تعالى : << وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  >> الحشر : 24.
- و معاني العز كما ذكر الناظم : معنى الإمتناع على من يرومه من أعدائه، فهو المنيع الذي لا يغلب. و معنى القهر و الغلبة. فهو القاهر لأعدائه، يغلبهم و لا يغلبونه. و معنى القوة و الشدة. و انظر : شرح هراس. و قد ذكر الخطابي رحمه الله أن العز في كلام العرب على ثلاثة أوجه : أحدهما بمعنى الغلبة، و الثاني بمعنى الشدة و القوة، و الثالث بمعنى نفاسة القدر و يتأول معنى العزيز على هذا أنه الذي لا مثل له و لا نظير. أنظر : شأن الدعاء.
 
- البيت 4 : كما في قوله تعالى : <<إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  >> النساء : 1، و قوله تعالى : << فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ >> المائدة : 117.
 
- البيت 5 : كما في قوله تعالى : <<  إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ  >> هود : 57.
- " من كل أمر عان." : أي من كل أمر مكروه ينزل به و يشق عليه. قوله " عان " اسم فاعل من عنى به الأمر يعني : نزل. لسان العرب.
 
- البيت 6 : قال في اللسان : << يقال : لطف به و له - بالفتح - يلطف لطفا إذا رفق به، و أما لطف بالضم يلطف فمعناه صغر و دق.>> اللسان. و ذكر الشيخ إبن سعديأن لطفه بعبده يكون في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه، و أما لطفه له يكون في الأمور الخارجية عنه، فيسوقه و يسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر. انظر : الحق الواضح المبين.
 
- البيت 7 : إسمه ( اللطيف ) يدل على أمرين :
+ الأول : إنه لا تخفى عليه الأشياء و إن دقت و لطفت و تضاءلت. و هذا يدل عليه قوله تعالى - في و صية لقمان لإبنه - : << يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ  >> لقمان : 16، و قوله تعالى : << لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ  >> الأنعام : 103.
+ الثاني : أنه البر بعباده، الموصل إليهم مصالحهم بلطفه و إحسانه من طرق لا يشعرون بها، و هذا يدل عليه قوله سبحانه : << اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ  >> الشورى : 19.انظر : معاني أسماء الله الحسنى لابن السعدي، الحق الواضح المبين.
 
- البيت 8 : يقول الشيخ إبن السعدي - في كلام في كلام جميل في معنى هذا البيت - : << و لهذا قال المصنف " فيريك عزته " أي بإمتحانك بما تكره، " و يبدي لطفه " في العواقب الحميدة السارة، فكم من لطف و كرم لا تدركه الأفهام و لا تتصوره الأوهام، و كم إستشرق العبد على مطلب من مطالب الدنيا من ولاية أو رئاسة أو سبب من الأسباب المحبوبة، فيصرفه الله عنها، و يصرفها عنه رحمة به لئلا يضره في دينه، فيظل العبد حزينا من جهله و عدم معرفته بربه، و لو علم ما ذخر له في الغيب و أريد إصلاحه فيه لحمد الله و شكره على ذلك، فإن الله بعباده رؤوف رحيم لطيف بأوليائه.>> الحق الواضح المبين.
 
- البيت 9 : كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي (ص) قال : << إن الله رفيق يحب الرفق، و يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، و ما لا يعطي على ما سواه.>> أخرجه البخاري في إستتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي (ص) و لم يصرح. و مسلم في البر و الصلة، باب فضل الرفق.
 
- البيت 10 : أي أنه من أسمائه سبحانه : ( القريب ). و أن قربه تعالى خاص لا عام، و هو على نوعين :
+ الأول : قربه من داعيه بالإجابة، و هو يدل عليه مثل قوله تعالى : << وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ  >> البقرة : 186.
+ الثاني : قربه من مطيعه بالإثابة في قوله تعالى : << إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ  >> الأعراف : 56.
- و من أهل العلم من يرى أن قربه تعالى عام و خاص، فالعام كما في قوله تعالى : << وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ >> ق : 16. و أما الخاص فيدل عليه ما سبق، و هذا ما اختاره الشيخ ابن سعدي في الحق الواضح المبين. و لكن الناظم يرجح الأول. فانظر كلامه في الصواعق و توجيهه لدليل هذا القول.
 
- البيت 11 : كما في قوله تعالى : << إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ >> هود : 61. و قوله سبحانه : <<  وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ  >> غافر : 60.
- كما في قوله تعالى : << أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ >> النمل : 62.
- و معنى كلام الناظم أن إجابته سبحانه و تعالى نوعان :
+ الأول : إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة، كما قال تعالى : << وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  >> غافر : 60.
+ الثاني : إجابة خاصة : و هي ما قام لها سبب يقتضيها كالإضطرار و طول السفر و دعوة المظلوم، و نحو ذلك.
 
- البيت 12 : يدل عليه حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي (ص) قال : << يقول الله تعالى : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي...>> الحديث، و فيه << ذلك بأني جواد ماجد أفعل ما أريد.>> رواه الترمدي في صفة القيامة و الرقائق و الورع، و ابن ماجه في الزهد، باب ذكر التوبة، و أحمد. و قال الترمذي : " هذا حديث حسن ".
- قلت : و أصله في صحيح مسلم في البر و الصلة، باب تحريم الظلم، من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر من غير ذكر الشاهد.
 
- البيت 13 : و هذا أمر مشهود دل عليه النقل و الحس، فقد أخبر تعالى عن إجابته لدعاء الكافرين حين يلجأون إليه في الضراء، ثم كيف يعودون إلى كفرهم و غيهم بعد تفريج الكرب عنهم كما قال تعالى : << وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (53) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) >> النحل : 53، 54.
 
- البيت 14 : لم أقف على نص ثابت يدل على اسم المغيث لله تعالى، و لكن ثبت صفة له تعالى كما في قوله سبحانه : << إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ  >> الأنفال : 9. و كذلك دعا النبي (ص) في الإستسقاء : << اللهم أغثنا >>
- أخرجه البخاري في الإستسقاء، باب الإستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، و مسلم في صلاة الإستسقاء، من حديث أنس رضي الله عنه.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق