الصفحة (65) : ۩ المسك ۩ الذرّة ۩ معنى العيد ۩ من صلى خمس صلوات في اليوم والليلة و صيام رمضان و إيتاء الزكاة و لم يزد عليها و لم ينقص فقد أفلح ۩ الشروع في العبادة لا يستلزم الإتمام. إذا كانت نافلة ۩ خوف المؤمن من أن يحبط عمله و هو لا يشعر ۩ ذم الله من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر و قصر في العمل ۩ الصحابة (ض ) حزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال ۩ قوله : ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل و ميكائيل
۩ المسك :
- ثبت في صحيح مسلم - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي ( ص ) - أنه قال : << أطيب الطيب : المسك >> و في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : << كنت أطيب النبي (ص ) - قبل أن يحرم و يوم النحر، و قبل أن يطوف بالبيت - بطيب فيه مسك >>.
- المسك : ملك أنواع الطيب و أشرفها و أطيبها، و هو الذي يضرب به الأمثال، و يشبّه به غيره، و لا يشبه بغيره. و هو كثبان الجنة.
- و هو حار يابس في الثانية : يسر النفس و يقوّيها، و يقوّي الأعضاء الباطنة جميعها : شربا و شما، و الظاهرة : إذا وضع عليها. نافع للمشايخ و المبرودين المرطوبين لا سيما زمن الشتاء.
- جيد للغشي و الخفقان و ضعف القوة : باء نعاشه للحرارة الغريزية. و يجلوا بياض العين و ينشق رطوبتها، و يفشّ الرياح منها و من جميع الأعضاء، و يبطل عمل السموم، و ينفع من نهش الأفاعي. و منافعه كثيرة جدا. و هو أقوى المفرحات.
- المسك : ملك أنواع الطيب و أشرفها و أطيبها، و هو الذي يضرب به الأمثال، و يشبّه به غيره، و لا يشبه بغيره. و هو كثبان الجنة.
- و هو حار يابس في الثانية : يسر النفس و يقوّيها، و يقوّي الأعضاء الباطنة جميعها : شربا و شما، و الظاهرة : إذا وضع عليها. نافع للمشايخ و المبرودين المرطوبين لا سيما زمن الشتاء.
- جيد للغشي و الخفقان و ضعف القوة : باء نعاشه للحرارة الغريزية. و يجلوا بياض العين و ينشق رطوبتها، و يفشّ الرياح منها و من جميع الأعضاء، و يبطل عمل السموم، و ينفع من نهش الأفاعي. و منافعه كثيرة جدا. و هو أقوى المفرحات.
۩ الذرّة :
- معنى الذرّة قيل هي أقل الأشياء الموزونة، و قيل هي الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس مثل رؤوس الإبر، و قيل هي النملة الصغيرة، و يروى عن ابن عباس أنه قال : إذا وضعت كفك في التراب ثم نفضتها فالساقط هو الذر. و يقال إن أربع ذرات وزن خردلة، و عن أنس مرفوعا << أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة، ثم من كان في قلبه أدنى شيء.
۩ معنى العيد :
- العيد فعل من العود، و إنما سمي به لأنه يعود في كل عام.
۩ من صلى خمس صلوات في اليوم والليلة و صيام رمضان و إيتاء الزكاة و لم يزد عليها و لم ينقص فقد أفلح :
- قال تعالى : << وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ >> [ البينة : 5 ].
- حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول : << جاء رجل إلى رسول الله (ص) من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته و لا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله (ص) : خمس صلوات في اليوم و الليلة. فقال : هل عليّ غيرها؟ قال : لا، إلا أن تطوع. قال رسول الله (ص) : و صيام رمضان. قال : هل عليّ غيره؟ قال : لا، إلا أن تطوع. قال و ذكر له رسول الله (ص) الزكاة. قال هل عليّ غيرها؟ قال : لا، إلا أن تطوع. قال فأدبر الرجل و هو يقول : و الله لا أزيد على هذا و لا أنقص. قال رسول الله (ص) : أفلح إن صدق >>.
- حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول : << جاء رجل إلى رسول الله (ص) من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته و لا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله (ص) : خمس صلوات في اليوم و الليلة. فقال : هل عليّ غيرها؟ قال : لا، إلا أن تطوع. قال رسول الله (ص) : و صيام رمضان. قال : هل عليّ غيره؟ قال : لا، إلا أن تطوع. قال و ذكر له رسول الله (ص) الزكاة. قال هل عليّ غيرها؟ قال : لا، إلا أن تطوع. قال فأدبر الرجل و هو يقول : و الله لا أزيد على هذا و لا أنقص. قال رسول الله (ص) : أفلح إن صدق >>.
۩ الشروع في العبادة لا يستلزم الإتمام. إذا كانت نافلة :
- النبي (ص) كان أحيانا ينوي صوم التطوع ثم يفطر، و في البخاري أنه أمر جويرية بنت الحارث أن تفطر يوم الجمعة بعد أن شرعت فيه، فدل على أن الشروع في العبادة لا يستلزم الإتمام. إذا كانت نافلة. بهذا النص في الصوم و بالقياس في الباقي. فإن قيل : يرد الحج، قلنا : لا، لأنه امتاز عن غيره بلزوم المضي في فاسده فكيف في صحيحه. و كذلك امتاز بلزوم الكفارة في نفله كفرضه. و الله أعلم. على أن استدلال الحنفية نظرا لأنهم لا يقولون بفرضية الإتمام، بل بوجوبه. و استثناء الواجب من الفرض منقطع لتباينها، و أيضا فإن الإستثناء من النفي عندهم ليس الإثبات بل مسكوت عنه. و قوله : << إلا أن تطوع >> استثناء من قوله لا، أي لا فرض عيك غيرها.
۩ خوف المؤمن من أن يحبط عمله و هو لا يشعر :
- و قال إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا. و قال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي (ص) كلهم يخاف النفاق على نفسه. ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل و ميكائيل. و يذكر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن، و لا أمنه إلا منافق.
- و ما يحذر من الإصرار على النفاق و العصيان من غير توبة، لقول الله تعالى : <<وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ >>.
- حدثنا محمد بن عرعرة قال : حدّثنا شعبة عن زبيد قال : سألت أبا وائل عن المرجئة، فقال : حدّثني عبد الله أن النبي (ص) قال : << سباب المسلم فسوق و قتاله كفر >> " البخاري ".
- المرجئة نسبوا إلى الإرجاء و هو التأخير، لأنهم أخروا الأعمال عن الإيمان فقالوا : الإيمان هو التصديق بالقلب فقط و لم يشترط جمهورهم النطق و جعلوا للعصاة اسم الإيمان على الكمال و قالوا : لا يضر مع الإيمان ذنب أصلا.
- و ما يحذر من الإصرار على النفاق و العصيان من غير توبة، لقول الله تعالى : <<وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ >>.
- حدثنا محمد بن عرعرة قال : حدّثنا شعبة عن زبيد قال : سألت أبا وائل عن المرجئة، فقال : حدّثني عبد الله أن النبي (ص) قال : << سباب المسلم فسوق و قتاله كفر >> " البخاري ".
- المرجئة نسبوا إلى الإرجاء و هو التأخير، لأنهم أخروا الأعمال عن الإيمان فقالوا : الإيمان هو التصديق بالقلب فقط و لم يشترط جمهورهم النطق و جعلوا للعصاة اسم الإيمان على الكمال و قالوا : لا يضر مع الإيمان ذنب أصلا.
۩ ذم الله من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر و قصر في العمل :
- قوله : ( و قال إبراهيم التيمي ). هو من فقهاء التابعين و عبادهم، و قوله : << مكذبا >> يروى بفتح الذال يعني خشيت أن يكذبني من رأى عملي مخالفا لقولي فيقول : لو كنت صادقا ما فعلت خلاف ما تقول، و إنما قال ذلك لأنه كان يعظ الناس. و يروى بكسر الذال و هي رواية الأكثر، و معناه أنه مع وعظه الناس لم يبلغ غاية العمل. و قد ذم الله من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر و قصر في العمل فقال : << كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ >> [ الصف : 3 ] فخشي أن يكون مكذبا أي مشابها للمكذبين. و هذا التعليق وصله المصنف في تاريخه عن أبي نعيم و أحمد بن حنبل في الزهد عن ابن مهدي كلاهما عن سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن إبراهيم المذكور.
۩ الصحابة (ض ) حزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال :
- الصحابة الذين أذركهم ابن أبي مليكة من أجلهم عائشة و أختها أسماء و أم سلمة و العبادلة الأربعة و أبوا هريرة و عقبة بن الحارث و المسور بن مخزمة فهؤلاء ممن سمع منهم، و قد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء كعلي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص، و قد حزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال، و لم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك فكأنه إجماع، و ذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه ما يخالف الإخلاص. و لا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع و التقوى رضي الله عنهم. و قال ابن بطال : إنما خافوا لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغيير ما لم يعهدوه و لم يقدروا على إنكاره، فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت.
۩ قوله : ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل و ميكائيل :
- أي لا يجزم أحد منهم بعدم عروض النفاق لهم كما يجزم بذلك في إيمان جبريل، في هذا إشارة إلى أن المذكورين كانوا قائلين بتفاوت درجات المؤمنين في الإيمان، خلافا للمرجئة القائلين بأن إيمان الصديقين و غيرهم بمنزلة واحدة. و قد روي في معنى أثر ابن أبي مليكة حديث عن عائشة مرفوع رواه الطبراني في الأوسط لكن إسناده ضعيف.